- لحم البنات مُر.
هكذا قالت له بعد أن اقترب منها أكثر وأكثر وأراد أن يتذوق لحمها الشهي.
قاطعها بشدة :
- ليس كل البنات.
- على الأقل أنا.
سبح في زرقة عينيها حتى وصل إلى شاطئ النن، تمدد تحت أشجار رمشها الظليلة بعدها سحب روحه وافترشها أسفل قدميه، حدد القبلة عن طريق موقع الشمس فى فضاء وجودها، حاول أن يصلي في ملكوتها المفتوح لكنها نهرته بشدة وحاولت طرده من حدقة عينيها التي كادت أن تنغلق عليه وتدهسه.
- ألست من البنات ؟
قفزت فوق بساط الريح الذي لفظه منذ قليل ومر أمامها لتوه وأمرته أن يتجه بها نحو الشمس حتى تبني لنفسها عشًا من الجحيم تعيش فيه بقية حياتها المبعثرة في قلوب كثيرين، أطاعها البساط دون نقاش واتجه بها نحو رغبتها الأخيرة :
- لم أجرب طعم الحب الحقيقي ولهذا فإن لحمى مُر.
تذكر أنه أحب كثيرًا، وذاق لحوم بنات كثيرات فلم يكن - حتى للبنات اللاتى لم يحببهن قط - لحمًا مُرًا بل كان حلوًا وأكثر من ذلك أيضًا.
- الحب يذل البنت.
هكذا قالت له بعد أن حاول استمالتها بأخر قصيدة كان قد كتبها في زرقة عينيها الرائعة ونقاء صفحة خدها الرائقة.
- ليس كل البنات.
- على الأقل أنت.
هرولت داخل غابة عينيه الكثيفة حتى فاجأها الوحش الكامن فيهما فلم تستطع أن تكمل هرولتها ولم تعرف لقدمها طريقًا للعودة فتوقفت ولم تحرك ساكنًا.
- ألست من البنات ؟
أنت مثل كل البنات، إن البنات يولدن بورث ثقيل يزداد هذا الإرث ثقلا يومًا بعد يوم حتى تصل البنت إلى تفتح زهرتيها اللتين يزدان بهما صدرها وتتفتح عينيها على الآخرين بلا قيود داخلية فتصاب بالشرخ الذي يشطرها إلى نصفين.
مرت عليك تجربتين حب هي محصلة حياتك العاطفية، الشمس انهارت خلف الأفق فأنهار معها عش الجحيم الذي حاولت بناؤه داخل الشمس منذ قليل وتناثرت أشلاؤهما فوق مياه البحر الممتد أمامهما بلا نهاية.
- لم أجرب طعم الحب الحقيقي ولهذا فإن لحمى مُر.
(رائد) اسم لن تنسيه طيلة عمرك فعلى الرغم من أنه يمت لك بقرابة وثيقة الصلة ويصغرك بعام إلا أنك أحببتيه كثيرًا منذ أن توضأت عيناك بنور وجهه الصبوح، وملأت أذنيك كلمات أمك عن الإتفاق الذي جرى بين أبيك وعمك بخصوص زفافكما :
رائد لـ مريم ومريم لـ رائد.
نبتت مشاعرك الخضراء في أرض قلبك البكر وكلما كبر معك الحلم والمشاعر اقتربت الحقيقة.
- رائد تركك وحيدة لأنه أحب زميلته فى كلية الطب.
لم يكن المهندس (محب) يمتلك من حطام الدنيا شيئًا سوى منزلا ريفيًا بسيطًا مبنيًا بالطوب اللبن ويقع على شاطئ الترعة التي تشق البلد من ناحية الغرب، وكان يمتلك أيضًا حبة مشاعر متوهجة لك وحفنة نقود لا تفي بالغرض ولا ترضي أبيك، أما قلبك فقد ركع ساجدًا في محرابه وأخذ يتعبد في هيكله عله يتحرك يومًا ويجني لك السعادة من حقول الفقراء الذين لم ينس يومًا أنه واحدًا منهم.
- كيف عرفت كل هذا ؟
- البنت كتاب مفتوح لمن يريد أن يقرأ سطوره، عليه فقط الاقتراب منها ويغترف من بحر أنوثتها حتى يشبع حلمها الخالي من أي اهتمام ذكري . . أقول لكِ المزيد أم يكفي هذا ؟
كلما رأت في يده خاتم الزواج ورنت في أذنيها كلمات ابنته عندما نادت عليه ذات مرة أمامها :
بابا . . بابا
تحسست ذلك النتوء البارز الذي نبت في خدها الأيمن عندما قابلت زوجته في إحدى المناسبات التي جمعتهما صدفة، بعدها تهرول إلى الجبانات القريبة جدًا من منزلهم وتبكي.
- لم يعد لحم البنات مرًا بل أكثر مرارة.
أسدل الليل ستائره، وعم الظلام الكون، ولم يكن هناك في العالم كله أي بقعة مضيئة سوى تلك البقعة التي تضمتهما معًا، يضيئها ذلك البريق اللامع الذي يشع من عينيهما، احتضنته بشدة، احتضنها بشدة، ذاب جسداهما معًا وراحا في قبلة طويلة حتى فج نور الصباح، وأنفضح الأمر.
https://www.facebook.com/drmoussa.moussa/posts/10156650927856244
هكذا قالت له بعد أن اقترب منها أكثر وأكثر وأراد أن يتذوق لحمها الشهي.
قاطعها بشدة :
- ليس كل البنات.
- على الأقل أنا.
سبح في زرقة عينيها حتى وصل إلى شاطئ النن، تمدد تحت أشجار رمشها الظليلة بعدها سحب روحه وافترشها أسفل قدميه، حدد القبلة عن طريق موقع الشمس فى فضاء وجودها، حاول أن يصلي في ملكوتها المفتوح لكنها نهرته بشدة وحاولت طرده من حدقة عينيها التي كادت أن تنغلق عليه وتدهسه.
- ألست من البنات ؟
قفزت فوق بساط الريح الذي لفظه منذ قليل ومر أمامها لتوه وأمرته أن يتجه بها نحو الشمس حتى تبني لنفسها عشًا من الجحيم تعيش فيه بقية حياتها المبعثرة في قلوب كثيرين، أطاعها البساط دون نقاش واتجه بها نحو رغبتها الأخيرة :
- لم أجرب طعم الحب الحقيقي ولهذا فإن لحمى مُر.
تذكر أنه أحب كثيرًا، وذاق لحوم بنات كثيرات فلم يكن - حتى للبنات اللاتى لم يحببهن قط - لحمًا مُرًا بل كان حلوًا وأكثر من ذلك أيضًا.
- الحب يذل البنت.
هكذا قالت له بعد أن حاول استمالتها بأخر قصيدة كان قد كتبها في زرقة عينيها الرائعة ونقاء صفحة خدها الرائقة.
- ليس كل البنات.
- على الأقل أنت.
هرولت داخل غابة عينيه الكثيفة حتى فاجأها الوحش الكامن فيهما فلم تستطع أن تكمل هرولتها ولم تعرف لقدمها طريقًا للعودة فتوقفت ولم تحرك ساكنًا.
- ألست من البنات ؟
أنت مثل كل البنات، إن البنات يولدن بورث ثقيل يزداد هذا الإرث ثقلا يومًا بعد يوم حتى تصل البنت إلى تفتح زهرتيها اللتين يزدان بهما صدرها وتتفتح عينيها على الآخرين بلا قيود داخلية فتصاب بالشرخ الذي يشطرها إلى نصفين.
مرت عليك تجربتين حب هي محصلة حياتك العاطفية، الشمس انهارت خلف الأفق فأنهار معها عش الجحيم الذي حاولت بناؤه داخل الشمس منذ قليل وتناثرت أشلاؤهما فوق مياه البحر الممتد أمامهما بلا نهاية.
- لم أجرب طعم الحب الحقيقي ولهذا فإن لحمى مُر.
(رائد) اسم لن تنسيه طيلة عمرك فعلى الرغم من أنه يمت لك بقرابة وثيقة الصلة ويصغرك بعام إلا أنك أحببتيه كثيرًا منذ أن توضأت عيناك بنور وجهه الصبوح، وملأت أذنيك كلمات أمك عن الإتفاق الذي جرى بين أبيك وعمك بخصوص زفافكما :
رائد لـ مريم ومريم لـ رائد.
نبتت مشاعرك الخضراء في أرض قلبك البكر وكلما كبر معك الحلم والمشاعر اقتربت الحقيقة.
- رائد تركك وحيدة لأنه أحب زميلته فى كلية الطب.
لم يكن المهندس (محب) يمتلك من حطام الدنيا شيئًا سوى منزلا ريفيًا بسيطًا مبنيًا بالطوب اللبن ويقع على شاطئ الترعة التي تشق البلد من ناحية الغرب، وكان يمتلك أيضًا حبة مشاعر متوهجة لك وحفنة نقود لا تفي بالغرض ولا ترضي أبيك، أما قلبك فقد ركع ساجدًا في محرابه وأخذ يتعبد في هيكله عله يتحرك يومًا ويجني لك السعادة من حقول الفقراء الذين لم ينس يومًا أنه واحدًا منهم.
- كيف عرفت كل هذا ؟
- البنت كتاب مفتوح لمن يريد أن يقرأ سطوره، عليه فقط الاقتراب منها ويغترف من بحر أنوثتها حتى يشبع حلمها الخالي من أي اهتمام ذكري . . أقول لكِ المزيد أم يكفي هذا ؟
كلما رأت في يده خاتم الزواج ورنت في أذنيها كلمات ابنته عندما نادت عليه ذات مرة أمامها :
بابا . . بابا
تحسست ذلك النتوء البارز الذي نبت في خدها الأيمن عندما قابلت زوجته في إحدى المناسبات التي جمعتهما صدفة، بعدها تهرول إلى الجبانات القريبة جدًا من منزلهم وتبكي.
- لم يعد لحم البنات مرًا بل أكثر مرارة.
أسدل الليل ستائره، وعم الظلام الكون، ولم يكن هناك في العالم كله أي بقعة مضيئة سوى تلك البقعة التي تضمتهما معًا، يضيئها ذلك البريق اللامع الذي يشع من عينيهما، احتضنته بشدة، احتضنها بشدة، ذاب جسداهما معًا وراحا في قبلة طويلة حتى فج نور الصباح، وأنفضح الأمر.
https://www.facebook.com/drmoussa.moussa/posts/10156650927856244