دمية حفيدتي ملقاة فوق الفراش.. حملتها بين يدي .. تأملتها.. فرق كبير بين عروسي الخشبية التي رافقت مرح طفولتي و براءتها و بين هذه المصنوعة من اللدائن و التي أعطوها شكل فتاة يانعة ذات قوام رشيق و وجه مستدير وشعر أشقر..
بدت جميلة.. نعم.. ولكن عروسي التي كنت ألهو بها و أنا طفلة أجمل بكثير من هذه.. عندما تراها تشدك بساطة صنعها وتركيبها.. أنا من كنت أصنع عروسي متى أشاء ومتى أريد لأنها دائما تقبل التجديد.. متى تغضبني أرمي بها على الأرض وأبتعد عنها وأمنع يدي من مصافحتها و أمنع شفاهي من تقبيلها وأمنع أصابعي من لمسها وأيضا عيوني من رؤيتها.. أمنع عليها كل شيء و تظل مرتمية دون حراك لا تغضب ولا تنزل دموعا.. عندما تتكسر أعيد صنع أخرى فالأعواد متوفرة حيث أقضي وقتا طويلا في تقويمها..
أصنع اليدين من عود صغير رقيق و أشده إلى لوحة القوام.. أكسوه بلباس تقليدي يوحي لك بعادات جميلة وبسيطة ثم أزينها بالحلي إذ أصنع لها من بقايا لفائف الحلوى اللامعة أسورة وقلائد تبدو لناظريها حليا من الذهب والفضة..
أتأمل الدمية جيدا.. لقد واكبت هي أيضا عصر الحضارة فهي ليست خشبية ولم يكن شعرها مصنوعا من شعر الماعز حيث كانت أمي تظفره و تشده بخيط سميك إلى رأس عروسي فينزل جدائل سوداء على صدر بدون نهود..
عرائس اليوم ذات قوام رشيق كالذي يمتلكنه عادة عارضات الأزياء.. شعر أشقر و شفاه ملونة.. عيون بعدسات متنوعة.. أحذية ذات كعب عال.. لباس عصري.. ثم ماذا؟ كل شيء يختلف عن عروسي ومع ذلك فهي تبدو الأجمل.. نعم هي الأجمل..
لقد نشأنا على الفطرة.. و لعبنا على الفطرة.. وبكينا وضحكنا على الفطرة .. فكانت حياتنا بسيطة لا كلفة ولا عقد.. كانت أمهاتنا تتزين بالكحل و السواك هما مصدر جاذبيتهن.. زينة لا تلعب بها رياح ولا تمحو أثرها عواصف ولا تزيلها أمطار.. لا كلفة مالية يستهلكنها على مساحيق أثبتت الدراسات أنها سبب بلاء وجوه النسوة والفتيات اللاتي يستعملنها وذلك لما تخلفه من مرض جلدي لا تنفع فيه العقاقير إضافة إلى المنظر الذي تتحول إليه وجوههن عندما يغسلنها.. و كم من شاب انخدع في منظر جميل ثم اكتشف أنه لم يكن سوى لوحة زيتية لعبت بها الألوان..
الفرق بين عروسي القديمة وعروس اليوم هو نفسه الفرق بين نساء حقبة زمنية جميلة ورائعة ببساطتها و نساء حقبة زمنية كل شيء فيها اصطناعي..
بدت جميلة.. نعم.. ولكن عروسي التي كنت ألهو بها و أنا طفلة أجمل بكثير من هذه.. عندما تراها تشدك بساطة صنعها وتركيبها.. أنا من كنت أصنع عروسي متى أشاء ومتى أريد لأنها دائما تقبل التجديد.. متى تغضبني أرمي بها على الأرض وأبتعد عنها وأمنع يدي من مصافحتها و أمنع شفاهي من تقبيلها وأمنع أصابعي من لمسها وأيضا عيوني من رؤيتها.. أمنع عليها كل شيء و تظل مرتمية دون حراك لا تغضب ولا تنزل دموعا.. عندما تتكسر أعيد صنع أخرى فالأعواد متوفرة حيث أقضي وقتا طويلا في تقويمها..
أصنع اليدين من عود صغير رقيق و أشده إلى لوحة القوام.. أكسوه بلباس تقليدي يوحي لك بعادات جميلة وبسيطة ثم أزينها بالحلي إذ أصنع لها من بقايا لفائف الحلوى اللامعة أسورة وقلائد تبدو لناظريها حليا من الذهب والفضة..
أتأمل الدمية جيدا.. لقد واكبت هي أيضا عصر الحضارة فهي ليست خشبية ولم يكن شعرها مصنوعا من شعر الماعز حيث كانت أمي تظفره و تشده بخيط سميك إلى رأس عروسي فينزل جدائل سوداء على صدر بدون نهود..
عرائس اليوم ذات قوام رشيق كالذي يمتلكنه عادة عارضات الأزياء.. شعر أشقر و شفاه ملونة.. عيون بعدسات متنوعة.. أحذية ذات كعب عال.. لباس عصري.. ثم ماذا؟ كل شيء يختلف عن عروسي ومع ذلك فهي تبدو الأجمل.. نعم هي الأجمل..
لقد نشأنا على الفطرة.. و لعبنا على الفطرة.. وبكينا وضحكنا على الفطرة .. فكانت حياتنا بسيطة لا كلفة ولا عقد.. كانت أمهاتنا تتزين بالكحل و السواك هما مصدر جاذبيتهن.. زينة لا تلعب بها رياح ولا تمحو أثرها عواصف ولا تزيلها أمطار.. لا كلفة مالية يستهلكنها على مساحيق أثبتت الدراسات أنها سبب بلاء وجوه النسوة والفتيات اللاتي يستعملنها وذلك لما تخلفه من مرض جلدي لا تنفع فيه العقاقير إضافة إلى المنظر الذي تتحول إليه وجوههن عندما يغسلنها.. و كم من شاب انخدع في منظر جميل ثم اكتشف أنه لم يكن سوى لوحة زيتية لعبت بها الألوان..
الفرق بين عروسي القديمة وعروس اليوم هو نفسه الفرق بين نساء حقبة زمنية جميلة ورائعة ببساطتها و نساء حقبة زمنية كل شيء فيها اصطناعي..