محمد الشحات - اعترافات محارب عجوز.. شعر

كنت أرفع مستسلما
رايتى
ثم أرقب
من سوف يخفض رايته
لأكشف ضعفى
وأسقط منتحبا
كنت أعرف أنك فى زمن
الزيف
وفى زمن
كل من فيه يمكر
فأمكر كما يمكرون
وجاهر بضعفك
وانفض فؤادك من غله
استصبر
عل سيفك يسكن فى غمده
وارتد حلة
علَ ضوءاً من الشمس
يرأف بى
لأسقط من لغتى
بعض ما كان يعلق بى
هل يتيح لنا خوفنا
أن نوارى سوآتنا
كالغراب
ونمضى بلا أى جرم
فلو كنت ترأف بى
ما استبحت دماءك فى الغدر
وما عشت متشحاً بالهزيمة
كنت تعلمت من لغتى
بأن الحروف
إذا ما اكتسى وجهها بالبراءة
حطت على القلب
فلا ترتجف من فؤادك
حين يقومك ضعفك
وأهرب من الزيف
هذا زمان
المباخر
فانجُ بنفسك
وارفع لواءك
هل كنت تعرف
أنك حين تقاوم ضعفك
سوف تعيد لوجهك
بعض ما ضاع من سمته
كنت حاولت
أن تتقى زمنا
تقزم فيه الرجال
وفيه النفايات تكبر
والموت
ما عاد موتا
لأجل بلاد حلمنا بها
كنت أرقب ضعفى
وقد أجهدتنى السنون
وما عدت أعرف
أى البيوت سنأوى إليها
جئت فى زمن
لا يفرق بين البطولة والغدر
كيف تقتل نفسا
ترابض
آه لو كنت أملك
ما كنت أملكه فى زمان الصبا
فقد وهن العظم مني
واشتعل الرأس شيبا
وما عاد لى
غير بعض يلملم بعضى
لعلى سآوى إلى زمن
سوف يعصمنى


محمد الشحات
حدائق القبه 15 مارس 2014


* من ديوان البكاء بين يدى الحفيدة الذى صدر عن دار وعد ٢٠١٤

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...