انقضى شهرأذار، وبدأت الطيور تحلق في السماء بنشوة مطلقة، تصفق باجنحتها وتنطلق مرتفعة إلى الفضاء البارد، تسكن تلك الاجنحة وتترك الريح تتحكم في مسار أجسادها الصغيرة. حام اثنان من تلك الطيور حول عمود الكهرباء، ثم أستقرا فوقه، بالضبط عند الزاوية التي تشكل علامة الصليب(+)..
راح الذكر يدور حول المكان، يتفحصه ثم ينظر إلى أنثاه نظرات متسائلة فيما إذا كان ذلك المكان الملائم. يرفع جناحية نشوة وفخراًوكأنه يهننئها بهذا المكان الجديد ثم يعود ينظر إليها بحبور. وما لبث حتى حلق بعيدا، وبعد دقائق جاء حاملا بمنقاره قشة صغيرة ..مدت الآنثى رقبتها مطمئنة، التقطت القشة بمنقارها ووضعتها تحتها ثم حركت رأسها راجية المزيد. حدق في موضع القشة حتى اطمأن ثم حلق ثانية ،عاد والآنثى تنتظر، وما ان وصل حتى هدل بصوت رقيق فتماهت معه بهديل ناعم يحمل نبرة الرضا والإطمئنان، خرجت من العش لتسمح له باستكشافه والتأكد من ثباته بين أذرع الصليب. ولم تكد الشمس تتعامد على الآرض حتى تكامل العش. ظلا يتفحصانه ويدوران به حتى الغروب، عندها قفزا أعلى العمود، ألقيا نظرة أخيرة ثم غادرا المكان، لم تكد الشمس تبزغ حتى عادا، حلقا فوق المكان ودارا دورتين ضيقتين، ثم وقفا على مسافة قصيرة. طار الذكرليقف على أعلى نقطة في العمود متاملا العش ثم لحقت به أنثاة حتى استقرت على العش، وراحت تحرك جسدها فوقه حركة دائرية، وهي ترمم أطرافه، تزيل العيدان الناتئة، وترتق الثغرات ثم رقدت. ولم تمض سوى ثلاث ساعات حتى اقترب الذكر منها، فقد احس أن حركاتها قد أتسمت بشيء من العصبية والهيجان وعدم الأستقرار، اذ انتفخ جسدها ونفش ريشها. فراح يداعبها بحنان مفرط، وهي تنظر اليه وكأنها تعاني أمراً مزعجا. وبعد دقائق هدأت، فرفع الذكر جناحيه بسعادة فقد انتهى قلقه، هنأها بنظرات لتخلصها من ذلك الطاريء.وبعد يومين تكررقلقه حتى وضعت انثاه البيضة الثانية ولم تغادربعدها العش، بينما حلق الذكر، ثم وقف على شجرة قريبة وهو يرسل نظراته حانية لرفيقته حتى أطمان تماما إلى أن عشه الصغيرقد ضم بيضتين .
ولم يظنا أن تلك الشمس التي تغمرالمكان سرعان ما تحجبها غيوم رمادية تناثرت على صفحة السماء، ثم ما لبثت أم تجمعت وتظافرت لتشكل غيمة كبيرة لتتحول إلى لون أكثر قتامة ،ثم مالت إلى السواد. فما كان من الذكر إلا أن يغادر الشجرة، ويحط قرب أنثاء ليطمئنها بمنقاره وجناحية .
غير ان البرق الذي ملأ اركان السماء، وصوت الرعد القاصف، لم يترك مجالا للشك بأن شيئا مريبا سيحدث .
خفضت الانثى جناحيها وفرشتهما حتى غطت العش كله، ثم وضعت منقارها تحت جناحها والصقت جسدها على البيضتين. أزداد صوت الرعد رعبا وقسوة، تساقطت بعض قطرات من المطر، فاخذت نظرات الذكر تدور بين العش وبين عيون انثاه. طار إلى مسافة قريبة، وظل يتقافز بين الأغصان ويئن، داعياً اياها لترك العش واللجوء إلى مكان أكثر امنا، عاد ثانيه وهدل هديلاً متواصلاً، ثم أن بما يشبه البكاء، طار إلى الشجرة، لكنها لم تستجب بل زاد التصاقها ببيضتيها .أحتمى بين ألآغصان، ونظراته تتنقل بين انثاه والسماء، نزل مطر خفيف ثم توقف. وأعقبه سقوط الثلج (الحالوب ). كانت كرات الثلج تتساقط بسرعة مذهلة وكانها تقذف من فوهة مدفع، كرات كبيرة بحجم رأس الطير ..
تكسرت بعض أغصان الشجرة، نتيجة ارتطام تلك الكرات بينما تشظت بعضها على العامود، وتكدس البعض الآخر فوق راس الآنثى وظهرها، إلًا أنها لم تصل إلى العش او البيض .ولم يطل سقوط الثلج .فقد هدأ كل شيء، انقشعت الغيوم، وانكشفت السماء ،ومدت الشمس أشعتها. طار الذكر إلى أنثاه. وقف قريبا، منها مد رقبته باتجاه رأسها الذي أنحنى على العش. حاول تحريكه بمنقاره، اطلق هديلا متواصلا، لكن العنق الملتوي لم يتحرك. حدق في عينيها الجاحظتين وخيط الدم الذي سال من منقارها ووقف على العمود وهو يتقافز ويئن انينا مجروحا......
راح الذكر يدور حول المكان، يتفحصه ثم ينظر إلى أنثاه نظرات متسائلة فيما إذا كان ذلك المكان الملائم. يرفع جناحية نشوة وفخراًوكأنه يهننئها بهذا المكان الجديد ثم يعود ينظر إليها بحبور. وما لبث حتى حلق بعيدا، وبعد دقائق جاء حاملا بمنقاره قشة صغيرة ..مدت الآنثى رقبتها مطمئنة، التقطت القشة بمنقارها ووضعتها تحتها ثم حركت رأسها راجية المزيد. حدق في موضع القشة حتى اطمأن ثم حلق ثانية ،عاد والآنثى تنتظر، وما ان وصل حتى هدل بصوت رقيق فتماهت معه بهديل ناعم يحمل نبرة الرضا والإطمئنان، خرجت من العش لتسمح له باستكشافه والتأكد من ثباته بين أذرع الصليب. ولم تكد الشمس تتعامد على الآرض حتى تكامل العش. ظلا يتفحصانه ويدوران به حتى الغروب، عندها قفزا أعلى العمود، ألقيا نظرة أخيرة ثم غادرا المكان، لم تكد الشمس تبزغ حتى عادا، حلقا فوق المكان ودارا دورتين ضيقتين، ثم وقفا على مسافة قصيرة. طار الذكرليقف على أعلى نقطة في العمود متاملا العش ثم لحقت به أنثاة حتى استقرت على العش، وراحت تحرك جسدها فوقه حركة دائرية، وهي ترمم أطرافه، تزيل العيدان الناتئة، وترتق الثغرات ثم رقدت. ولم تمض سوى ثلاث ساعات حتى اقترب الذكر منها، فقد احس أن حركاتها قد أتسمت بشيء من العصبية والهيجان وعدم الأستقرار، اذ انتفخ جسدها ونفش ريشها. فراح يداعبها بحنان مفرط، وهي تنظر اليه وكأنها تعاني أمراً مزعجا. وبعد دقائق هدأت، فرفع الذكر جناحيه بسعادة فقد انتهى قلقه، هنأها بنظرات لتخلصها من ذلك الطاريء.وبعد يومين تكررقلقه حتى وضعت انثاه البيضة الثانية ولم تغادربعدها العش، بينما حلق الذكر، ثم وقف على شجرة قريبة وهو يرسل نظراته حانية لرفيقته حتى أطمان تماما إلى أن عشه الصغيرقد ضم بيضتين .
ولم يظنا أن تلك الشمس التي تغمرالمكان سرعان ما تحجبها غيوم رمادية تناثرت على صفحة السماء، ثم ما لبثت أم تجمعت وتظافرت لتشكل غيمة كبيرة لتتحول إلى لون أكثر قتامة ،ثم مالت إلى السواد. فما كان من الذكر إلا أن يغادر الشجرة، ويحط قرب أنثاء ليطمئنها بمنقاره وجناحية .
غير ان البرق الذي ملأ اركان السماء، وصوت الرعد القاصف، لم يترك مجالا للشك بأن شيئا مريبا سيحدث .
خفضت الانثى جناحيها وفرشتهما حتى غطت العش كله، ثم وضعت منقارها تحت جناحها والصقت جسدها على البيضتين. أزداد صوت الرعد رعبا وقسوة، تساقطت بعض قطرات من المطر، فاخذت نظرات الذكر تدور بين العش وبين عيون انثاه. طار إلى مسافة قريبة، وظل يتقافز بين الأغصان ويئن، داعياً اياها لترك العش واللجوء إلى مكان أكثر امنا، عاد ثانيه وهدل هديلاً متواصلاً، ثم أن بما يشبه البكاء، طار إلى الشجرة، لكنها لم تستجب بل زاد التصاقها ببيضتيها .أحتمى بين ألآغصان، ونظراته تتنقل بين انثاه والسماء، نزل مطر خفيف ثم توقف. وأعقبه سقوط الثلج (الحالوب ). كانت كرات الثلج تتساقط بسرعة مذهلة وكانها تقذف من فوهة مدفع، كرات كبيرة بحجم رأس الطير ..
تكسرت بعض أغصان الشجرة، نتيجة ارتطام تلك الكرات بينما تشظت بعضها على العامود، وتكدس البعض الآخر فوق راس الآنثى وظهرها، إلًا أنها لم تصل إلى العش او البيض .ولم يطل سقوط الثلج .فقد هدأ كل شيء، انقشعت الغيوم، وانكشفت السماء ،ومدت الشمس أشعتها. طار الذكر إلى أنثاه. وقف قريبا، منها مد رقبته باتجاه رأسها الذي أنحنى على العش. حاول تحريكه بمنقاره، اطلق هديلا متواصلا، لكن العنق الملتوي لم يتحرك. حدق في عينيها الجاحظتين وخيط الدم الذي سال من منقارها ووقف على العمود وهو يتقافز ويئن انينا مجروحا......