أنس الرشيد - مقعدٌ مِنْ خشبِ الأبد:

..
هو مقعدٌ .. لكنّه.. ! متجاوز الأضواء والأعمار..
يُنْزلُه ملائكةٌ ثمانْ .. لحظة اقترانِ القمرِ بجبين الحبيبة
لتولد من أخشابه.. سنةً جديدةْ..!
..
لكنْ مِنْ أينَ جاءَ وأينَ يذهب؟!
.
ذاك سرٌّ في سحارة جدتي الكبرى؛ حين يُروى كلحظةِ الطلْقِ:
يا ولدي؛ اختفى يومٌ من مَسْربِ الزمنِ!!
فكان سؤالَ الهائم التَعِب :
هل السماءُ احتفلت.. فأغلقتْ بوابةَ الأرض ؟!
كيفَ انتشى عنقودُ فانيةٍ من باطنِ الشعرِ؟!
كيفَ جاءت نباتاتٍ من جينةِ القفرِ ؟!
كيف للفُلْكِ أن تسكنَ قارورةَ العِطْر؟!
كيف... للمٓــــجــــ..
فقلتُ: يا أمي ... لستُ أدري.. لستُ أدري.
.
كلّ ما أدري
أني رأيتُ غمامةً في بؤبؤ العينِ
تضخّمت ْحتّى صِرتُ منها
هباءً في موكبِ العطرِ.
..
ثم سمعتُ مناديًا
في ليلةِ (العينِ)
قام متيّما من كلّ لِـبْسِ
يقول:
الجأ إلى جذعِ الجديلةِ
واهزز ما استطعتَ
ليسقطَ الوصلُ
في مطلع قصيدة..
.
.
فالتقيْتُ... بالحبيبة :
كيفَ حالُ عينيْكِ ؟!...
أما زال الناسُ يصبحون ويمسون من إغماضها وإشراقها..؟
فحين تُغمِضان تختفي الأحلام..
وحينَ تُشْرقانِ تفيضُ السماء حبات هيلٍ ...
مَنْ أدركَ هَيْلةً دخل العين.
.
وكيفَ حالُ خديكِ؟
أما زالت غمازتيها منحنى العشقِ في أرضِ السراب؟
تتحركان فيطفو العقل نسيانا ..!
.
وكيف حال ضحكتكِ.. التي..
سحرت جبريل...
فأرسلَ لثغركِ الإنجيل؟
.
وكيف حال شَعركِ؟
أما زال يرسلُ النهرَ للأنبياء؟!
فما الشِعْرُ إلا شَعرُك سُرّح للحياة...
خصلاته المعنى... واللفظ جديلةْ..!
ينساحُ نصًا في كتاب العشق... هل كان للدنيا قصيدهْ ..؟!
..
..
لا أدري
أكنتِ ارتواءً ضاحكًا...
نزلَ من السماءِ إلى يديكــــْ
ففيمَ العشقُ والناس كلهمُ إليك؟
.
.
أنس، لحظة مخاض 2020م
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...