بكري الجاك - الرمال واشياء اخرى.. قصة قصيرة

الى الذين سيتيح لهم/ن زمنهم/ن الى قراءتى

ستكون هذه احدي محاولات متناثرة لكتابات لا ادري مسمياتها فهى ليست بالخواطر وليست بالقصة القصيرة حسب فهمى وقراءتى للقصص القصيرة الا انها بعض من اشياء تسكننى فا ستميحكم/ن عذرا بان اشارككم بها مستهلكا قليلا من الباندويث فربما تثير شجون بعضكم/ن او تحفز بعضكم/ن على تذكر اشياء قديمة لزيزة عزيزة على النفس
وبما انه اول محاولة لى من هذا النوع فليس لى الا ان اهديها الى صديقى نصر الدين الرشيد الذى يرقد فى قبر وحيد فى بلاد بعيدة كما قال صديقى ابكر ادم


مصادرات:

مصادرة اولى:
من حق الورد ان يعلن تمرده فى اعطاء رحيقه مجانا للفراشات والنحل وربما يحمل سلاحه ضد المملكة

مصادرة ثانية:
النهر على ما يبدو اصيب بداء العادة فهو ظل يجري من سنة احفر فى نفس الاتجاه ولم يصاب بالملل ولو لمرة

مصادرة ثالثة:
فتاة تري وجهها اجمل فى مراة جيرانهم فكانت تمكس وقتا طويلا فى الذهاب والمجىء من بيت الجيران و كلما اشترت مراءة كان وجهها اكثر قبحا , فاستشارت بائع العروق فنصحها بارتداء جينز بنفسجى و بلوزة عنبية وعندما فعلت خرجت القرية فى ثورة احتجاجية ضد بائع العروق

امنيات عشاق:

امنية اولى:
ليتها تجلس فى المقعد قبل الاخير حتى يتسنى له اختلاق موضوع ولا ضير ان ابتدره باحوال الطقس وطقس الاحوال

امنية ثانية:
ليته يقولها اليوم فساطير فى الهواء وافرد جناحاي للريح و اودع الافكار السوداء ابدا الا انه اصيب بداء الخيبة لانها كانت ترتدي فستان بنى وابتدرت حديثها باخر اخبار حرب التحرير فى الصين الجديدة وهذا مافى ليجعل يومه اكثر بؤسا خصوصا وانه يبحث عن عمل منذ اربع سنوات.

امنية ثالثة:
كانا يحبان بعضهما يوما ما وكليهما لا بستطيعان ان يوذي احدهما الاخر الا ان الاقدار شاءت ان يقعا كل منهم فى حب اخر , فكل منهما يبحث عن مدخل لاخطار الاخر ,
فبدا قائلا: انا اعتقد انو الشفافية مهمة بيننا لاحترام ذواتنا و .....
فردت: وافضل اسلوب لاحترام المشاعر هو ان نكونها كما هى ف ......
واضاف: لذلك انا فتشنك جواي وما لقيتك:
فانهمرت دموعها بشدة:
احس هو بمرارة ونشوي فى خليط غريب الا ان عقدة الذنب ما زالت تردد على ذاكرته, وقال انا حبيت اكون واضح لانو ده من مصلحة ال م ش اع ر ا ل ص ا د ق ة
ولم تقوي من احتمال الصدمة فاخذته فى حضنها وهمست فى اذنه
انا كنت ما عارفة اقول ليك كيف
فانفجرا ضاحكين .


بعد يوم طويل شاق اتجه صوب النهر , نظر الى غابة الاشجار المحاذية لضفة النهر من عل فبدات له وكانها سحابة خضراء ممتدة فى افق البصر , لم يكترث الى تساؤلاته الداخلية , كان سعيدا ببعض استياءه وما تبقى فى ذاكرته من ايام عاثرة , وبالرغم من مرارتها فى ذلك الوقت الا ان لها وقع جميل فى نفسه حاول ان يقارن بين تلك الايام فغاص عميقا فى ذاكرته عله يتذكر فيها شيئا جميلا واحدا او حتى احساسه بالاشياء فى ذلك الوقت لم يجد شيئا سوي اسماء رفاق سقطوا موتا واخرون وسقطوا متعا فى رحيق ذواتهم, حاول ان يقرب الصورة اكثر فكان يذكر الاسماء ولا يذكر تفاصيل الوجوه واحيانا تمر عليه اطياف وجوه لا يذكر لها اسماء , ظل طوال سيره صوب النهر وهو غائص فى عميق الذاكرة ان يضع القائمة الف مع القائمة باء, قائمة الاسماء مع الاطياف , عمل شاق حاول ان يتذكر اين هم اليوم وجد انه ما زال لا يستطيع ان يربطهما ببعضهما البعض فكيف له ان يعرف من سقط ومن سقط .
وصل الى ضفة النهر , جلس على الرمال التى لا لون لها سوي لون طفولته , فالنهر فى اشهر الشتاء يرتدي حلته الرملية الذاهية التى هى كل ما يذكره عن طفولته وبواكير صباه, تذكر اول مرة يعشق فيها او ينطق كلمة حب اما معنى الحب كيف وماهيته فهى اشياء لم يستطع الاجابة عليها بالرغم من انه حب العديد من الفتيات وفى بلدان مختلفة ولم يكن يكذب بل كان صادقا كان فعلا يعشقهن بكل ما يعرف من معنى الحب وعندما سمع المغنى لاول مرة يردد
القلب يحب مرة ما يحبش مرتين
كانت اول ردة فعله اذن ماذا اصابنى فهانذا اعشق واحب بصدق وبكل عنفوان فهل هذا اننى مصاب بال............... او ربما هذا قلب المغنى فقط ولا شان لقلبى بهذه الكلمات , تبحر فى البحث عن تعريف ماهية الحب وكانت خلاصة بحث مضنى وطويل
ان كل ما تشعر بانك تنتمى اليه و تسكن اليه نفسك و تجد فيه ما من طمانيية هذا هو الحب ولذا فهو يحب احتساء النبيذ و يحب امه وابيه وبعض من الكلمات وشيء من الموسيقى وكثير من النساء.
فى هذه اللحظة تذكر صورة اول فتاة هتف لها قلبه قبل ان يمتلك ناصية العلم والمعرفة فى البحث فى شئون الحب والمواعيد والانتظار والمناديل المعطرة واصطناع الاسباب من استلاف مذكرات وغيره وكان يسعد كثيرا حين يكتب
ا ح ب ك فى مؤخرة المذكرات التى تمر على سبيله .
كانت تحضر الى هذا النهر و تجلس فى هذه الرمال و تغسل ملابس اخوانها و تنشر غسيلها فى حبال الرمال المتمائلة و كانت الرمال تسعد كثيرا با حتضان نهديها النابتين وهذا سر غيرته وحسده و تعلقه بالرمال منذ ازمنة طويلة , ففى زمن مضى وخصوصا عندما يتعطل بئر القرية كانت الفتيات تتجه فى رحلات جماعية لورود الماء , وهو كان يحب ان تتعطل البئر وفكر اكثر من مرة من التامر مع مصطفى ود احمد لتعطيل البيارة حتى يتسنى له ان يري تلكم الفتاة التى استمتعت الرمال بجمالها اكثر من اي مخلوقات الارض, وبما انه كان يعمل فى الاجازات الصيفية فكان دوما بحوذته بعض المال ففى احدي الامسيات وبعد ان اشتد عليه هجير شوقه و نبض قلبه الذى ظنت امه انه عين لانه قد طلع الاول فى امتحانات نهاية العام فاشعلت مبخرها واتت بافضل بخرات الصابوناب وخلطتها بحفنة من القرض و ارغمته على ان يدخل تحت الملاية حتى تخرج العين فظل قلبه ينبض بشدة وبينما امه تعتقد انها شارفت على انهاء المهمة كان هو فى عجلة من امره لانه وفى تلكم اللحظة بالذات قرر ان يذهب الى مصطفى و يناقشه فى امر تعطيل الوابور ليوم غدا حتى يتسنى له رؤية غزاله , ففى العادة اذا لم يتعطل البئر فانه يتمكن من رؤيتها مرة واحد فى الاسبوع وهى يوم الجمعة اذ تذهب الفتيات لغسل الملابس , وكان افضل وقت له ان ينتظر عندما يؤذن الاذان لصلاة الجمعة وحينها يغادر كل العنصر الرجالى النهر لنداء الجمعة و يخلو هو والرمال للخلوة بمعشوقته , وهذا هو احد اسباب حبه للاذان يوم الجمعة , فهو رغم اعتداله و دماسة خلقه الا ان استاذ التربية الاسلامية فى المدرسة لم يكن يفهم عدم حضوره للجامع فى صلاة الجمعة و لم يكن يعرف هذا السر الا هو وهى والرمال وخالق الرمال, وهاهو يخرج من عند امه بعد ان خرجت عينه و فاض وجده وتوجه الى منزل مصطفى فنى الوابور وفى الطريق وقرب اخر منعطف يقود الى الباب الرئيس الذى صنع من قش و بعض من الاخشاب, فاذا به يسمع صوتا غريبا على اذنه قريبا الى نفسه ولم يصدق الدهشة اهى بنفسها تنده اسمى يا لحظ هذا الاسم التعيس بهذه الشفاه , و صعب عليه ان يستدير او ربما بدا له كذلك فكانت استدارته اشبه بالحركة البطيئة و حينها ودون ان تسلم عليه وضعت رسالة فى يده ومضت.
ظل واقفا قرب باب مصطفى متسمرا وفى ذلك الاثناء تنحنح والد مصطفى العم احمد الذى كان عائدا لتوه من صلاة العشاء واشعل البطارية فى وجهه وساله هيل منو انت ؟؟ وهيل منو فى عرف القرية تعنى ابن من انت ولم يستطع الاجابة الا انه ركض سريعا و دلف الى دارهم واشعل لمبته( ونسينى) وهو لتميزه الاكاديمى خصته المدرسة بها كجائزة و هدية املا فى ان يشرف القرية فى امتحانات المركز للعام القادم وبدا يقرا و كانت اول الكلمات
ح ب ي ب ي
وظل مبتسما ونام على تلك الابتسامة ولم يكمل ما تبقى من الخطاب وهناك فى التكل سعدت امه وظلت تردد دعاءا و تشكر فى شيوخ الصابنابى لانهم شفوا ابنها ببخراتهم من العين التى تصيبه فى نتائج نهاية السنة من كل عام.
وصبيحة اليوم التالى الذى كان الخميس , ذهب الى النهر و جلس هناك محاولا قراءة ما تبقى من الخطاب و كل ما يبدا يجد عقله قد توقف من الفهم بمجرد ان يتخطى كلمة حبيبى, و فى اسناء استلقاءه الاحتفائى فى الرمال فاجاته هى بدمها ولحمها , و لا يدري كيف سيبتدر اول حوار عشق حقيقى فى حياته , هل يختار بدايات السباعى ام نجيب محفوظ , وعندما سالت ما الذى اتى بك مبكرا الم اكتب لك فى الثانية عشرة منتصف النهار, ولم يفهم قصدها وسالها اين كتبت ذلك فردت فى الخطاب , وحينها استدرك انه لم يكمل قراءة الخطاب واكتفى فيه ب ح ب ي بي و لكن ها هو قلبه ياتى به الى المكان وقبل الموعد وليس فى الموعد على قول ود الامين.
هنا توقفت ذاكرته نظر عميقا فى الرمال وبدا يعد فى السنوات التى مضت على ذلك و يتذكر وجوها مختلفة لحبيبات عشقهن جميعا كما عشق نونة الليمونة كما كان يطلق عليها بين اصدقاء شقاوته , ولكنه ما زال يشعر بالغيرة والحسد والحب تجاه تلكم الرمال التى احتضنت اجمل نهدين فى قريتهم فى ذلكم الزمان و تا وه طويلا و نظر الى النهر وو جد نفسه لم يستطع ترتيب القائمة الف مع باء الى الان .

بكري الجاك
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...