.. إلى شهيد القطار محمد عيد ..بائع الاكسسوارات المُتجوِّل
وطني
إنِّني لم أبعْ أىَّ مِيْدَالْيَةٍ ،
في قِطار المساءْ
وأطوفُ بطول البلادِ ،
وعرْض مضايقها
وأودِّعُ وجْه الأحبّةِ،
والأصدقاءْ
إنَّني عاشقٌ لكَ – يا سيِّدي -
زادني العِشْقُ بالابتلاءْ
أمْطرتْ غيمةٌ
لتُطمْئنَ أُمِّي المريضةَ ،
لكنَّها لم تردِّدْ معي في الغِناءْ
سأغنِّي ،
لأُسْمِعَ كلَّ النُّجيْماتِ وقْعَ غنائي،
ويرْقصُ في حضْرتي قمرٌ ،
ليحوِّطنا بالضِّياءْ
كنتُ رغم المسافاتِ أرحلُ ..
للأولياءْ
والقطارُ المميتُ حبيسٌ بنا،
ما يزالُ بذاكرةِ الانتماءْ
وطني
الخوفُ يسْكنني
كيف متُّ بخوفي الحبيس الضلوع،
وكيف استدار معي دون ماءْ؟
وأخافُ مرورَ المُحصِّلِ؛
ليس لدىَّ إذا جاء تذْكرةً
لا أُجيدُ سوى حيلِ الإختباءْ
لقْمةُ العيْش ضاقتْ ؛
وغدًا
كيف أنجو لبسط مطايا مُعلَّقةً ،
كيف تُفْلتني عجلاتُ الشَّقاءْ ؟
ربَّما الموتُ صار قريبًا ،
يلمْلمُ رأسَ الجِيَاع ،
وولْدانَ ذاك العراءْ
سوف أهْبطُ من باب حتْفي ،
ويدْفعني قاتلٌ ؛
والمحطَّاتُ تهْربُ قبل اللقاءْ
هل نجا صاحبي من كمين البلى ،
أمْ يواريْهِ صيْبٌ جميلُ العطاءْ
لا قصيدَ سيكفي ؛
لمنْع نزيف الدِّماءْ
لا مآقي ستكفي؛
لسكْبِ دموع البُكاءْ
وطني
لا سطورَ ستكفي حروفَ الصُّراخ،
وذبْح النِّداءْ
شغلتْكَ القوانينُ عنِّي،
أُحبُّكَ رغم قساة القلوب - فيا سيِّدي-
ما ادخرْتُ - أنا - قسمًا في الولاءْ
جسدي المُسجَّى يُعرِّي
قتاعَ الوحوش الذَّين - بلا رحْمةٍ -
مزَّقوني أمام الشهودِ ،
وفي قبْضة الكبرياءْ
نحْنُ في زمنٍ
يُدْهسُ المُعْدَمُون؛
إذا جاوروا الأثرياءْ
وطني
برَّأتْني السَّماءْ
إنني بائعٌ
وبضاعةُ حظِّي تُدثِّر كل الشراءْ
عرباتُ القطار ترى الباعةَ الجائلين،
وتفرحُ من وحْشةِ الإلتقاءْ
وكأنِّي أدينُ القطارَ بمَنْ فيْهِ،
مَوْتِي يُعرِّي رجولتهمْ
؛ لا تُحدِّثني اليوم عنْ نخْوةٍ
أو إِباءْ
أنْتَ أنهيتَ عمْري،
وألقيْتني من قطار الدُّنا عنوةً في الهواءْ
بينما
أنْتَ بجَّلتَ غيري
وعاملْتهُ باحترامٍ شديدٍ ،
لأن الوجاهة ليست سواءْ
سيِّدي فاللُّصوصُ الكبارُ تجيء لتنهبَ..
وسط الخفاءْ
وطني
كيف صلَّى بنا الأدعياءْ؟
كيف جئتَ إلىَّ ؛
لتأخذَ بين السرادق - فيَّ - العزاءْ؟
وطني
كيف تتْركني أعْزلًا
كيف تحْسبني ليس حاشيةٌ لي ،
ولا أقرباءْ؟
وطني
لا تُشيَّعُ أنشودتي وحْدها
كفني الآن يحملهُ الأوفياءْ
لا تقبِّلْ جبينًا ؛
ففي القلبِ حُزْنٌ عميقٌ،
وشكوى ،
وربِّي قريبٌ مُجيبُ الدًّعاءْ
خيَّروكَ المجىءَ إلىَّ،
وما خيَّروني اختيار الرَّصيفِ،
وما خيَّروني البقاءْ.
شعر: عبدالناصر الجوهري - مصر
وطني
إنِّني لم أبعْ أىَّ مِيْدَالْيَةٍ ،
في قِطار المساءْ
وأطوفُ بطول البلادِ ،
وعرْض مضايقها
وأودِّعُ وجْه الأحبّةِ،
والأصدقاءْ
إنَّني عاشقٌ لكَ – يا سيِّدي -
زادني العِشْقُ بالابتلاءْ
أمْطرتْ غيمةٌ
لتُطمْئنَ أُمِّي المريضةَ ،
لكنَّها لم تردِّدْ معي في الغِناءْ
سأغنِّي ،
لأُسْمِعَ كلَّ النُّجيْماتِ وقْعَ غنائي،
ويرْقصُ في حضْرتي قمرٌ ،
ليحوِّطنا بالضِّياءْ
كنتُ رغم المسافاتِ أرحلُ ..
للأولياءْ
والقطارُ المميتُ حبيسٌ بنا،
ما يزالُ بذاكرةِ الانتماءْ
وطني
الخوفُ يسْكنني
كيف متُّ بخوفي الحبيس الضلوع،
وكيف استدار معي دون ماءْ؟
وأخافُ مرورَ المُحصِّلِ؛
ليس لدىَّ إذا جاء تذْكرةً
لا أُجيدُ سوى حيلِ الإختباءْ
لقْمةُ العيْش ضاقتْ ؛
وغدًا
كيف أنجو لبسط مطايا مُعلَّقةً ،
كيف تُفْلتني عجلاتُ الشَّقاءْ ؟
ربَّما الموتُ صار قريبًا ،
يلمْلمُ رأسَ الجِيَاع ،
وولْدانَ ذاك العراءْ
سوف أهْبطُ من باب حتْفي ،
ويدْفعني قاتلٌ ؛
والمحطَّاتُ تهْربُ قبل اللقاءْ
هل نجا صاحبي من كمين البلى ،
أمْ يواريْهِ صيْبٌ جميلُ العطاءْ
لا قصيدَ سيكفي ؛
لمنْع نزيف الدِّماءْ
لا مآقي ستكفي؛
لسكْبِ دموع البُكاءْ
وطني
لا سطورَ ستكفي حروفَ الصُّراخ،
وذبْح النِّداءْ
شغلتْكَ القوانينُ عنِّي،
أُحبُّكَ رغم قساة القلوب - فيا سيِّدي-
ما ادخرْتُ - أنا - قسمًا في الولاءْ
جسدي المُسجَّى يُعرِّي
قتاعَ الوحوش الذَّين - بلا رحْمةٍ -
مزَّقوني أمام الشهودِ ،
وفي قبْضة الكبرياءْ
نحْنُ في زمنٍ
يُدْهسُ المُعْدَمُون؛
إذا جاوروا الأثرياءْ
وطني
برَّأتْني السَّماءْ
إنني بائعٌ
وبضاعةُ حظِّي تُدثِّر كل الشراءْ
عرباتُ القطار ترى الباعةَ الجائلين،
وتفرحُ من وحْشةِ الإلتقاءْ
وكأنِّي أدينُ القطارَ بمَنْ فيْهِ،
مَوْتِي يُعرِّي رجولتهمْ
؛ لا تُحدِّثني اليوم عنْ نخْوةٍ
أو إِباءْ
أنْتَ أنهيتَ عمْري،
وألقيْتني من قطار الدُّنا عنوةً في الهواءْ
بينما
أنْتَ بجَّلتَ غيري
وعاملْتهُ باحترامٍ شديدٍ ،
لأن الوجاهة ليست سواءْ
سيِّدي فاللُّصوصُ الكبارُ تجيء لتنهبَ..
وسط الخفاءْ
وطني
كيف صلَّى بنا الأدعياءْ؟
كيف جئتَ إلىَّ ؛
لتأخذَ بين السرادق - فيَّ - العزاءْ؟
وطني
كيف تتْركني أعْزلًا
كيف تحْسبني ليس حاشيةٌ لي ،
ولا أقرباءْ؟
وطني
لا تُشيَّعُ أنشودتي وحْدها
كفني الآن يحملهُ الأوفياءْ
لا تقبِّلْ جبينًا ؛
ففي القلبِ حُزْنٌ عميقٌ،
وشكوى ،
وربِّي قريبٌ مُجيبُ الدًّعاءْ
خيَّروكَ المجىءَ إلىَّ،
وما خيَّروني اختيار الرَّصيفِ،
وما خيَّروني البقاءْ.
شعر: عبدالناصر الجوهري - مصر