رضى كنزاوي - زوار النسيان.. شعر

جميع من في قلبي ماتوا
ماتوا جميعا..
و مات معهم كل شيء...
إلا ما استثناه النسيان
لكنهم يعودون
من لقبوا
أنفسهم ذات يوم أصدقاء
إخوة أو أقارب...
منجرفين مصادفة
عبر سيل الأنام في الشارع
أو أمام رفوف السوبرماركت
وأحيانا
على شكل صور...
يقترحها عليك العالم الرقمي
فجأة و بوقاحة حذاء زائر
على سجاد البيت...
يعودون إلى حياتك دون استئذان
تفتر وجوههم التي أصبحت
بعامل الزمن غريبة عنك
عن ابتسامة صفراء كظرف البريد
يعتذرون عن غيابهم
ناسبين ذلك إلى كلمة بسيطة
" الحياة"
متعللين بحفن الشيب
على رؤوسهم
بأعمالهم ، وبيوتهم
وأطفالهم ...
يختلسون لحظة من زيجاتهن
الجميلات القابضات زمام الأمور
فيختلقون دعابات
من قبيل أن يهنئوك على حريتك
كأنهم يحاولون إقناعك
أن جلوس القرفصاء في زنزانة انفرادية
أريح من الأرائك المنجدة بالوبر الناعم .
أجلس في المقهى وحيدا
أشعل سيجارة وحيدة
أدخنها ، ثم أقتلها دون أن تستلمها
أنامل صفراء أخرى ... كما كنا نفعل
في زوايا الدرب ، إبان البطالة
وجولات " الداما" الطويلة..
وعندما تتلاشى الظلال تماما
في رمال الليل السوداء
أعود إلى البيت ملتصقا بحواف
الرصيف كالوزغة
أعود.....
قبل أن تبدأ جدرانه باشتياقي.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...