محمد العرجوني - لأول مرة..

لأول مرة في حياتي
استأذنت ساعة الحائط
قبل الخروج
من معتقلي الآمن...
الساعة معلقة
فوق باب الخروج
ولأول مرة سمعت
"تك"...
كانت من حركة عقرب
الدقائق...
فنظرت إليه...
كان أقرب من الثلاثين
دقيقة...
اما عقرب الساعات
فلم يعد يهمني
منذ ان تقاعدت...
ربما تقاعس من تقاعدي...
الدقيقة أصبحت اكثر أهمية
رغبة في التهام الزمان
كما يلتهم الفتات
الجوع في الأنسان...
"تك"...
وحدها تثير فينا
حب تعدد الأمكنة
وعبور انسجة الأزمنة...
"تك"...
ترسم ما كنا به نحلم
وتلغي ضباب النسيان...
"تك"...
لغة "مورس"
تطقطق قبل مرور القطار
نحو مفازات الأنوار
اللانهائية...
"تك"...
قد تربك المستعجل
حتى يرتكب الحماقات...
"تك.."
قد تجعل الانتظار
ينتظر
في قاعة من غير أبواب
ولا نوافذ ولا أولوان...
"تك"...
ترسم ملامح من ننتظر
على آلاف الوجوه
التي تمر أمامنا...
هكذا اصبحت انا
هو الوقت
بعد استئذان...
ربما بامتلاكي عقرب الدقيقة
سوف اتوصل كرأسمالي
حذق
إلى أرباح كبيرة
إلى قيم مضافة
اتحكم بها
في عقرب الثانية...


14-12-2019

محمد العرجوني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...