لا أعرف لماذا أعشق صوت الغربان..هل لأن طفولتي قضيتها في عدن.. تبدو لي الغربان أكثر تعبيرا عن البحر من النوارس..تبدو أنيقة جدا كحكيم قبيلة أفريقية. لها نظرة ميتة وثاقبة ، تخفي وتعلن ، إن الغراب بالنسبة لي طائر مشعوذ ، داخله روح مختلفة عن أرواح الكائنات ، لا يمكنك أن ترى جثة غراب إلا وتدرك أنها مختلفة عن سائر جثث الكائنات الأخرى. وحين سطر كهنة الأديان كتبهم باسم الآلهة ؛ لم يجدوا مثل الغراب نموذجا للوعي بالوجود ؛ الوعي الدافئ والعميق ، حيث يعلم الغراب الإنسان كيف يدفن أخاه الإنسان. لقد وضعت الأساطير الغراب فيما فوق الآلهة ، الآلهة التي تنتج ثم تلقي بالانسان في عراء الوجود الأصم. فيأتي الغراب ليقوده إلى معناه الرمزي فتنكشف الخبايا من خلف الحجب. ليس الغراب بطائر عادي ، فحتى صوته ، يربض في عمق الموت أكثر من الحياة ، فهو كالبحر يحذرنا من واجهة جمالية تخفي وراءها هولا من الخوف والوحشة والفزع.
أمل الكردفاني
وكان يديرها رئيس تحرير يمنى متعصب واحد قيادات الحزب الاشتراكى اليمنى
تمنيت ان اتعرف عليه وتربصت السوانح !!
كتب مقالا يدعو فيه للتخلص من الغربان فى عدن
وجدتها سانحه للالتقاء به والتعرف عليه ... فكتبت مقالا عن لعنة الغربان ؛ وذكرت الكثير من ما يؤيد ذلك ؛ ومنها ان مفتش مركز بورتسودان الانجليزى اعلن عن حملة لابادة الغربان . فتم نقله وفى الطريق للخرطوم مات ميتة شنيعة وغامضه . وبعد الاستقلال كرر الحمله محافظ بورتسودان وعند بدء افتتاح الحمله اصابته جلطة فى المخ لم ينج منها
وبعدها ووووو
كنت متلهفا للتعرف على رئيس تحرير الشراره بعد ان نشر تعليقى ؛ معلقا بانه بالرغم من انه لا يؤمن بالخرافات ؛ الا ان جمال الاسلوب وطرفة الموضوع ؛ اضطرته لنشر المقال
خاتما :
((ّّ انا باق فى الجريده رغم انف لعنة الغربان !!! ))
دفعتنى سرعة استجابته ؛ لاكلف سكرتيرتى بتحديد لقاء مع رئيس تحرير الشرارة ؛ والذى رحب باللقاء .
دهبت لجريدة الشراره
قابلنى رئيسها خير استقبال
بدات افتتاحيتى بمقاله عن الغربان ضاحكا ؛ ولدهشتى :
تجهم
ووجم
ثم سكت
ثم خرج مسرعا
عاد ومعه كل طاقم التحرير ؛
وعرفنى لهم هذا صاحب المقال لعنة الغربان !!!
قلت له باسما : انت صاحب المقال وانا فقط من علق !!!
مرة اخرى كان كل حاضر قد :
وجم
وتجهم
وسكت
تساءلت منوجسا عن السبب !!!؟
ذكر لى رئيس التحرير ؛ انه ليس بكاتب المقال ؛ وانما عين قبل اسبوع بديلا لرئيس التحرير المعنى !!!
سالت عن رئيس التحرير المعنى ؟
اجابوا بصوره شبه جماعيه : نقل للمحافظة السابعه !!!
كانت اليمن الجنوبى تتكون من ست محافظات وكان تعبير نقل للمحافظه السابعه تعبيرا شعبيا يمنيا راقصا و شائعا تقال لمن تم اعدامه !!!!
فايز الكردفاني