يَا إِلَهِي
أنا قشّةٌ أجُوبُ المَواسِمَ
أَمْشِي كأيّ شَريدٍ
تدثَّرَ لونَ المساءِ ووجهَ الرياحْ
أنا نبتُك المستباحْ
يدي سقطتْ في يدي
فرُدَّ الرجاءَ يَداً في يَدِي
وهُشَّ على بَلدِي
قدْ أتاكَ الّذي أتَى ...
فجَاوزَ حظّي رُبَاعْ
...
يَا إِلَهِي
كلما عُدتُك اشتد بوحي
ونفضتُ من الطين روحي
يَضيق بصدريَ صدري
يموت على كفِّيَ الموتُ
يقتلني الصمتُ
كنا جميعا نموتُ
كما شجْرةُ التّينِ تحملُ أورَاقَهَا
بعيداً تُقدم صفرتَها لِلرّياح
تبكّي الظلالَ على العابرين
وقد فُقدوا في سُعار الظهيرة
فلا تدرك أنها سَتعُودُ
لملْحِ البحارِ
ونشرَةِ أخبارْ
تُلوِّنُ حِبرَ اليَراعْ
....
يَا إِلَهِي
حِين رأيتُك بين العواصِم تمشي
تجلّى بهَاكَ
ودَثَّرْتُ وجْهي بٍوجْهِي
وقلتُ هنا سكن السِّندِبَادُ
يتْلُو كِتابَ السِّفَارِ
خَفِيفاً يَقُودُ سفائنَ حُزنِي
وأنهارَ مُزنِي
كَبيراً تَمَلَّى
وقلتُ أراوِدُهُ فِي سَنَاكْ
فما كُنْتَ فيهِ سِواكْ
وًكُنْتَ إِلَهِي
كريماً كماءِ القَرارْ
وَقَالَ الَّذِي قَالَ للشَّمْسِ كُونِي ..
فَمَا كَانَ
وكُنتُ أُعِيدُ سَماكَ بدَارةِ أمْنِي
ولَمْ يَكْفُرِ العائدُونَ مِنَ المَوْتِ
حِينَ رأوْا حَارِسَةَ الغَمَامِ تُمنِّي
بأنَّ مَدَى الأرْضِ مِنِّي
تحدٍّثُ أخبارَها الأرْضُ
يَرْفُو دُجَاهَا السَّمَاعْ
ومَا كَفَرَ الْكَافِرُونَ بِلَيْلِ عُمَرْ
وقَدْ كَفَرُوا بِجُيُوشِ الجِيَاعْ
...
يَا إِلَهِي
أرَى الأرضَ كُلَّ مَسَاءٍ
تُجَيّشُ بائعةَ الكُحْلِ والعَرَبَاتِ
وتَعصِرُ من عَرقِي عرقاً
فَيَدْفِنُنا الهَمَسَاتُ
بِأوسِمَةِ العَاشقِينَ عُبُورَ البِحَارِ
وَهَوى العائدينَ مِنَ الْحَانِ
يَحتفِلونَ برِحْلتِهمْ فِي الغِيَابِ
قَبْلَ سُطوعِ مَلاَمِحِهمْ فِي الجَريدَهْ
وألْسِنةِ النّارْ
فَيَقُولُ الذِي سَكَرَ السُّكْرُ فِيهِ
سَأسْرِقُ كالعادةِ
كُتُبَ الشُّعَرَاءِ الَّتِي هَتَفَتْ
أَنّ قَيْساً بكَى دَمعَهُ كَيْ يُشَاعْ
هُتافاً... هُتافاً فَمَا بَاعْ
وَضَمَّ الحَبِيبَةَ عِشْقَ ولاَدَهْ
مَلاَحِمَ مِنْ زمَنِ السّيادَهْ
ثُمّ أَوْحَى لَهَا مِنْ كِتَابِ اُلضَّيَاعْ
...
يَا إِلَهِي
ويَا أيّها البحرُ لا تكترثْ
أنا قد خُلقتُ لموتِي
وأنتَ خلقتَ لموجِك أكثرَ أكثرْ
فتعالْ
كي تُحَاصِرَ نورسةً
قدّمتْ ريشهَا كَيْ تَمُوتَ
ولمَّا يَمُتْ فيكَ بوحُ الشراعْ
...
يَا إِلَهِي
لك الوِجْدُ مِنْ
رَشْفةِ المُتْعَبِينَ كُؤوسَ السّكِينةِ
يشربهُمْ عَطَشِي
سَلاَماً ... سَلاَماً
فيُهديكَ أوّلُهمْ ما استطاعْ
جرحَهُ والمتاعْ
ودمعَ السبايا وخدّ اليَرَاعْ
وبعضَ الهدَايَا
وما قد تبقَّى ... دُعَاءَ البَرَايا
فَأَنْتَ الكريمُ
وأَنْتَ المُطاعْ
أنا قشّةٌ أجُوبُ المَواسِمَ
أَمْشِي كأيّ شَريدٍ
تدثَّرَ لونَ المساءِ ووجهَ الرياحْ
أنا نبتُك المستباحْ
يدي سقطتْ في يدي
فرُدَّ الرجاءَ يَداً في يَدِي
وهُشَّ على بَلدِي
قدْ أتاكَ الّذي أتَى ...
فجَاوزَ حظّي رُبَاعْ
...
يَا إِلَهِي
كلما عُدتُك اشتد بوحي
ونفضتُ من الطين روحي
يَضيق بصدريَ صدري
يموت على كفِّيَ الموتُ
يقتلني الصمتُ
كنا جميعا نموتُ
كما شجْرةُ التّينِ تحملُ أورَاقَهَا
بعيداً تُقدم صفرتَها لِلرّياح
تبكّي الظلالَ على العابرين
وقد فُقدوا في سُعار الظهيرة
فلا تدرك أنها سَتعُودُ
لملْحِ البحارِ
ونشرَةِ أخبارْ
تُلوِّنُ حِبرَ اليَراعْ
....
يَا إِلَهِي
حِين رأيتُك بين العواصِم تمشي
تجلّى بهَاكَ
ودَثَّرْتُ وجْهي بٍوجْهِي
وقلتُ هنا سكن السِّندِبَادُ
يتْلُو كِتابَ السِّفَارِ
خَفِيفاً يَقُودُ سفائنَ حُزنِي
وأنهارَ مُزنِي
كَبيراً تَمَلَّى
وقلتُ أراوِدُهُ فِي سَنَاكْ
فما كُنْتَ فيهِ سِواكْ
وًكُنْتَ إِلَهِي
كريماً كماءِ القَرارْ
وَقَالَ الَّذِي قَالَ للشَّمْسِ كُونِي ..
فَمَا كَانَ
وكُنتُ أُعِيدُ سَماكَ بدَارةِ أمْنِي
ولَمْ يَكْفُرِ العائدُونَ مِنَ المَوْتِ
حِينَ رأوْا حَارِسَةَ الغَمَامِ تُمنِّي
بأنَّ مَدَى الأرْضِ مِنِّي
تحدٍّثُ أخبارَها الأرْضُ
يَرْفُو دُجَاهَا السَّمَاعْ
ومَا كَفَرَ الْكَافِرُونَ بِلَيْلِ عُمَرْ
وقَدْ كَفَرُوا بِجُيُوشِ الجِيَاعْ
...
يَا إِلَهِي
أرَى الأرضَ كُلَّ مَسَاءٍ
تُجَيّشُ بائعةَ الكُحْلِ والعَرَبَاتِ
وتَعصِرُ من عَرقِي عرقاً
فَيَدْفِنُنا الهَمَسَاتُ
بِأوسِمَةِ العَاشقِينَ عُبُورَ البِحَارِ
وَهَوى العائدينَ مِنَ الْحَانِ
يَحتفِلونَ برِحْلتِهمْ فِي الغِيَابِ
قَبْلَ سُطوعِ مَلاَمِحِهمْ فِي الجَريدَهْ
وألْسِنةِ النّارْ
فَيَقُولُ الذِي سَكَرَ السُّكْرُ فِيهِ
سَأسْرِقُ كالعادةِ
كُتُبَ الشُّعَرَاءِ الَّتِي هَتَفَتْ
أَنّ قَيْساً بكَى دَمعَهُ كَيْ يُشَاعْ
هُتافاً... هُتافاً فَمَا بَاعْ
وَضَمَّ الحَبِيبَةَ عِشْقَ ولاَدَهْ
مَلاَحِمَ مِنْ زمَنِ السّيادَهْ
ثُمّ أَوْحَى لَهَا مِنْ كِتَابِ اُلضَّيَاعْ
...
يَا إِلَهِي
ويَا أيّها البحرُ لا تكترثْ
أنا قد خُلقتُ لموتِي
وأنتَ خلقتَ لموجِك أكثرَ أكثرْ
فتعالْ
كي تُحَاصِرَ نورسةً
قدّمتْ ريشهَا كَيْ تَمُوتَ
ولمَّا يَمُتْ فيكَ بوحُ الشراعْ
...
يَا إِلَهِي
لك الوِجْدُ مِنْ
رَشْفةِ المُتْعَبِينَ كُؤوسَ السّكِينةِ
يشربهُمْ عَطَشِي
سَلاَماً ... سَلاَماً
فيُهديكَ أوّلُهمْ ما استطاعْ
جرحَهُ والمتاعْ
ودمعَ السبايا وخدّ اليَرَاعْ
وبعضَ الهدَايَا
وما قد تبقَّى ... دُعَاءَ البَرَايا
فَأَنْتَ الكريمُ
وأَنْتَ المُطاعْ