لا تتوقف غرائب وعجائب الحياة وقصصها...إنني أفتقد للاعتقادات بالماورائيات لكنني رغم ذلك ألتقي بمن تحدث لهم تلك العجائب كثيرا. ولا أعرف كيفية تفسير هذه الغرائب.
فمثلا صديقي عاد قبل أيام من المدينة إلى الرياض ثم اكتشف أنه أضاع إقامته وإقامات أولاده وزوجته.. أعرفه منذ أيام المدرسة وهو من الدراويش -والدرويش تعني الذي لديه اعتقاد قوي في الغيبيات- وليست صفة سيئة كما يظن البعض ولذلك كان الكثير من المتصوفة يسمون أبناءهم بها كوالد الموسيقار سيد درويش والشاعر محمود درويش...الخ.
المهم عاد صديقي إلى الرياض واجرى العديد من الاتصالات للفندق الذي كان فيه والمول والمطاعم التي وردها ولكن محاولاته كلها باءت بالفشل.. فأخذ يقرأ أوراده وأذكاره بعد الصلاة فغفا غفوة قصيرة رأى فيها محفظته هناك في موقف سيارات الفندق الغربي على الأرض قرب الشارع المسفلت. فاتصل بالفندق وأخبرهم بمكان محفظته فوجدوها في ذات المكان.
ولكن هل للأمر علاقة بدين معين أم أن الأمر خاصية من خواص الدماغ البشري؟
لن أجيب على السؤال ولكنني سأحكي قصة أحد الفقراء في قرية ثار فيها بركان ضخم..ولم يتمكن من الهروب هو وأسرته فأخذ يدعو الآلهة لتنجيهم من الغبار البركاني السام..وبالفعل غفا كغفوة صديقي ذاك وسمع صوتا يوصيه بأن يدخل الكهف ويدفن نفسه وجميع أسرته تحت براز الوطاويط...ولقد فعل الرجل ما أوحي إليه به ونجا وأسرته على نحو ما..ولقد شاهدت هذه الحلقة مع هذا الرجل في ناشيونال جيوغرافيك على ما أتذكر...
وسمعت من مثل هذه الحكايات الكثير...لكن ما الرابط بين هؤلاء البشر الذين يملكون مثل هذه القدرات..
يتحدث البعض عن التليباثي أو التخاطر عن بعد بالعقول وهذا أمر شائع بين العشاق فهم -إن لم يكونوا يكذبون- يقصون الكثير من قصص التخاطر ، ولكن لا أعلم لماذا يفقدون هذه الخاصية بعد الزواج فيتشاجروا ويتناطحوا تناطح الثيران...
كيف يعمل الدماغ البشري؟
الدماغ البشري سر عظيم جدا وأعتقد أن فيه مكنونات من الأسرار ، ولكنها لا تنشط إلا في حالات الضرورة القصوى -مع ذلك يمكن تطويرها مستقبلا- ومن ذلك أن الشخص المدين بديون لا يستطيع الوفاء بها يظل مهموما بها دون وجود حل في الأفق ولكن ما أن يتم وضعه في السجن حتى ينشط دماغه فيجترح حلولا خطيرة جدا فينقذ نفسه. وهو بالطبع لا يصدق أن ما تفتق عنه ذهنه نتج عن عمل دماغه وحده بدون تدخل خارجي.
إذا فالضغوط تؤدي إلى نشاط زائد للدماغ وحينها إما أن يصاب الانسان بالجنون أو يتفتق ذهنه عن أفكار غريبة وحلول عجيبة.
والنشاط الزائد للدماغ ليس غريبا فالفلاسفة والأدباء العظماء والمخترعون العباقرة لديهم ذلك النشاط ولذلك هم وحدهم من يستطيعون انتاج غرائب الأشياء للبشرية. فكم عدد العلماء الذي انتجوا أصول كل علومنا البشرية هذه؟ إذا كان عدد البشرية اليوم سبع مليارات نسمة فأولئك العلماء لم يتجاوزوا -طوال عمر الانسان العاقل- مليون عالما إن لم يكونوا أقل من ذلك...
لقد قرأت كتبا عديدة عن عمل الدماغ وفيها من العجائب ما فيها.. فمثلا..أنا كإنسان خاضع تماما لدماغي..فهو الذي يحدد لي الطعام الذي أحبه والعلم أو الفن أو الحرفة التي أميل إليها..بل حتى شعورنا بالسعادة أو الكآبة أو عدم الاكتراث أو الرغبة في اقتراف الجريمة أو ممارسة أو عدم الرغبة في ممارسة الجنس..كل ذلك يحدده الدماغ وما على الإنسان إلا أن يطيع بلا أي قدرة على المقاومة...ما الألوان التي نحبها..ما شكل المرأة أو الرجل الذي نراه جميلا أو قبيحا.. كيف نحل مسألة رياضية أو نتبنى آيدولوجيا معينة....الخ...
لذلك فإنني دائما اسأل ذلك السؤال المحير: هل نحن فعلا أحرار؟
فمثلا صديقي عاد قبل أيام من المدينة إلى الرياض ثم اكتشف أنه أضاع إقامته وإقامات أولاده وزوجته.. أعرفه منذ أيام المدرسة وهو من الدراويش -والدرويش تعني الذي لديه اعتقاد قوي في الغيبيات- وليست صفة سيئة كما يظن البعض ولذلك كان الكثير من المتصوفة يسمون أبناءهم بها كوالد الموسيقار سيد درويش والشاعر محمود درويش...الخ.
المهم عاد صديقي إلى الرياض واجرى العديد من الاتصالات للفندق الذي كان فيه والمول والمطاعم التي وردها ولكن محاولاته كلها باءت بالفشل.. فأخذ يقرأ أوراده وأذكاره بعد الصلاة فغفا غفوة قصيرة رأى فيها محفظته هناك في موقف سيارات الفندق الغربي على الأرض قرب الشارع المسفلت. فاتصل بالفندق وأخبرهم بمكان محفظته فوجدوها في ذات المكان.
ولكن هل للأمر علاقة بدين معين أم أن الأمر خاصية من خواص الدماغ البشري؟
لن أجيب على السؤال ولكنني سأحكي قصة أحد الفقراء في قرية ثار فيها بركان ضخم..ولم يتمكن من الهروب هو وأسرته فأخذ يدعو الآلهة لتنجيهم من الغبار البركاني السام..وبالفعل غفا كغفوة صديقي ذاك وسمع صوتا يوصيه بأن يدخل الكهف ويدفن نفسه وجميع أسرته تحت براز الوطاويط...ولقد فعل الرجل ما أوحي إليه به ونجا وأسرته على نحو ما..ولقد شاهدت هذه الحلقة مع هذا الرجل في ناشيونال جيوغرافيك على ما أتذكر...
وسمعت من مثل هذه الحكايات الكثير...لكن ما الرابط بين هؤلاء البشر الذين يملكون مثل هذه القدرات..
يتحدث البعض عن التليباثي أو التخاطر عن بعد بالعقول وهذا أمر شائع بين العشاق فهم -إن لم يكونوا يكذبون- يقصون الكثير من قصص التخاطر ، ولكن لا أعلم لماذا يفقدون هذه الخاصية بعد الزواج فيتشاجروا ويتناطحوا تناطح الثيران...
كيف يعمل الدماغ البشري؟
الدماغ البشري سر عظيم جدا وأعتقد أن فيه مكنونات من الأسرار ، ولكنها لا تنشط إلا في حالات الضرورة القصوى -مع ذلك يمكن تطويرها مستقبلا- ومن ذلك أن الشخص المدين بديون لا يستطيع الوفاء بها يظل مهموما بها دون وجود حل في الأفق ولكن ما أن يتم وضعه في السجن حتى ينشط دماغه فيجترح حلولا خطيرة جدا فينقذ نفسه. وهو بالطبع لا يصدق أن ما تفتق عنه ذهنه نتج عن عمل دماغه وحده بدون تدخل خارجي.
إذا فالضغوط تؤدي إلى نشاط زائد للدماغ وحينها إما أن يصاب الانسان بالجنون أو يتفتق ذهنه عن أفكار غريبة وحلول عجيبة.
والنشاط الزائد للدماغ ليس غريبا فالفلاسفة والأدباء العظماء والمخترعون العباقرة لديهم ذلك النشاط ولذلك هم وحدهم من يستطيعون انتاج غرائب الأشياء للبشرية. فكم عدد العلماء الذي انتجوا أصول كل علومنا البشرية هذه؟ إذا كان عدد البشرية اليوم سبع مليارات نسمة فأولئك العلماء لم يتجاوزوا -طوال عمر الانسان العاقل- مليون عالما إن لم يكونوا أقل من ذلك...
لقد قرأت كتبا عديدة عن عمل الدماغ وفيها من العجائب ما فيها.. فمثلا..أنا كإنسان خاضع تماما لدماغي..فهو الذي يحدد لي الطعام الذي أحبه والعلم أو الفن أو الحرفة التي أميل إليها..بل حتى شعورنا بالسعادة أو الكآبة أو عدم الاكتراث أو الرغبة في اقتراف الجريمة أو ممارسة أو عدم الرغبة في ممارسة الجنس..كل ذلك يحدده الدماغ وما على الإنسان إلا أن يطيع بلا أي قدرة على المقاومة...ما الألوان التي نحبها..ما شكل المرأة أو الرجل الذي نراه جميلا أو قبيحا.. كيف نحل مسألة رياضية أو نتبنى آيدولوجيا معينة....الخ...
لذلك فإنني دائما اسأل ذلك السؤال المحير: هل نحن فعلا أحرار؟