أمل الكردفاني - لا تكذب يا ديكارت..

منذ 26 سنة وانا ابحث عن الاستقرار...
جميل ان تجد امرأة وتلتحم بجسدها..
ووظيفة تلتحم بمؤخرتك..
وعيال يلتحمون كالشياطين بقلبك...
مر ستة وعشرون عاما...
اكتشفت ان الاستقرار هو اعلان وفاة لعقلك..
امرأة ستتحول لكومة جلد متجعد..
وظيفة جعلتك تحفظ روتين بيروقراطيتها فعطلت عقلك..
عيال سيحولون عقلك لخلية نحل من الخوف والتفكير في كائن آخر لمجرد أنه خرج من خصيتيك..
ولكن...
ما متعة الحياة؟
إن متعتها في القلق المستمر على عقلك...في القلق من أن تتوقف عن التفكير...هذا القلق الذي يمنحك هزيمة بطعم النصر ونصرا بطعم الهزيمة...
وهو ذاته القلق الذي جعل ديكارت يحاول حسمه صارخا:(أنا أفكر).
لكن ديكارت كان يكذب على نفسه...فلا يمكن حسم هذا القلق أبدا لأن قيمته في سرمدية دورانه داخل الكينونة...
إن هذا القلق هو الذي يجعل كل الأحلام تتقافز أمام عينيك دون أن تستطيع مسكها..ومهما حاولت مد كفك لا تجد سوى اللا شيء...
وهذا القلق هو الذي يدفعك لأن تتمسك بالحياة لأنك تملك حلما خالدا بخلود القلق...أن تشرب من كأسه لتبلغ الثمل فلا تجد سوى مرارة المذاق على حلق التهافت المليئ بالجروح.
مات اولئك القلقون ... وأغلبهم لم يهنأوا باستقرار أسرة مكونة من كلب وكلبة وعشرة جراء...
لكنهم ماتوا وماتت أسرة الكلاب...فمن عاش حقا ومن مات حقا؟
لا يمكننا الجزم يا ديكارت..لا تكذب...
التفاعلات: خليل محمد حسين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...