مصطفى الحناني - ها هنا كان اللقاء أغنية..

الأغنية التي تمشي مع الهتاف
ترى الناس من ثقب الحناجر
ولا يراها أحدٌ من الناس
ها هنا تمشي فينا الشوارع
حبلى بالأمنيات والحرائق
الأضواء كانت تمشي كذلك معنا
خفاقة كالقلوب الوجيعة
حين
تمطر عيون المظلومين ملح الله
تصب
الأكف معاول حرث والأخاديد حقولا
والأذرع تهزُّ أذرعها تشق طرقات عصيبة
تسير الأقدام متلازمة مع زوابع الغبار
وتلفظ الأرض أسماء القبائل القديمة دوائرا
ها هنا نمشي
ويعلو الظلام الرؤوس ستائر من نجوم
نغيّر تفاصيل الوجوه
وندفع الخراب لمثواه الأخير
" هذا اليسير مما نرجوه..."
تقول امرأة من خلف خمارها الأسود
لشاب مضمخ الجسد في حمرة دمه القانية
إنك الآن تعبر يا ولدي أفق الستائر
و اصبعها
يشير إلى الحطام على الأرصفة في صمت
ها هنا كان حلمنا
يرقد منذ زمن الآلهة الأولى
لا أحد انتبه لشخيره المتواتر
كسعال مصاب بأفلوانزا قاتلة
ها
إنني الآن أراه يركض بين الجموع
يسائل خطى العابرين لأيامهِ :
لما لم أكن معكم طيلة الهتاف ؟
لكنني
كنتُ الأغنية الصادحة في اللااكتفاء
لذلك فرّت بنادق الجلاد خائرة
لم نفترق أبدا
لكنها
مواعيدنا مع زمن آخر
زمن ربما سيأتي
على شاكلة عيد ميلاد جديد


مصطفى الحناني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...