لا أدري كيف حدث ذلك؟! اشتريت الدمليج، وأنا أعد الدقائق التي تفصلني عن عيد ميلاد زوجتي الذي أحفظه عن ظهر قلب.. أخفيته في مكان أمين لن يصل إليه جن أو إنس، وانتظرت اليوم الموعود.. فجأة ضاع الدمليج ، وكأنه لم يكن.. قبيل ليلة الذكرى ضاع، وهو الذي كنت أتفقده صباح مساء دون ملل أو كلل.
هل كان حلما؟! لا.. الأمارة التي تنفي ذلك سؤال الصائغ، وهو من أصدقاء الطفولة، كلما مررت به عن الدمليج الذي لا مثل له في الهند أو السند..
أسقط في يدي.. عاودت من جديد مسح الزوايا والأركان.. لا أثر له! أعرف أن زوجتي امرأة من معدن أصيل، لكن المعركة تخصني قبل أن تخص غيري.. مسألة شرف.. رجولة.! سمها ما شئت! ثم .. إن الإحتفال بعيد ميلاد زوجتي، أنا الذي أولد فيه من جديد.. ما العمل؟
وأنا على هذه الحال، معلقا بين السماء والأرض، جاءني صوت شجي من طرب الملحون متهاديا بين دخان السجائر، وحفيف أوراق خريف متأخر.. أعرف الصوت جيدا،لكن اسم صاحبه امتنع على ذاكرتي المشدودة إلى الدمليج.. الصوت أعرفه جيدا.. يجمع بين المناحة وصرخة النصر.. التأسي واستقطار اللذة.. إنه هو لا جدال.. صوت الهروشي دون غيره.. وأرهفت السمع للمرددين الذين لم يملوا من البحث عن دمليج زهيرو الذي سال مع الوديان، وطوته الجبال، وحملته رياح عاتية أوصلته إلى خزائن ستالين الذي مات منذ زمن طويل ، وحمل معه ، كما قال الهروشي، الرقم السري لخزانته الخاصة،بل إن هذه الأخيرة اختفت من الكرملين.. لكن كيف استهوى الدمليج جبارا مثل ستالين؟ لا يهم! هذا ما كانت تقوله الأغنية، ولم يبق من الدمليج سوى صورته اللطيفة: استدارة تشع بالنبل قبل أن يحكم الإبزيم- وكان يشبه رأس سمكة- طوقه على نهاية المعصم بالتمام والكمال..وكان باطن الدمليج مطروقا بشريط رهيف طاوع الإستدارة الأنيقة بحركة حانية لم تكون صادرة إلا عن فنان خبير!
في مطعم مجاور للعمارة التي أسكنها جلسنا.تبادلنا النظرات ، وقلت بصوت هامس:
- العقبى لمائة سنة.
-أمنت زوجتي على قولي بنظرة حانية.
- .. صوت الهروشي.
- أشرت برأسي نحو الصوت القادم من مكبر الصوت المدفون ، بإتقان، في الجدار الأنيق المواجه لمدخل المطعم.
-... مسكين.. شّيبه الدمليج!
- أي دمليج؟!
- دمليج زهيرو
- أنا لاأعرف زهيرو ولا غيرو؟!
-.. تصوري أنه سافر إلى روسيا ، ولم يعثر له على أثر!
-... يبدو أنه دمليج رفيع!
-.. العبرة بصاحبة الدمليج ولو كان من نحاس!
-.. ولا أثر للدمليج؟!
-.. صوته يدل على ذلك.. صوت العشق والإستسلام للمكتوب!
- .. ولا أثر للدمليج؟!
-.. ضاع الدمليج، وحضرت هذه القصيدة التي لا ثمن لها.
-....!!
- .. أرهفي السمع جيدا لهذه البحة..في اللحظة التي يشكو فيها لجلسائه حرقة الدمليج.. اسمعي..
- .. باختصار.. أين هو الدمليج؟
24/10/2012
عبدالرحيم مؤذن
www.facebook.com
هل كان حلما؟! لا.. الأمارة التي تنفي ذلك سؤال الصائغ، وهو من أصدقاء الطفولة، كلما مررت به عن الدمليج الذي لا مثل له في الهند أو السند..
أسقط في يدي.. عاودت من جديد مسح الزوايا والأركان.. لا أثر له! أعرف أن زوجتي امرأة من معدن أصيل، لكن المعركة تخصني قبل أن تخص غيري.. مسألة شرف.. رجولة.! سمها ما شئت! ثم .. إن الإحتفال بعيد ميلاد زوجتي، أنا الذي أولد فيه من جديد.. ما العمل؟
وأنا على هذه الحال، معلقا بين السماء والأرض، جاءني صوت شجي من طرب الملحون متهاديا بين دخان السجائر، وحفيف أوراق خريف متأخر.. أعرف الصوت جيدا،لكن اسم صاحبه امتنع على ذاكرتي المشدودة إلى الدمليج.. الصوت أعرفه جيدا.. يجمع بين المناحة وصرخة النصر.. التأسي واستقطار اللذة.. إنه هو لا جدال.. صوت الهروشي دون غيره.. وأرهفت السمع للمرددين الذين لم يملوا من البحث عن دمليج زهيرو الذي سال مع الوديان، وطوته الجبال، وحملته رياح عاتية أوصلته إلى خزائن ستالين الذي مات منذ زمن طويل ، وحمل معه ، كما قال الهروشي، الرقم السري لخزانته الخاصة،بل إن هذه الأخيرة اختفت من الكرملين.. لكن كيف استهوى الدمليج جبارا مثل ستالين؟ لا يهم! هذا ما كانت تقوله الأغنية، ولم يبق من الدمليج سوى صورته اللطيفة: استدارة تشع بالنبل قبل أن يحكم الإبزيم- وكان يشبه رأس سمكة- طوقه على نهاية المعصم بالتمام والكمال..وكان باطن الدمليج مطروقا بشريط رهيف طاوع الإستدارة الأنيقة بحركة حانية لم تكون صادرة إلا عن فنان خبير!
في مطعم مجاور للعمارة التي أسكنها جلسنا.تبادلنا النظرات ، وقلت بصوت هامس:
- العقبى لمائة سنة.
-أمنت زوجتي على قولي بنظرة حانية.
- .. صوت الهروشي.
- أشرت برأسي نحو الصوت القادم من مكبر الصوت المدفون ، بإتقان، في الجدار الأنيق المواجه لمدخل المطعم.
-... مسكين.. شّيبه الدمليج!
- أي دمليج؟!
- دمليج زهيرو
- أنا لاأعرف زهيرو ولا غيرو؟!
-.. تصوري أنه سافر إلى روسيا ، ولم يعثر له على أثر!
-... يبدو أنه دمليج رفيع!
-.. العبرة بصاحبة الدمليج ولو كان من نحاس!
-.. ولا أثر للدمليج؟!
-.. صوته يدل على ذلك.. صوت العشق والإستسلام للمكتوب!
- .. ولا أثر للدمليج؟!
-.. ضاع الدمليج، وحضرت هذه القصيدة التي لا ثمن لها.
-....!!
- .. أرهفي السمع جيدا لهذه البحة..في اللحظة التي يشكو فيها لجلسائه حرقة الدمليج.. اسمعي..
- .. باختصار.. أين هو الدمليج؟
24/10/2012
عبدالرحيم مؤذن
Abderrahim Mouadden عبد الرحيم مؤذن
Abderrahim Mouadden عبد الرحيم مؤذن, Kenitra. Gefällt 2.206 Mal. إن أ.د.عبد الرحيم مؤذن، شخصية إنسانية وثقافية وإبداعية مميزة.