إلى محسن إطيمش
أن تكون أولا تكونْ ليست هذه هى المشكلة
أن تنغرس فى قلب الشر الكامل
وأنت تبحث عن الخير المحض
أن تمتلئ يدك بالظلمة
وأن يمتلك فمك حكمة الحجرْ !!
أن تجلس على حافـّة السرير
أعزلَ
وبلا يقين واحدٍ
لتراقب فراشة ضاله
أن تعترف وأنت على فراش الموت
أن العالم لا شئ
وأن الوجود بلا هدف أكيد
ماذا يفعل كل أولئك القديسين الخونة
بأرديتهم الطويلة
وكلماتهم التى تشبه المخاطْ ؟!!
آه
لقد كان هذا الليل حالكًا
ولم نجد وقتـًا كافيًا لنركض فيه إلى النهارْ
لقد كان هذا النهار قصيرًا جدًا
ولا يكفى لفقمةٍ أن تبتلع ريقها
قدرى قدرُ السمكةِ فى الشصِّ
وروحى
حقل أشواك
وغواياتٍ
فلنقف دقيقة واحدة وتشبه الحداد
على العالم الميتِ
والعالم الحىّ على السواءْ
وأنتِ يا روحى الدبقه
لكِ السلام
لكِ السلامْ
لم يكن يعرف أن الرّب يتربص بهْ
فسار وحيدًا فى الظلمةِ
ومفتشًا
عن لغة الربّ الواضحةِ
السهلةِ !!
أيقن أن كل عشبة إنما هى لغة بعينها
- وتختلف من عشبة إلى عشبة -
ولكن كيف له أن يعرف
كيف له أن يتكلم مع العشبِ
والحجرْ
فى آنٍ واحد
كيف له أن يعقد صداقةً غاوية مع البحر والملح
بصورة كافيةٍ
كيف له أن يجلس مع الضوء
على أريكةٍ واحدة
وليقذفا الليل بحصى الوحدة
وليقولا له
إلى الجحيم أيها الليل
لتأكل قلبك الظلمهْ !!
كيف له وهو العائش فى الشك دائمًا
أن يخترع لغة تفصح عن شكل الوردةِ
كيف له
أن يعرف سر الكلمةْ
الكلمة التى تُنطق
أولا تنطِق
وفى كل يومٍ يخرج باحثـًا عن الرّب
- فى الشتاء مثلما فى الصيف
فى النهار مثلما فى الليل -
لمَ لا يكون الرب نفسه مختبئـًا خلف هذه السحابة
أو وراء تلك الصخرة
لمَ لا يكون فى جوف هذا البحر
أو هناك
فى قلب تلك الظلمةِ
لمَ لا تكون كل هذه السموات الشاسعةِ
ترابًا لرجليه الذهبيتينِ
ولمَ لا يكون كل هذا القمر الزاهى
أرجوحًة لنعليه
الكريمتينِ
كم من السنوات يتعين علىّ أن أقطعها
حتى أصل إلى بوابتهِ الضخمةِ
ذات الأقفال الهائلةِ
والرتاجات ؟!!
أقدامى كلّت من السير
نفسى تعبت من الشك
تفتتت عظام روحى
وأنا
أبحث عنك فى السكك
لا لم يكن الرّب بكل هذه القسوةِ فى يومْ
لا
ولم تكن ملائكته الرّنانة ُ
بكل هذه الغلظة أو القسوة ؟!
من الذى اخترعَ الضوء وجعله يسيرُ كالقططْ
قولى لى يا روحى الجريحة
كيف تكوّن النور فى اليوم الأول للعالمِ
ومن الذى اخترع الكلام فى اللغةِ
واللغة فى الحرف ..
حقـًا !!
حقا
من الذى اخترع الفكرة
الفكرة الحسنة
والفكرة السيئة على السواء !!
سنواتى التى أضعتها كأحد الكلاب الجريحةِ
باحثـًا عن الرب لم تسفر عن أى شئْ
ولا حتى عن أمل كاذبٍ
فى الخلاص نفسه
أو حتى نعمة النسيان
الخالص
محظوظون أنتم يا كل أولئك الكلاب الذين يعيشون
بلا أفكارٍ
أو حتى كلمات كالمحاريث !!
الكلمات
حيواناتٌ شرسة
والأفكار
سموات بأنيابٍ
وخطاطيفْ
أنا ملطخ بالعارْ
مثلما أنا ملطخُ ُ بالفجيعةِ
أعرف أنّ حياتى
مثل عربةٍ
معطوبةٍ
ومحملة بالأوساخ
وبلاكرّاكاتْ تعمل أو طوحينَ ترنُّ
مزيّت
وبشوارعَ محشوةٍ
بالخيانات
والحصى !!
كثيرًا ما راودتنى مثل هذه الأفكارْ
أن أعيد ترتيب السموات مثلما أودّ
أن أفرش كل هذه النجوم الزاهيةِ
تحت قدمىّ
وأنا أسير فى السكك
أن أتمشى تحت ظهيرةٍ واطئةٍ
ولا يشغلنى الموت فى شئ
وليس فى فمى سوى أغنية جافةٍ
وبضع كلمات تقينى عبء الليل كله
كثيرًا
ما انسحيتُ من الليل فى الليل
لكى أطارد الأحلام
الضالة
والكوابيس المؤجلة َ التى تتربص بىْ
- فى كل شهيق
أو زفير -
روحى التى تفحّمت من السؤالِ الشكّ
كثيرًا
ما كنت أشبكها فى حبل غسيلٍ
وتحت حوائط العزلةِ
والضغينةِ المسننةِ هذه
أتركها لتجف
- على بوّابة مستنقعٍ -
وأمام عربة الزمن المعطوبة هذه أجلس
مثل ملكٍ
بخساراتٍ
وبلا تيجانٍ
أيها الزمنُ الحطّاب ذو الأيد !!
دع يدك التى تعمل وبلا رحمةٍ واحدة
واجلس على صخرةِ اليأس
المبجلة هذه
مثل حشرةٍ
قارضةٍ
وتحت سماء بسكاكين قويةٍ
وكلاّباتٍ
واترك لروحك المصنوعة من صلصالٍ كالفخّار
أن تنام على ساحل الأبدِ
وبلا تواطؤٍ
أنا شجرة النسيانِ العالقة ُ فى اللاشئ
الشمس
ليست بهذه الفكرةِ
أو تلك دائمًا
البحر على مسيرةِ يوم واحدٍ من الأبديةِ
والسماء
أرجوحةُ الزمن
الواطئة
على جدران القلاع القويةِ دائمًا
ما يكتب الطغاة أخطاءهم َ
بينما
يزينون الجسور التى يعبرون عليها
بملايين العظام الجافة
والأرواح التى تتطلعُ إلى العدالةِ
على شجرة اليأس ِ
الصلبةِ
ثمة صلواتٌ للنهارْ
بدموعِ من حصى !!
24/10/2001
(مجلة (ض) العدد الأول)
* نقلا عن:
muhammedadam.blogspot.com
أن تكون أولا تكونْ ليست هذه هى المشكلة
أن تنغرس فى قلب الشر الكامل
وأنت تبحث عن الخير المحض
أن تمتلئ يدك بالظلمة
وأن يمتلك فمك حكمة الحجرْ !!
أن تجلس على حافـّة السرير
أعزلَ
وبلا يقين واحدٍ
لتراقب فراشة ضاله
أن تعترف وأنت على فراش الموت
أن العالم لا شئ
وأن الوجود بلا هدف أكيد
ماذا يفعل كل أولئك القديسين الخونة
بأرديتهم الطويلة
وكلماتهم التى تشبه المخاطْ ؟!!
آه
لقد كان هذا الليل حالكًا
ولم نجد وقتـًا كافيًا لنركض فيه إلى النهارْ
لقد كان هذا النهار قصيرًا جدًا
ولا يكفى لفقمةٍ أن تبتلع ريقها
قدرى قدرُ السمكةِ فى الشصِّ
وروحى
حقل أشواك
وغواياتٍ
فلنقف دقيقة واحدة وتشبه الحداد
على العالم الميتِ
والعالم الحىّ على السواءْ
وأنتِ يا روحى الدبقه
لكِ السلام
لكِ السلامْ
لم يكن يعرف أن الرّب يتربص بهْ
فسار وحيدًا فى الظلمةِ
ومفتشًا
عن لغة الربّ الواضحةِ
السهلةِ !!
أيقن أن كل عشبة إنما هى لغة بعينها
- وتختلف من عشبة إلى عشبة -
ولكن كيف له أن يعرف
كيف له أن يتكلم مع العشبِ
والحجرْ
فى آنٍ واحد
كيف له أن يعقد صداقةً غاوية مع البحر والملح
بصورة كافيةٍ
كيف له أن يجلس مع الضوء
على أريكةٍ واحدة
وليقذفا الليل بحصى الوحدة
وليقولا له
إلى الجحيم أيها الليل
لتأكل قلبك الظلمهْ !!
كيف له وهو العائش فى الشك دائمًا
أن يخترع لغة تفصح عن شكل الوردةِ
كيف له
أن يعرف سر الكلمةْ
الكلمة التى تُنطق
أولا تنطِق
وفى كل يومٍ يخرج باحثـًا عن الرّب
- فى الشتاء مثلما فى الصيف
فى النهار مثلما فى الليل -
لمَ لا يكون الرب نفسه مختبئـًا خلف هذه السحابة
أو وراء تلك الصخرة
لمَ لا يكون فى جوف هذا البحر
أو هناك
فى قلب تلك الظلمةِ
لمَ لا تكون كل هذه السموات الشاسعةِ
ترابًا لرجليه الذهبيتينِ
ولمَ لا يكون كل هذا القمر الزاهى
أرجوحًة لنعليه
الكريمتينِ
كم من السنوات يتعين علىّ أن أقطعها
حتى أصل إلى بوابتهِ الضخمةِ
ذات الأقفال الهائلةِ
والرتاجات ؟!!
أقدامى كلّت من السير
نفسى تعبت من الشك
تفتتت عظام روحى
وأنا
أبحث عنك فى السكك
لا لم يكن الرّب بكل هذه القسوةِ فى يومْ
لا
ولم تكن ملائكته الرّنانة ُ
بكل هذه الغلظة أو القسوة ؟!
من الذى اخترعَ الضوء وجعله يسيرُ كالقططْ
قولى لى يا روحى الجريحة
كيف تكوّن النور فى اليوم الأول للعالمِ
ومن الذى اخترع الكلام فى اللغةِ
واللغة فى الحرف ..
حقـًا !!
حقا
من الذى اخترع الفكرة
الفكرة الحسنة
والفكرة السيئة على السواء !!
سنواتى التى أضعتها كأحد الكلاب الجريحةِ
باحثـًا عن الرب لم تسفر عن أى شئْ
ولا حتى عن أمل كاذبٍ
فى الخلاص نفسه
أو حتى نعمة النسيان
الخالص
محظوظون أنتم يا كل أولئك الكلاب الذين يعيشون
بلا أفكارٍ
أو حتى كلمات كالمحاريث !!
الكلمات
حيواناتٌ شرسة
والأفكار
سموات بأنيابٍ
وخطاطيفْ
أنا ملطخ بالعارْ
مثلما أنا ملطخُ ُ بالفجيعةِ
أعرف أنّ حياتى
مثل عربةٍ
معطوبةٍ
ومحملة بالأوساخ
وبلاكرّاكاتْ تعمل أو طوحينَ ترنُّ
مزيّت
وبشوارعَ محشوةٍ
بالخيانات
والحصى !!
كثيرًا ما راودتنى مثل هذه الأفكارْ
أن أعيد ترتيب السموات مثلما أودّ
أن أفرش كل هذه النجوم الزاهيةِ
تحت قدمىّ
وأنا أسير فى السكك
أن أتمشى تحت ظهيرةٍ واطئةٍ
ولا يشغلنى الموت فى شئ
وليس فى فمى سوى أغنية جافةٍ
وبضع كلمات تقينى عبء الليل كله
كثيرًا
ما انسحيتُ من الليل فى الليل
لكى أطارد الأحلام
الضالة
والكوابيس المؤجلة َ التى تتربص بىْ
- فى كل شهيق
أو زفير -
روحى التى تفحّمت من السؤالِ الشكّ
كثيرًا
ما كنت أشبكها فى حبل غسيلٍ
وتحت حوائط العزلةِ
والضغينةِ المسننةِ هذه
أتركها لتجف
- على بوّابة مستنقعٍ -
وأمام عربة الزمن المعطوبة هذه أجلس
مثل ملكٍ
بخساراتٍ
وبلا تيجانٍ
أيها الزمنُ الحطّاب ذو الأيد !!
دع يدك التى تعمل وبلا رحمةٍ واحدة
واجلس على صخرةِ اليأس
المبجلة هذه
مثل حشرةٍ
قارضةٍ
وتحت سماء بسكاكين قويةٍ
وكلاّباتٍ
واترك لروحك المصنوعة من صلصالٍ كالفخّار
أن تنام على ساحل الأبدِ
وبلا تواطؤٍ
أنا شجرة النسيانِ العالقة ُ فى اللاشئ
الشمس
ليست بهذه الفكرةِ
أو تلك دائمًا
البحر على مسيرةِ يوم واحدٍ من الأبديةِ
والسماء
أرجوحةُ الزمن
الواطئة
على جدران القلاع القويةِ دائمًا
ما يكتب الطغاة أخطاءهم َ
بينما
يزينون الجسور التى يعبرون عليها
بملايين العظام الجافة
والأرواح التى تتطلعُ إلى العدالةِ
على شجرة اليأس ِ
الصلبةِ
ثمة صلواتٌ للنهارْ
بدموعِ من حصى !!
24/10/2001
(مجلة (ض) العدد الأول)
* نقلا عن:
عن محمد آدم وهاملت !!
"الموقع الرسمي الشاعر محمد آدم" "الشاعر محمد آدم" "الراعي الصالح محمد آدم"