رمضان الصباغ - مدينتى والحداد.. شعر

مدينتي ..
جدرانها باردة ملساء
تنطق بالرياء
والصمت يرسم الوجوه
* * * *
تحرمنى الشوارع المضاءه
بالزيف ، والشمع الكذوب
من لغة الوصل .. من براءة الحوار
تأخذنى ثرثرة المقهى الى مقاعد
الانطواء
أرسم فوق جبهتى علامة الصمت .. أموت
يضرب حولى العنكبوت
تزفنى المدينة الخرساء
تطلق اغرودتها اللعوب
وترتدى ثوب الحداد

* * * *

الشاعر الجوال فى مدينتي يجوب
شوارع المدينة الباردة الفؤاد
يصادق الرياح
يعلق الفئوس فى الرقاب
يزرع أشجار الوطن .
فى دربه المحفوف بالعسكر والعيون
ينطق فى حديثه النيام والجماد .
الشاعر الجوال ينقش الحروف فوق
العظم ، يشعل الجروح
يبوح بالمحظور .
ويطلق النيران فى رويه المصهور
يفتح الأبواب ..
ينثر الورود
الشاعر الجوال
كالسيف كان
كالرمح كان
وكان كالبارود

* * * *

مدينتى البائسة الشمطاء
تهرب من ضوء القمر
وتستظل بالظلام
تخلع ثوبها ، وتبيع لحمها ودماءها ، وتبيع الشمس
والنهار
الشجر السامق والثمار .
والدركى يوصد الأبواب يزرع الهدوء فى
قلوب الوجهاء والسماسره
مدينتى ، للحب والوفاء صارت مقبره
والشاعر الجوال
يصمت - أو يموت
- لومت ياشاعرنا الحزين
فسوف تمنح الوسام
وينبرى الجميع للتأبين .
الموت ليس آخر الطريق

* * * *

مدينتي ..
حدادها المشبوه
يجسد المهانة - الرياء .
وأنت فى غيابك المفاجئ الممرور
تصرخ فى المنومين
تحمل النذير والبشاره .
وتلعن المقامر المأجور


تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...