رصاصة في القلب.. رصاصة في الدفتر..
رصاص في السرير.. رصاص على الارصفة..
وتحت الرصاص تحت الرصاص رجال مبعثرون ينهمكون في البحث عن مستندات لاثبات الالم..
مستندات لائقة لاثبات الحب..
جواهر لائقة لاثبات صحة الموتى.. كل على طريقته..
كل على أرض دساتيرها ومقتضيات فرائسها..
عدالات تشيخ.. عدالات كاذبة.. عدالات بسراويل..
واقمطة ونياشين متفسخة.. كل نابليون على طيقته..
كل ارض على هواها: تيجان متأرجحة تنفث رمادا وتنام في رأس الصفحة..
لا أعني الكلاب فالكلاب عادلة..
لا الذئاب فالذئاب تعرف وقتها النبيل.. البلاد البلاد..
البلاد ذات الانياب والاوشحة وحمالات السراويل..
بلاد السفلة والمزورين وحفظة كلام العدل..
بلاد الحرية ايها الموتى..
بلاد الاقفال ايها الاحرار الدنسون..
بلاد القداسات الشريرة والاثداء المنفوخة بالغازات السامة..
البلاد الجالسة على نفسها تتلقى ارحام النساء..
البلاد المفتوحة على المقابر.. المقابر..
البلاد بأرصفتها ومنشديها وحملة نعوشها..
البلاد التي انت فوقها لا عليها ياألله.. لا عليها..
واذا ما تركنا مجموعات الشاعر ووقفنا عند اخر ما قاله حول سيرته الذاتية، فاننا نقتطف جمر الشعر مثمرا زهر اللغة والعمر اذ يقول:
الآن، إذ ألتفت إلى الخلف (إلى خلفٍ امتدَّ قرابة سبعة عقود) لا أبصر إلا الرماد..
ولا تلتقط حواسي إلا أصداءَ الغصات وما بقي من دخانِ الانهيارات والفجائع..
ألتفت وأشهق.. ألتفت ولا أندم..
ألتفت وأقول: آه.. لو كانت التوبةُ ممكنة!..
ألتفت فلا أجد ورائي إلا ما أَوْرثَه الشعرُ لصاحبه من هشيمِ الأحلام وندوبِ العثرات والخسائر..
كان الشعر مخرجاً وملاذاً.. فصار هو الضائقةَ والكابوس.. «ماذا نفعل من دون الشعر؟»..
كان ذلك هو سؤالنا في البدايات..
أما الآن فقد صار السؤال: «ماذا نفعل بأنفسنا وقد تورّطنا في محنة الشعر؟»..
مع ذلك لا نزال نوهم أنفسنا أننا نتنفس به..
نتنفس بكامل طاقة رئاتنا المثقوبة..
مدركين على الدوام أن ما نتنفسه ليس أوكسجين النجاة..
بل هو ثاني أوكسيد الموت..
مكثفاً، نقياً، وشديدَ الإغراء والفتك..
--------------------------------
* (كم من البلاد ايتها الحرية)، نص موجه الى الولايات المتحدة الاميركية راعية الموت والدمار، اميركا صانعة وناشرة الموت الرجيم، هل في جعبتها الا الرصاص والموت ؟
رصاص في السرير.. رصاص على الارصفة..
وتحت الرصاص تحت الرصاص رجال مبعثرون ينهمكون في البحث عن مستندات لاثبات الالم..
مستندات لائقة لاثبات الحب..
جواهر لائقة لاثبات صحة الموتى.. كل على طريقته..
كل على أرض دساتيرها ومقتضيات فرائسها..
عدالات تشيخ.. عدالات كاذبة.. عدالات بسراويل..
واقمطة ونياشين متفسخة.. كل نابليون على طيقته..
كل ارض على هواها: تيجان متأرجحة تنفث رمادا وتنام في رأس الصفحة..
لا أعني الكلاب فالكلاب عادلة..
لا الذئاب فالذئاب تعرف وقتها النبيل.. البلاد البلاد..
البلاد ذات الانياب والاوشحة وحمالات السراويل..
بلاد السفلة والمزورين وحفظة كلام العدل..
بلاد الحرية ايها الموتى..
بلاد الاقفال ايها الاحرار الدنسون..
بلاد القداسات الشريرة والاثداء المنفوخة بالغازات السامة..
البلاد الجالسة على نفسها تتلقى ارحام النساء..
البلاد المفتوحة على المقابر.. المقابر..
البلاد بأرصفتها ومنشديها وحملة نعوشها..
البلاد التي انت فوقها لا عليها ياألله.. لا عليها..
واذا ما تركنا مجموعات الشاعر ووقفنا عند اخر ما قاله حول سيرته الذاتية، فاننا نقتطف جمر الشعر مثمرا زهر اللغة والعمر اذ يقول:
الآن، إذ ألتفت إلى الخلف (إلى خلفٍ امتدَّ قرابة سبعة عقود) لا أبصر إلا الرماد..
ولا تلتقط حواسي إلا أصداءَ الغصات وما بقي من دخانِ الانهيارات والفجائع..
ألتفت وأشهق.. ألتفت ولا أندم..
ألتفت وأقول: آه.. لو كانت التوبةُ ممكنة!..
ألتفت فلا أجد ورائي إلا ما أَوْرثَه الشعرُ لصاحبه من هشيمِ الأحلام وندوبِ العثرات والخسائر..
كان الشعر مخرجاً وملاذاً.. فصار هو الضائقةَ والكابوس.. «ماذا نفعل من دون الشعر؟»..
كان ذلك هو سؤالنا في البدايات..
أما الآن فقد صار السؤال: «ماذا نفعل بأنفسنا وقد تورّطنا في محنة الشعر؟»..
مع ذلك لا نزال نوهم أنفسنا أننا نتنفس به..
نتنفس بكامل طاقة رئاتنا المثقوبة..
مدركين على الدوام أن ما نتنفسه ليس أوكسجين النجاة..
بل هو ثاني أوكسيد الموت..
مكثفاً، نقياً، وشديدَ الإغراء والفتك..
--------------------------------
* (كم من البلاد ايتها الحرية)، نص موجه الى الولايات المتحدة الاميركية راعية الموت والدمار، اميركا صانعة وناشرة الموت الرجيم، هل في جعبتها الا الرصاص والموت ؟