عبدالجبار العلمي - المَطَـر.. شعر

بَعْدَ أَنْ يُحْيِيَ الأَرْضَ قَطْرُ المَطَرْ
تَشْرَئِبُّ الزُّهورُ بِأَعْناقِها
لِتَعُبَّ مِنَ الأُفْقِ كَأْسَ ضِيَاءْ
وَيُرَفْرِفُ طَيْرٌ بليلٌ
تجَاهَ أَعالي السَّماءْ
وَتَشِّعُّ لآلِيءُ
فَوْقَ غُصونِ الشَّجَرْ
مِثْلَ دَمْعٍ بِأَهْدَابِ عَيْنِ الْحَبِيبَةِ
وَقْتَ الْوَداعْ
***
بَعْدَ أَنْ يُحْيِيَ الأَرْضَ قطرُ الْمَطَرْ
وَيَسيلَ مِنَ الأُفْقِ نَهْرُ شُعَاعْ
يَتَبَسَّمُ ثَغْرُ الْقُرُنْفُلِ وَالْياسَمينْ
تَتَعانَقُ أَغْصَانُ زَيْتُونَةٍ عَاشِقَهْ
لِتُعَلِّمَ كَيْفَ يَكُوُنُ الْوِئَامُ
وَكَيْفَ يَكُونُ الْغَرَامُ
وَكَيْفَ عَلى النَّاسِ أَنْ يَعْشَقُوا
***
بَعْدَ أَنْ يُحْيِيَ الأَرْضَ قَطْرُ الْمَطَرْ
يَتَرَقْرَقُ ماءُ الْجَداِولِ
تُزْهِرُ كُلُ الْحُقُولْ
تَتَغَنَّى الْحَمَائِمُ في أَيْكِها
لِتُعَلِّمَ كَيْفَ عَلى النَّاسِ
أَنْ يُنْصِتوا لِلْهَدِيلِ
وَهَمْسِ الْعَبِيرِ
وَنَبْضِ عُروقِ الشَّجَرْ
وَلأُغْنِيَّةٍ لِلْجَمَالِ
وَأُغْنِيَّةٍ لِلسَّلامِ
تُوَقِّعُها
قَطَراتُ الْمَطَرْ

24 يناير 2014

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...