عائشة رفة - خطى البطريق.. قصة قصيرة

إلتقطت قطرات الندي في صباح باكر و ضباب يحوم حول المكان ؛ لا مجال للرؤية … حذف كل شئ عن خريطة المكان؛ لم يعد للبناية شكل ولا للاشجار ملامح ولا حتي اثر لموطء قدم. من بعيد رايت خيال خطواته مثل خطوات البطريق يتحرك يمينا ويتحرك شمالا.. حبست ضحكتي و صرخت بصوت حازم من هناك ؛ سمعت تهتاهات صوته لكن لم تكن واضحة فصرخت و اعدت صياغة سؤالي و صرخت مرة اخري لا اسمعك اقترب قليلا او اصرخ حتي اسمعك …. لم اسمع صدي صوته مرة اخري لكن استمر البطريق على الاقتراب وانا فى داخلي خيفة و رعب لم ينتابني من قبل فصمت وتشجعت لمواجهة ذلك الظل البطريقي …. فتشبثت فى مكاني وانتظرت ملاقاة مصيري اما ان القى حتفي على يد مجنون قاتل او يكون كله من مخيلات انا…. مسكت نفسي و تحولت الي هيئة استعداد للهجوم و تقدم ذلك الذي يخطو مثل البطريق ورايت وجهه انه رجل مسن فى الستينات من عمره والتجاعيد الزمن الماضي ترك اثره ع وجهه الاسمر وابتسامة رقيقة ترسم ع شفتاه المرتعشة و عيونه الرمادي يحكي قصص كثيرا و خبايا لا يعلمه سواه ذاك الذي اسميته خطى البطريق. وشعره الرمادي الناعم الكثيف ووجهه المزين بجمال الشنب والذقن سبحان خالق هذا الجمال …. فتحدثت فى داخلي كيف كان هذا المسن في شبابه اكيد اكيد كان جميل و غاية فى جمال … خرجت من عالم خيالي الى صوت المسن وهو يقول بصوت مرتجف : لما انتي مرعوبة مني ؛ ولما تتسمرين في مكانك يا بنتي ؛افيقي وخذي بيدي اريد الجلوس ع المنضدة لارتاح فقد كانت المسافة طويلة… لاحظت ان الضباب قد انقشع وعاد الضؤ للمكان ورايت بوضوح البنايات والارض الذي كانت ابتلعتها الضباب… فوجهت نظري الي المسن و ابتسمت ابتسامة حانية و قلت له: لا يا عمو ؛ فقط لاني لم اري هيئتك بوضوح فارتعبت منك لكن بعد ما التقيت بك لم يعد للخوف مكان في صدري؛ فانت كبير لك كل احترام وتقدير.. فاغلق المسن عيونه كانه يحلم بشئ او يتذكر ذكريات ، لا ادري ماذا صار لكني شعرت بجسمه براحة غير اعتيادية ولم اعد اشعر بانه معنا كانه سافر ع بساط الذكريات ؛ فسالته : ماذا بك ياعمي هل اصابك شي ام انك ارهقت ام ماذا فانت ترعبني ؟ فنظر اليا من فوق راسي الي قدمي ؛ هذا تصرف استفزني لكني تمالكت اعصابي وتركته ينهي فعله ، فاستمر بتفحصي و ابتسم وقال بصوت هادئ : انتي انسانة رقيقة وجميلة وفطنة جدااا ؛ لكن ارى في عيونك حيرة وكسرة !!!!!
في داخلي اعجبني الاطراء فانا احب بأن ادلل نفسي لا انتظر من يجاملني بجمالي او خلقي هذا لاني اعلم كيف انا جميلة لكن استغربت من تلميحات العجوز فقلت له : عندي حكاية اتعبت روحي . فامسك يدي بيديه المرتعشة ذو جلد ناعم مثل الاطفال رضع و مسك بيده ع ذقني وقال بحنية : اروي لي ما يعتريه فؤادك فلعلي انصحك …..فبدأت حكايتي و قلت له :اتذكر موعدي مع حبيبي بكل تفاصيلها ؛ ما ارتداه فى اول لقاء لنا لكن غاب عني عطره…. لمحت كم كان حجمه ضخم لم يكن بنحيل ولا بسمين طوله اذهلني و هيئته سحرتني … تفحصته من راسه الي اخمصه من دون ان يدري …. اتذكر ضحكته و سخريته ، كان حديثنا تافه لكن به لذة لا يفهمها سوي من لمس العشق وانا ذبت في بحر هواه…. نعم احببته نعم …… فرحت برؤيته لم اعتقد بان قلبي سيذكر اسمه ويردده خفية عن البشر واحفظ اسمه بمعالمه واتخيله امامي ساد الصمت و عدنا الي حديثنا بين المواقع الالكتروني ؛ وزاد لهفتي اليه كل يوم اكثر من ذي قبل اري ف سطوره معاني كثيرة تعطي مفاهيم يتمني قلبي ان يصدقها لكن تركت حبي لنفسي هذا افضل للحفاظ ع كرامتي فشعوره لي انا وحدي فتلك احلي الشعور …. يرددون اسمه فاجد قلبي ينتفد من مكانه امسكه واترجاه ان يكتم صرخته ولا يفضح من هام فى عشق المسمي بالبعيد.. عزمت امري بان انسي فالايام معه لا يتنسي والحديث معه لا يشبع منه ادمنت حديثه ووجوده ف حياتي قررت ان اتخيله بهيأت شخص اخر وعيوني تراه كشخص اخر فانصاع قلبي لاوامر عقلي بعد حب دام اكثر من سنوات خفية نعم انه حب من طرف واحد ياسادة هو لا يدري لكن حروفه تنطق بمثل ما يحتوي قلبي من هتافات لكن يحتمل ان يكون اكاذيب الهوي…. الحين عيوني لاتراه وقلبي مسح اسمه وذكراه لا تعتب عتبت بابي فانا اخرجته بخيالي كما دخل قلبي بغباء مني…. وضعت حالي ف امتحان وكل مرة افشل فيها الا ان اتي يوم بيده اجبرني ع ان انجح ف امتحان الهوي فالشكر والتقدير للبعيد اليوم وجدت حالي وجدت اسمي وجدت كياني وجدت نفسي فنزلت من عيوني دمعة و وارتسمت بسمة ع شفتي ؛مسح دمعتي العجوز فقال لي : اذا نسيتيه لما ارى لمعة الحب ف عينيك ولما ارى اشراق في وجهك عند ترديدك اسمه لم يعتصر قلبك وانت تسردي قصتك ؛ انتي مازلتي تكني مشاعر للمسمي بالبعيد لكن استمري ف قرارك فانتي قوية من لم يشعر بوجودك فهو الخاسر لن يجد في مثل جمالك واخلاقك يابنيتي….. فمسك بيدي واستمر بنصايحه وقالي لي ضاحكا:ماذا تقولين اذا قلت باني احببت هل عيون وهل الابتسامة واعتراني هستيريا الضحك فقال اضحكي و عيشي حياتك فالحياة قصيرة …. جلسنا ع المنضدة الي ان اتي شاب ف مقتبل عمره طويل وهيئته جميلة و ضحكته اكثر من رائع فعرفني به العجوز : هذا حفيدي الخلبوس دونجوان عصره … فخجل الشاب و قال بصوت خافت لكن مسموع : جدي لاتحرجني امام السيدة المحترمة فتعجب العجوز ولم افهم استعجابه برد حفيده لكن ظهر سبب تصرفه في كلمة قالها : ماهذا ارى حفيدي مؤدب يدري كيف الحديث فضحك وانا ضحكت وبدوره ضحك مد يده وعرفني بحاله قائلا: انا حمزة مهندس ديكور تشرفنا ياا…. فمددت يدي وانا خجلة : انا اليشيا معلمة اطفال الشرف لي يااستاذ حمزة فغمزة العجوز لي كانه يريد ان يفهمني شي لكني لم استوعب فانزلني العجوز الي مستوي طوله وقال لي : ماذا ترين ف حفيدي اليس هو جميل ساحجزه لك وتنسين المسمي البعيد فضحكت ولم يفهم ضحكتنا حفيده فقلت للعجوز : سانتظرك هنا غدا ياعمو فاحببت حديثك الي اللقاء وذهب العجوز و ساله حفيده : عن ماذا تثرثرتم ولما سمع صدي ضحكاتكم في الارجاء ؛ اريد ان افهم وايضا متي تعرفت علي هذه والله قلبي خفق لها …
ضربه جده علي راسه بعصاه: هذه الفتاة اصبحت حفيدتي لا تراها بعين سؤ والا ساغضب منك فضحك ونظر وراءه وانا الوح بيدي وداع لهم وابتسامة تشرح صدري……


عائشة رفة .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...