عبدالناصر الجوهري - تلك ابتسامةُ شاعرٍ ..

للابتساماتِ التي ألقتْ إليكِ قصائدي
فتشكَّلتْ منها عوالمُ ،
أو دفاترُ،
أو جنادلُ،
أوحدائقُ،
أو طُّيورْ
ما كنتُ أعلمُ أنَّها يومًا
أغاظتْ مُسْتبدًا ،
أو غيورْ
فبمثلما تتخلَّصُ الأشجارُ مِنْ أوراقها ؛
فستودع الضَّحِكاتِ في مُهج الجذورْ
أنا خاضعٌ حتمًا لإيقاع القصيدةِ ؛
مثلما خضعتْ تفاعيلٌ لايقاع الطبيعةِ ،
والقوافي ،
والزُّهورْ
فالليلُ طاولتي وذاتي يُقشِّرها المساءُ ؛
ولا تثورْ
وانشقَّ إلْهامي تزيَّن بالحروفِ،
وبالسُّطورْ
كشقائق النُّعْمان أشْمخُ في غيابٍ
قد تجسَّد في حضورْ
للابتساماتِ التي نسيتْ بعينيكِ الهوى
تخشى الممات ،
ووحْشةً بين القبورْ
للابتساماتِ الحبيبةِ ملْجأٌ
كالبدْر حلَّق في الأعالي ،
مرَّ،
واعتاد المسيرَ إلى البُدورْ
للابتساماتِ الخجولةِ في اللِّقا ،
ألوانها جذَّابةٌ فأهابُ فخًّا ،
والخُطى قد لا تدورْ
تلك ابتسامةُ شاعرٍ
ترتدُّ من بدْءِ الخليقةِ،
فاتْبعيني....
خلف ذاك السُّور.. سورْ
لُغتي تُدوِّنُ في ابتساماتِ البراءةِ،
أبحرتْ
والشِّعْرُ يلمعُ فيْهِ نورْ
في ضحْكتي
ذابتْ عيونُكِ ،والملامحُ ،والشُّعورْ
في ضحْكتي
هُزمتْ كتائبُ وانمحتْ حولي قُصورْ
مِنْ أجْل طبْعٍ و ابتسامةِ مُثْقلٍ
تلك الثعالبُ كلّها خرجتْ علىَّ من الجُحورْ
كيف الرجوعُ ببسْمةٍ رياَّنةٍ
والأمنياتُ بلا جسورْ
وأتي القطارُ ،
غدًا يعيِّرني الرَّصيفُ ؛
بما اختزلْتُ من ابتساماتِ الأحبَّةِ في الصُّدورْ
حيرى مسافاتُ الحنين إليكِ أنتِ ..
أزورُ قصَّابَ السُّرورْ
فرحًا بمقصلتي وسلَّمتُ الفؤادَ ولم يزلْ يقسو الفُراقُ لو اقتربتُ بلهفةٍ
وسواىَ قد باع الثُّغورْ
وستُشْعلُ البسماتُ قنديلًا لمُغْتربٍ
يسيرُ إليكِ مُشْتاقًا لعطركِ أنتِ من بين العُطورْ
وأراهُ يُصْبحُ تاجرًا مُتجوِّلًا
ويُثيرُ طيبُكِ كفَّه من بين أعوادِ البخورْ
قد يحملُ الضِّحكاتِ أولُ مُتْعبٍ عبرَ العُصورْ
فالابتساماتُ التى انفجرتْ
أتتْ مِنْ بين أنيابِ الدَّهورْ.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...