سلمى الزياني - ماء يغرق.. شعر

المرأة التي رمت الماء والغرابيل
ورصيد النهر
المرأة التي
سلبت الحقل موطنه
وأصبحت تنكر عليه ظله
المرأة التي دخلت قفصها
وباعت صدى الماء إلى الأفواه المنزعجة
المرأة التي باعت كل شيء
رفضت أن تكون شيئا
المرأة التي تفك قيودا هشة من على خصرها
لم يبق في بالها إلا بضع حكم تحفظها
همست للريح:
كان علي أن أتعلم الصمت
أنا آبار نهارات الزمن
فقط لو يغرق ما نحتاج من الماء
لأستوعب العطش
فقط لو أجني ما يكفي من الصمت
لأقول مرحبا
مرحبا أيتها الإوز الجميلة
مرحبا أيتها الأسماك الشقية
مرحبا يا ذئاب الزمن المستيقظة
كان الماء الذي جمعته في غربال
همي الوحيد..


سلمى الزياني
التفاعلات: عبدالعزيز فهمي

تعليقات

الماء الذي يغرق في مائه
كلما لامس ظله فر
كالديدان الليلية حين يباغثها الصباح
فترتاح التربة الآيلة إلى الخصب
كامرأة تنسج أقواس قزح بالدعاء
امرأة تجادل الربح فتنصر عليها
تقودها إلى النايات،
تعلمها الكلام بالنغم
تخضبها بالصمت
فالصمت شريعة الحقيقة التائهة في مفازات الأسئلة
لا هم لها سوى خلط المستحيل بالمستحيل
غربلة الماء بشباك الصيد المتعبة...
كتابتك ترغم اللغة على الإصابة بالحمى الدلالية فترقص الصور كغجرية اختلط عليها الليل بالنهار من شدة الحال
كتابة لا تهب كمونها بسهولة عصية لكنها جميلة..
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...