انه الوطن.... الارض الثكلى . ارضَك انت .. ارضك التى لم يندمل نزيفها .. لقد اصبحت بقايا من خراب . فالطائرات تلبد سماءها ، والاحلام فيها تصلب فوق أعلى تلة من حديد ، وارواح الشعب تتأرجح على حافة الموت ، والدوي يطارد افواج الحمام ، وجثث القتل العبثي تقبع تحت الانقاض .
هي لعنة الدكتاتورية التي اسكرت ارضك بالدماء واجبرت الكثيرين على الرحيل من الوطن الام .. هم الان تائهون في الاصقاع .. في تخوم المدن المحاطة بالاسلاك الشائكة بحثاً عن حياةً مزعومة . واخرين إحتضنهم قاع البحر بعد ان ضاقت به مساحات الكون الشاسعة .
انت هنا في هذا الوطن الجريح والملئ بالانين والتمزقات . وطن مفتوح الشرايين ، ومصاب بمرض ناعور . ارض يحكمها عبدة الشر الذين يقودون قطار الوطن صوب مستنقع الموت . انهم لا يستحقون البتة الانتماء إلى كيان البشرية الذي يشنون عليه حرباً ضارية.
منذ ميلادك وانت تعيش في هذا المحيط الذي ضيع مبرارات وجوده ، تعيش وسط أسرة صغيرة تضم ابويين واخاً يكبرك سناً . هي عائلة ارهقها الضنك والعذاب ، وذاقت كل ألوان الشقاء . انها تبحث عن مكان يضمن لها البقاء . انها خائفة من رعشة الفقد والموت العبثي . فالبقاء في الوطن ما هو إلا حماقة والرحيل منه هي الحماقة الاكبر فالوطن مصاب بجرح عميق . انه في حالة من الامنيزيا لذلك يغتالون كل من يسكنه . لا يفرق بين ابنائه واعدائه . كم هو مؤلم ان يرفض الوطن إنتماءك له و تصبح أُبوته لك قيد النكران .
عائلتك يمر عليها وقت عصيب فحياتها مجموعة من الكوابيس الحمراء . هي لا تقل معاناة عن شعب الروهغينا الذي إغتاله الوطن وعاش كل حياتها طريداً باحثاً عن هويته الجغرافية .
عائلتك تبحث عن ملجأ آمن . تريد ان ترحل من هذه الارض ليس حباً في الرحيل وانما دكتاتور الارض هو من نفاها إلى دهاليز مجهولة مليئة بالتعرجات ويصعب عليك ان تستدل دروبها .
وهكذا ذات ليل سوادي وهالك ترتفع فيه اصوات تلاطم الامواج الهائجة . تستعد عائلتك للفرار من ارض المحن
فالليل انسب الاوقات للفرار من ويلات الوطن.
تستغلون قارباً صغيراً لعبور المقبرة الملعونة .قارباً انهكته إرتحالات الفاريين من ويلات الحرب . قارب صغيراً جدا . انه الوصفة المثالية للموت .
ها انت تركب البحر ولا تعرف اين هي وجهتك ، ولا تعلم ما يقبع وراء هذا البحر . تبدو كرحلة إستكشافية .
في هذه اللحظات القارب غامر بالخوف . انه محمل بالبؤساء اكثر مما هو مخصص له . الجميع في حالة ترقب . لا صوت سوى تمزقات الامواج المتأتية من مكان قريب .
وانت إبن الثلاثة ربيعاً تستحضر الوطن في المخيلة "انكسارته ، فواجعه ، الشعب الذى يحتضر ، الاطفال الذين شابوا قبل الاوان " كأنك تريد ان ترسم في المخيلة تلك الارض التي قضيت فيها طفولتك وتلوح بيدك وتقول متى اراك من جديد يا وطني .
فجأة.. يهتز القارب بفعل الامواج . يقذف قائد القارب إلى البحر ويعود ادراجه خوفا من المقبرة الملعونة .
يتركك وكل البؤساء في عراء البحر . ولا شئ يِرى غير الخوف .
وانت مع مجموعة من المنسيين تائهين في عراء البحر ويتأرجح بكم قارب الموت على حافة الهلاك كسِكِير في نذوة الثمالة.
اباك وجد نفسه مضطرا علي ان يكون ادميرال القارب . يجدف بهدوء وحذر في محاولة بائسة لمنع القارب من الغرق. ان الاباء عليهم ان يفعلو كل ما في وسعهم من اجل حماية ابناءهم . انه منطق الحياة .
وامك هي الاخرى تخفيك بين زراعيها ... تخفيك في حضنها الدافئ حتى لا ترى الرعب وهو ينتشر على إمتداد البصر . ان الامومة هي الملاذ الوحيد الذى يشعرنا بالامان .
بغتة... يهتز القارب كهزة تشانتي . فترتفع الصرخات . صرخات تضاهي صرخات ركاب سفينة التيتانيك التى سرعان ما إبتلعها البحر الجائع .
اصبح الادميرال حائراً . فالامواج تهز القارب بكل ما أوتيت من قوة .
فينقلب القارب ، والامواج تبتلع الجميع . الادميرال يصارع الامواج لكي ينقذ احداً من البؤساء . لم يفلح الادميرال فيجن جنونه ويصرح ملء رئيته . في ذلك الوقت الجميع كان يفلظ انفاسه الاخيرة .
اما انت لقد اصبحت اعزل وحيد تجوب قاع البحر في انتظار معجزة تنتشلك من رحلة الفناء، فتقذفك الامواج إلى الشاطئ وانت نائما نوم الخلود
هي لعنة الدكتاتورية التي اسكرت ارضك بالدماء واجبرت الكثيرين على الرحيل من الوطن الام .. هم الان تائهون في الاصقاع .. في تخوم المدن المحاطة بالاسلاك الشائكة بحثاً عن حياةً مزعومة . واخرين إحتضنهم قاع البحر بعد ان ضاقت به مساحات الكون الشاسعة .
انت هنا في هذا الوطن الجريح والملئ بالانين والتمزقات . وطن مفتوح الشرايين ، ومصاب بمرض ناعور . ارض يحكمها عبدة الشر الذين يقودون قطار الوطن صوب مستنقع الموت . انهم لا يستحقون البتة الانتماء إلى كيان البشرية الذي يشنون عليه حرباً ضارية.
منذ ميلادك وانت تعيش في هذا المحيط الذي ضيع مبرارات وجوده ، تعيش وسط أسرة صغيرة تضم ابويين واخاً يكبرك سناً . هي عائلة ارهقها الضنك والعذاب ، وذاقت كل ألوان الشقاء . انها تبحث عن مكان يضمن لها البقاء . انها خائفة من رعشة الفقد والموت العبثي . فالبقاء في الوطن ما هو إلا حماقة والرحيل منه هي الحماقة الاكبر فالوطن مصاب بجرح عميق . انه في حالة من الامنيزيا لذلك يغتالون كل من يسكنه . لا يفرق بين ابنائه واعدائه . كم هو مؤلم ان يرفض الوطن إنتماءك له و تصبح أُبوته لك قيد النكران .
عائلتك يمر عليها وقت عصيب فحياتها مجموعة من الكوابيس الحمراء . هي لا تقل معاناة عن شعب الروهغينا الذي إغتاله الوطن وعاش كل حياتها طريداً باحثاً عن هويته الجغرافية .
عائلتك تبحث عن ملجأ آمن . تريد ان ترحل من هذه الارض ليس حباً في الرحيل وانما دكتاتور الارض هو من نفاها إلى دهاليز مجهولة مليئة بالتعرجات ويصعب عليك ان تستدل دروبها .
وهكذا ذات ليل سوادي وهالك ترتفع فيه اصوات تلاطم الامواج الهائجة . تستعد عائلتك للفرار من ارض المحن
فالليل انسب الاوقات للفرار من ويلات الوطن.
تستغلون قارباً صغيراً لعبور المقبرة الملعونة .قارباً انهكته إرتحالات الفاريين من ويلات الحرب . قارب صغيراً جدا . انه الوصفة المثالية للموت .
ها انت تركب البحر ولا تعرف اين هي وجهتك ، ولا تعلم ما يقبع وراء هذا البحر . تبدو كرحلة إستكشافية .
في هذه اللحظات القارب غامر بالخوف . انه محمل بالبؤساء اكثر مما هو مخصص له . الجميع في حالة ترقب . لا صوت سوى تمزقات الامواج المتأتية من مكان قريب .
وانت إبن الثلاثة ربيعاً تستحضر الوطن في المخيلة "انكسارته ، فواجعه ، الشعب الذى يحتضر ، الاطفال الذين شابوا قبل الاوان " كأنك تريد ان ترسم في المخيلة تلك الارض التي قضيت فيها طفولتك وتلوح بيدك وتقول متى اراك من جديد يا وطني .
فجأة.. يهتز القارب بفعل الامواج . يقذف قائد القارب إلى البحر ويعود ادراجه خوفا من المقبرة الملعونة .
يتركك وكل البؤساء في عراء البحر . ولا شئ يِرى غير الخوف .
وانت مع مجموعة من المنسيين تائهين في عراء البحر ويتأرجح بكم قارب الموت على حافة الهلاك كسِكِير في نذوة الثمالة.
اباك وجد نفسه مضطرا علي ان يكون ادميرال القارب . يجدف بهدوء وحذر في محاولة بائسة لمنع القارب من الغرق. ان الاباء عليهم ان يفعلو كل ما في وسعهم من اجل حماية ابناءهم . انه منطق الحياة .
وامك هي الاخرى تخفيك بين زراعيها ... تخفيك في حضنها الدافئ حتى لا ترى الرعب وهو ينتشر على إمتداد البصر . ان الامومة هي الملاذ الوحيد الذى يشعرنا بالامان .
بغتة... يهتز القارب كهزة تشانتي . فترتفع الصرخات . صرخات تضاهي صرخات ركاب سفينة التيتانيك التى سرعان ما إبتلعها البحر الجائع .
اصبح الادميرال حائراً . فالامواج تهز القارب بكل ما أوتيت من قوة .
فينقلب القارب ، والامواج تبتلع الجميع . الادميرال يصارع الامواج لكي ينقذ احداً من البؤساء . لم يفلح الادميرال فيجن جنونه ويصرح ملء رئيته . في ذلك الوقت الجميع كان يفلظ انفاسه الاخيرة .
اما انت لقد اصبحت اعزل وحيد تجوب قاع البحر في انتظار معجزة تنتشلك من رحلة الفناء، فتقذفك الامواج إلى الشاطئ وانت نائما نوم الخلود