مشهد رقم 1
المكان مكتبة ماريا مولينر، مؤلفة أهم قاموس في اللغة الإسبانية، بمدينة ثاراجوثا.
أيوه ست ومحترمة، ومؤلفة قاموس يضاهي ويتفوق على قاموس الأكاديمية الملكية للغة. مكتبتها أصبحة جزء من حرم جامعة ثاراجوثا. في أول تعارف بيني وبين الثقافة الغربية على أرض الواقع، قبل ما ادخل فكرت في البعد الأمني وتربية الخوف اللي طلعت فيهم، فتسلحت بجواز سفري المصري كريم العنصرين، وبطاقة الصحافة، وورق السفارة التي أعمل بها، متأهبا للدخول، بحثت عن بوابة أمن، فلم أجد حارس شرطة، لم أجد مكتب استعلامات يسألني رايح فين وجاي منين، لم أجد دخلت عادي، وانا في حالة اندهاش وترقب، هل سيستوقفني أحد بالداخل ليطلب أوراقي ويسألني لم دخلت بدون استئذان حصون معرفتنا، وتعديت على حقوقنا يا وارد العالم الثالث، ولكنها كانت أوهام نتاج صور نمطية وأحكام مسبقة، لا أساس لها من الصحة. في المكتبة سألت عن الإدارة وحاولت بكل ما أوتيت من بلاغة في لغة ثربانتيس تبرير مجيئي وأسباب محاولة اطلاعي على محتويات المكتبة. لم أجد أنهم يركزن على ذلك، بل وجدت اهتماما بموضوع دراستي، وحرصا على توفير المعلومة التي أبحث عنها بأفضل السبل وفي أسرع وقت. انشأوا لي حسابا على الانترنت لتيسيير دخولي على قاعدة البيانات وهذا الحساب متصل بماكينة التصوير بإدخاله يمكن نسخ عن طريق الماسح الضوئي أي عدد من صفحات الكتب والمخطوطات والمستندات، وإرسالها مباشرة إلى بريدي الالكتروني الشخصي وكل ذلك بدون مقابل، نسخت ما يقرب من 12 كتاب في أقل من ساعتين وأرسلتهما بصيغة البي دي إف إلى بريدي، وضحكنا وتناقشنا المصري والأجانب، بدون أن يسألني شخص عن ورقة هوية أو حتى مجرد اسمي. انصرفت مبهورا، وانا اتحسر على حالنا وحال جامعتنا والآن أصحاب المصالح ودعاة التربح من الثقافة بحجة حماية الحقوق والمستحقات.\
المشهد الثاني:
جامعة برشلونة المستقلة
مصنفة الجامعة الأولى على مستوى إسبانيا، وتعتبر من أعرق جامعات العالم ولها مكانة علمية لا يستهان بها.
طبعا لا يقف على بابها حارس، ولا بوابة أمن تفتش الأساتذة قبل الطلبة على اعتبار أنهم إرهابيون أو مجرمون محتملون. الدخول لمن شاء يطلب علما أو ثقافة ومعرفة، أنت هنا في حضرة العلم والثقافة فأهلا بك وسهلا. دخلت المكتبة العامة للجامعة تعرفت على أمينات المكتبة وتبادلنا الضحكات، نطق اسمي بالإسبانية يثير الضحك، وتعلمت كل الإيفيهات الإسباني المتربطة به، وهذا يذيب الجليد بقوة بين الثقافات، تصوير المستندات من أسهل ما يمكن، لكن هنا يتقاضون سنتا بعد كل عدد معين من الصفحات، يمكنك أن تصور وتمسح ضوئيا أي غدد من المستندات بلا قيد أو شرط، العلم هو الأساس، وطالب العلم تفتح له الأبواب والأذرع في كل وقت، يهدونك حقيبة ورقية عليها شعار الجامعة لتضم أوراقك، ويودعونك بمودة وإنسانية وعلى أمل في لقاء قريب. nos vemos pronto
المشهد الثالث
جامعة مدريد المستقلة
تأكدنا أن الأمن بهيئته المعروفة في ثقافتنا لا يتماس مع خطوط الحياة المدنية، ولا داعي لأن يحرس العلم، فالعلم وحده يكفي لتوفير الأمن.
المشهد هنا قد لا تحتمله أغصاب البعض. فأنت هنا في العاصمة، ولابد أن يكون هناك فرق، في المساحة، عدد الكتب، سرعة الانترنت، الخدمة المرفهة، بالتأكيد، فبالإضافة إلى كل ذلك، يوجد في الأركان حول طاولات الاطلاع المزودة بأكثر المقاعد راحة وأفضل وسائل الإضاءة صحية، طبيعية وكهربية، مقاعد شيزلونج يسترخي عليها رواد المكتبة للراحة أو طمعا في إغفاءة قصيرة لمعاودة نشاط الاطلاع مرة أخرى، هناك مقاعد هزازة بجوار نوافذ ضخمة لمن يريد القراءة في ضوء النهار. وقاعدة بيانات وكتب المكتبة يمكن تحميلها بالكامل مجانا,
لا اتصور أن من فعل ذلك ومازال يفعل فكر في حسابات ربح أو مكسب وخسارة، ولهذا يوجد علم، وتوجد معرفة، وفي هذه الأجواء بالتأكيد لن يكون هناك مجا للقرصنة.
لم أعش زمن المأمون وان كنت اتمنى أن يعود لأرى العلم جزء من الحياة وليس مجرد سلعة يدفع ثمنها من يستطيع ويتربح منها من يستطيع. اتصور أن أسوأ طبائع الاستبداد هو حرمان الناس من الحق في المعرفة، وأتصور أن هذا مقترن بمدى قدرة المستبدين على تجهيل الشعوب لكي يتمكنوا من السيطرة عليهم لأطول فترة ممكنة
https://www.facebook.com/taha.ziada.1/posts/10156435267256975
المكان مكتبة ماريا مولينر، مؤلفة أهم قاموس في اللغة الإسبانية، بمدينة ثاراجوثا.
أيوه ست ومحترمة، ومؤلفة قاموس يضاهي ويتفوق على قاموس الأكاديمية الملكية للغة. مكتبتها أصبحة جزء من حرم جامعة ثاراجوثا. في أول تعارف بيني وبين الثقافة الغربية على أرض الواقع، قبل ما ادخل فكرت في البعد الأمني وتربية الخوف اللي طلعت فيهم، فتسلحت بجواز سفري المصري كريم العنصرين، وبطاقة الصحافة، وورق السفارة التي أعمل بها، متأهبا للدخول، بحثت عن بوابة أمن، فلم أجد حارس شرطة، لم أجد مكتب استعلامات يسألني رايح فين وجاي منين، لم أجد دخلت عادي، وانا في حالة اندهاش وترقب، هل سيستوقفني أحد بالداخل ليطلب أوراقي ويسألني لم دخلت بدون استئذان حصون معرفتنا، وتعديت على حقوقنا يا وارد العالم الثالث، ولكنها كانت أوهام نتاج صور نمطية وأحكام مسبقة، لا أساس لها من الصحة. في المكتبة سألت عن الإدارة وحاولت بكل ما أوتيت من بلاغة في لغة ثربانتيس تبرير مجيئي وأسباب محاولة اطلاعي على محتويات المكتبة. لم أجد أنهم يركزن على ذلك، بل وجدت اهتماما بموضوع دراستي، وحرصا على توفير المعلومة التي أبحث عنها بأفضل السبل وفي أسرع وقت. انشأوا لي حسابا على الانترنت لتيسيير دخولي على قاعدة البيانات وهذا الحساب متصل بماكينة التصوير بإدخاله يمكن نسخ عن طريق الماسح الضوئي أي عدد من صفحات الكتب والمخطوطات والمستندات، وإرسالها مباشرة إلى بريدي الالكتروني الشخصي وكل ذلك بدون مقابل، نسخت ما يقرب من 12 كتاب في أقل من ساعتين وأرسلتهما بصيغة البي دي إف إلى بريدي، وضحكنا وتناقشنا المصري والأجانب، بدون أن يسألني شخص عن ورقة هوية أو حتى مجرد اسمي. انصرفت مبهورا، وانا اتحسر على حالنا وحال جامعتنا والآن أصحاب المصالح ودعاة التربح من الثقافة بحجة حماية الحقوق والمستحقات.\
المشهد الثاني:
جامعة برشلونة المستقلة
مصنفة الجامعة الأولى على مستوى إسبانيا، وتعتبر من أعرق جامعات العالم ولها مكانة علمية لا يستهان بها.
طبعا لا يقف على بابها حارس، ولا بوابة أمن تفتش الأساتذة قبل الطلبة على اعتبار أنهم إرهابيون أو مجرمون محتملون. الدخول لمن شاء يطلب علما أو ثقافة ومعرفة، أنت هنا في حضرة العلم والثقافة فأهلا بك وسهلا. دخلت المكتبة العامة للجامعة تعرفت على أمينات المكتبة وتبادلنا الضحكات، نطق اسمي بالإسبانية يثير الضحك، وتعلمت كل الإيفيهات الإسباني المتربطة به، وهذا يذيب الجليد بقوة بين الثقافات، تصوير المستندات من أسهل ما يمكن، لكن هنا يتقاضون سنتا بعد كل عدد معين من الصفحات، يمكنك أن تصور وتمسح ضوئيا أي غدد من المستندات بلا قيد أو شرط، العلم هو الأساس، وطالب العلم تفتح له الأبواب والأذرع في كل وقت، يهدونك حقيبة ورقية عليها شعار الجامعة لتضم أوراقك، ويودعونك بمودة وإنسانية وعلى أمل في لقاء قريب. nos vemos pronto
المشهد الثالث
جامعة مدريد المستقلة
تأكدنا أن الأمن بهيئته المعروفة في ثقافتنا لا يتماس مع خطوط الحياة المدنية، ولا داعي لأن يحرس العلم، فالعلم وحده يكفي لتوفير الأمن.
المشهد هنا قد لا تحتمله أغصاب البعض. فأنت هنا في العاصمة، ولابد أن يكون هناك فرق، في المساحة، عدد الكتب، سرعة الانترنت، الخدمة المرفهة، بالتأكيد، فبالإضافة إلى كل ذلك، يوجد في الأركان حول طاولات الاطلاع المزودة بأكثر المقاعد راحة وأفضل وسائل الإضاءة صحية، طبيعية وكهربية، مقاعد شيزلونج يسترخي عليها رواد المكتبة للراحة أو طمعا في إغفاءة قصيرة لمعاودة نشاط الاطلاع مرة أخرى، هناك مقاعد هزازة بجوار نوافذ ضخمة لمن يريد القراءة في ضوء النهار. وقاعدة بيانات وكتب المكتبة يمكن تحميلها بالكامل مجانا,
لا اتصور أن من فعل ذلك ومازال يفعل فكر في حسابات ربح أو مكسب وخسارة، ولهذا يوجد علم، وتوجد معرفة، وفي هذه الأجواء بالتأكيد لن يكون هناك مجا للقرصنة.
لم أعش زمن المأمون وان كنت اتمنى أن يعود لأرى العلم جزء من الحياة وليس مجرد سلعة يدفع ثمنها من يستطيع ويتربح منها من يستطيع. اتصور أن أسوأ طبائع الاستبداد هو حرمان الناس من الحق في المعرفة، وأتصور أن هذا مقترن بمدى قدرة المستبدين على تجهيل الشعوب لكي يتمكنوا من السيطرة عليهم لأطول فترة ممكنة
https://www.facebook.com/taha.ziada.1/posts/10156435267256975