هو أبو بكر يحيى بن عبد الرحمن بن بَقيّ، وشّاح وشاعر أندلسي.
ولد في مدينة ( طُليطلة) وقيل في ( قرطبة ) سنة\465 هجرية - 1073 ميلادية كما نسب الى (سرقوسية ) ونسب الى ( وادي آش ) .
اختلف مؤرخو الأدب في اسم أبيه كما اختلفوا في المدينة التي ولد فيها، ولا يُعرف شيء عن بقية أفراد أسرته. وكذلك عن طفولته وصباه قيل أنَّه كان جوّاباً متنقلا التماسا للرزق ولا يقرّ له قرار في مكان او بلد ولم يتخذ لهُ مسكناً أو موطناً يلجأ إليه إلا أن ابن بسام ذكر إنه اتخذ من ( إشبيلية ) قاعدة لهُ، ومن اشبيلية انتشر شعره شَرقا وغربا في البلاد الاندلسية . وقد سطع نجمه ، وبدأت مواهبه تظهر للعيان. وكان أول ظهور ابن بقي في دولة (المعتمد بن عباد ) الذي اتخذه شاعرا ومدحه في شعره حتى شهد سقوط دولته ونفي ملكها المعتمد بن عباد الى المغرب.
ومن مدحه هذه الابيات :
نوران ليسا يحجبان عن الورى
كرم الطباع ولا جمال المنظر
وكلاهما جمعاً ليحيى فليدع
كتمان نور علائه المتشهر
في كل أفق من جميل ثنائه
عرف يزيد على دخان المجمر
رد في شمائله ورد في جوده
بين الحديقة والغمام الممطر
بدر عليه من الوقار سكينة
فيها حفيظة كلّ ليث مخدر
مثل الحسام إذا انطوى في غمده
ألقى المهابة في نفوس الحُضر
أربى على المزن الملث لأنه
أعطى كما أعطى ولم يستعبر
أزرى على البحر الخضم لأنه
في كل كف منه خمسة أبحر
أقبلت مرتاداً لجودك أنه
صوب الغمامة بل زلال الكوثر
وكذلك شهد سقوط دول الطوائف تعاقباً على يد ( يوسف بن تاشفين ) وهيمنة (المرابطين) في المغرب على بلاد الأندلس .
يقول فيه صاحب القلائد :
( ضفى عليه حرمانه وما صفا له زمانه فصار قعيد صهوات وقاطع فلوات مع توهم لا يظفره بامان وتقلب دهر كواهي الجمان )
وقال عنه السان الدين بن الخطيب :
( رب الصنعة ومالكها واهج الطريقة المثلى وسالكها اكثر فاجاد وتقلد ذلك الصارم المحلى والنجاد بما اخترع فيه من الشعر وابتدع وكثرة توشيحه واحسانه في تنميق الكلام وتوشيحه )
توفي ابن بقي سنة \545 هجرية - 1150 ميلادية وفي بعض الروايات ستة \540 هجرية 1155 ميلادية
كان شاعرا ووشاحا رائعا الا ان شعره اغلبه في الموشحات قال الشعر في اغلب الفنون الشعرية المدح والفخر والوصف والغزل والخمرة وغيرها ومن وصفه يصف بستانا فيقول :
سقى اللَه بستان الزبير ودام في
مجاريه سيل النهر ما غنت الورق
فكانت لنا من نعمة في جنابه
كبزته الخضراء طالعها طلق
هو الموضع الزاهي على كل موضع
أما ظله ضاف أما ماؤه دفق
أهيم به في حالة القرب والنوى
وحق له مني التذكر والعشق
ومن ذلك النهر الخفوق فؤاده
بقلبي ما غيبت عن وجهه خفق
ويقول في الغزل :
من لم يعانق غزالاً في مغازله
ما بين ممتنع طورا ومنفعل
فما قضى من لبانات الصبا وطرا
ولا تنزه في روض من الجذل
ما زال يحجبها الغيران مذ نشأت
لو غيرها حجب الغيران لم أبل
في كلة سُيراء تتقي نظري
يا أيها الناس حتى الظلم في الكلل
من لي به حيث لا تخشى مراقبة
ولا نبيت من الواشي على وجل
في ليلة لا يلي المريخ مدتها
ولا يقيم بها الا على زحل
أما الليالي فقد أمهرتها قدحا
من المدام نكاحا ليس فيه ولي
عقيقة في يدي سالت وأشربها
لو شعشعت بسجايا الدهر لم تسل
ومن خمرياته قوله :
ومشمولة في الكأس تحسب انها أنها
سماء عقيق زينت بالكواكب
بنت كعبة اللذات في حرم الصبا
فحج اليها اللهو من كل جانب
وله في الموشحات باع طويل قيل انه نظم اكثر من ثلاثة الاف موشحة ومن اشهرها هذه الموشحة الرائعة :
عبث الشوقُ فاشتكى
ألمَ الوجدِ فلبّتْ أدمعي
**********
أيهُّا النَّاسُ فؤادي شغِفُ
وهو من بَغْي الهوى لا يُنصفُ
كم أداريه ودمعي يَكِفُ
أيها الشادنُ من علّمكا
بسهام اللحظ قتل السّبُعِ؟
************
بدرُ تمَّ تحت ليل أغطشِ
طالع في غصن بنٍ فشش
أهيف القد بخد أرقش
ساحرُ الطَّرف وكم ذا فتكا
بقلوب الأسد بين الأضلع
****************
أي ريم رُمتُه فاجتنبا
وانثنى يهتزُّ من سُكر الصّبا
كقضيب هزّه ريحُ الصَّبا
قلت: هب لي يا حبيبي وصلكما
واطَّرِحْ أسباب هجري ودَعِ
*****************
قال: خدّي زهرةّ مُذ فوَّفا
جرّدت عيناي سيفا مرهفا
حذَراً منه بأن لا يُقْطفا
إن من رام جناهُ هلكا
فأزل عنك علال الطّمع
****************
ذاب قلبي في هوى ظبيٍ غريرْ
وجهُه في الدّجْن صبح مستنيرْ
وفؤادي بين كفّيهِ أسيرْ
لم أجدْ للصّبر عنه مسلكا
فانتصاري بانسكاب الأدمعِ
************
واختم البحث بهذه القصيدة من شعره :
أقبلت بالجيش ملموماً كتائبه
كأنك البدر تحت العارض الهطل
في فتية كسيوف الهند خلتهم
حبّ الصوارم والخطية الذبل
وتيّموا بعيون غير فاترة
من الأسنة لم تهجع مع المقل
الا تكن أعيناً نجلا فان لها
في أضلع القوم مثل الأعين النجل
ترى السماء دخانا مثل ما خلقت
والأرض قد شرقت بالخيل والابل
تمشي بها الخيل لا جرد مطهمة
مشي الكواعب في حلي وفي حلل
من كل مضطمر الكشحين حافره
أحق من مبسم الحسناء بالقبل
يا معشر الروم قد شالت نعامتكم
إما من الجبن أو من شدة الفشل
لم يكسكم من ثياب الخزي أسبغها
الا التقاؤكم للصدر بالكفل
يا ويلكم معشرا بل ويل أمكم
فأنها ولدت للثكل والهبل
أ. فالح الحجية
ولد في مدينة ( طُليطلة) وقيل في ( قرطبة ) سنة\465 هجرية - 1073 ميلادية كما نسب الى (سرقوسية ) ونسب الى ( وادي آش ) .
اختلف مؤرخو الأدب في اسم أبيه كما اختلفوا في المدينة التي ولد فيها، ولا يُعرف شيء عن بقية أفراد أسرته. وكذلك عن طفولته وصباه قيل أنَّه كان جوّاباً متنقلا التماسا للرزق ولا يقرّ له قرار في مكان او بلد ولم يتخذ لهُ مسكناً أو موطناً يلجأ إليه إلا أن ابن بسام ذكر إنه اتخذ من ( إشبيلية ) قاعدة لهُ، ومن اشبيلية انتشر شعره شَرقا وغربا في البلاد الاندلسية . وقد سطع نجمه ، وبدأت مواهبه تظهر للعيان. وكان أول ظهور ابن بقي في دولة (المعتمد بن عباد ) الذي اتخذه شاعرا ومدحه في شعره حتى شهد سقوط دولته ونفي ملكها المعتمد بن عباد الى المغرب.
ومن مدحه هذه الابيات :
نوران ليسا يحجبان عن الورى
كرم الطباع ولا جمال المنظر
وكلاهما جمعاً ليحيى فليدع
كتمان نور علائه المتشهر
في كل أفق من جميل ثنائه
عرف يزيد على دخان المجمر
رد في شمائله ورد في جوده
بين الحديقة والغمام الممطر
بدر عليه من الوقار سكينة
فيها حفيظة كلّ ليث مخدر
مثل الحسام إذا انطوى في غمده
ألقى المهابة في نفوس الحُضر
أربى على المزن الملث لأنه
أعطى كما أعطى ولم يستعبر
أزرى على البحر الخضم لأنه
في كل كف منه خمسة أبحر
أقبلت مرتاداً لجودك أنه
صوب الغمامة بل زلال الكوثر
وكذلك شهد سقوط دول الطوائف تعاقباً على يد ( يوسف بن تاشفين ) وهيمنة (المرابطين) في المغرب على بلاد الأندلس .
يقول فيه صاحب القلائد :
( ضفى عليه حرمانه وما صفا له زمانه فصار قعيد صهوات وقاطع فلوات مع توهم لا يظفره بامان وتقلب دهر كواهي الجمان )
وقال عنه السان الدين بن الخطيب :
( رب الصنعة ومالكها واهج الطريقة المثلى وسالكها اكثر فاجاد وتقلد ذلك الصارم المحلى والنجاد بما اخترع فيه من الشعر وابتدع وكثرة توشيحه واحسانه في تنميق الكلام وتوشيحه )
توفي ابن بقي سنة \545 هجرية - 1150 ميلادية وفي بعض الروايات ستة \540 هجرية 1155 ميلادية
كان شاعرا ووشاحا رائعا الا ان شعره اغلبه في الموشحات قال الشعر في اغلب الفنون الشعرية المدح والفخر والوصف والغزل والخمرة وغيرها ومن وصفه يصف بستانا فيقول :
سقى اللَه بستان الزبير ودام في
مجاريه سيل النهر ما غنت الورق
فكانت لنا من نعمة في جنابه
كبزته الخضراء طالعها طلق
هو الموضع الزاهي على كل موضع
أما ظله ضاف أما ماؤه دفق
أهيم به في حالة القرب والنوى
وحق له مني التذكر والعشق
ومن ذلك النهر الخفوق فؤاده
بقلبي ما غيبت عن وجهه خفق
ويقول في الغزل :
من لم يعانق غزالاً في مغازله
ما بين ممتنع طورا ومنفعل
فما قضى من لبانات الصبا وطرا
ولا تنزه في روض من الجذل
ما زال يحجبها الغيران مذ نشأت
لو غيرها حجب الغيران لم أبل
في كلة سُيراء تتقي نظري
يا أيها الناس حتى الظلم في الكلل
من لي به حيث لا تخشى مراقبة
ولا نبيت من الواشي على وجل
في ليلة لا يلي المريخ مدتها
ولا يقيم بها الا على زحل
أما الليالي فقد أمهرتها قدحا
من المدام نكاحا ليس فيه ولي
عقيقة في يدي سالت وأشربها
لو شعشعت بسجايا الدهر لم تسل
ومن خمرياته قوله :
ومشمولة في الكأس تحسب انها أنها
سماء عقيق زينت بالكواكب
بنت كعبة اللذات في حرم الصبا
فحج اليها اللهو من كل جانب
وله في الموشحات باع طويل قيل انه نظم اكثر من ثلاثة الاف موشحة ومن اشهرها هذه الموشحة الرائعة :
عبث الشوقُ فاشتكى
ألمَ الوجدِ فلبّتْ أدمعي
**********
أيهُّا النَّاسُ فؤادي شغِفُ
وهو من بَغْي الهوى لا يُنصفُ
كم أداريه ودمعي يَكِفُ
أيها الشادنُ من علّمكا
بسهام اللحظ قتل السّبُعِ؟
************
بدرُ تمَّ تحت ليل أغطشِ
طالع في غصن بنٍ فشش
أهيف القد بخد أرقش
ساحرُ الطَّرف وكم ذا فتكا
بقلوب الأسد بين الأضلع
****************
أي ريم رُمتُه فاجتنبا
وانثنى يهتزُّ من سُكر الصّبا
كقضيب هزّه ريحُ الصَّبا
قلت: هب لي يا حبيبي وصلكما
واطَّرِحْ أسباب هجري ودَعِ
*****************
قال: خدّي زهرةّ مُذ فوَّفا
جرّدت عيناي سيفا مرهفا
حذَراً منه بأن لا يُقْطفا
إن من رام جناهُ هلكا
فأزل عنك علال الطّمع
****************
ذاب قلبي في هوى ظبيٍ غريرْ
وجهُه في الدّجْن صبح مستنيرْ
وفؤادي بين كفّيهِ أسيرْ
لم أجدْ للصّبر عنه مسلكا
فانتصاري بانسكاب الأدمعِ
************
واختم البحث بهذه القصيدة من شعره :
أقبلت بالجيش ملموماً كتائبه
كأنك البدر تحت العارض الهطل
في فتية كسيوف الهند خلتهم
حبّ الصوارم والخطية الذبل
وتيّموا بعيون غير فاترة
من الأسنة لم تهجع مع المقل
الا تكن أعيناً نجلا فان لها
في أضلع القوم مثل الأعين النجل
ترى السماء دخانا مثل ما خلقت
والأرض قد شرقت بالخيل والابل
تمشي بها الخيل لا جرد مطهمة
مشي الكواعب في حلي وفي حلل
من كل مضطمر الكشحين حافره
أحق من مبسم الحسناء بالقبل
يا معشر الروم قد شالت نعامتكم
إما من الجبن أو من شدة الفشل
لم يكسكم من ثياب الخزي أسبغها
الا التقاؤكم للصدر بالكفل
يا ويلكم معشرا بل ويل أمكم
فأنها ولدت للثكل والهبل
أ. فالح الحجية