تلك أنا
لا جدوى من البحث.. لا بحث.. لا جدوى، قوافل دموعي اختلطت برماد نفسي، فهل يتمخض عن هذا المزيج إلا الألم؟
أمام المرآة أقف.. أحاور هيكلا بت أستنكره، هل أنا وهمٌ يبحث عن حقيقة؟ أم أنني محض دمية ورقية صنعها بهلوان محترف يجيد الإمساك بخيوط أكاذيبه؟!
لا كهنة بابل ولا آشور أو فرعون كانوا ليتنبؤوا بزلزال طمر تاريخي كله، أضغاث أحلامي بريئة من المصير الذي آلت إليه نفسي، وأنا.. أنا وبرغم ضآلتي بريئة من ضعف قادني إلى الاستسلام فخضعت لعملية تمت بنجاح دون مشرط.
في سباق مع الزمن وعبر رحلة البحث عن الذات أضعت من عمري سنوات نضرة، لم يطأ قلبي خلالها حب رجـل، وعـندما هممت بطرق أبواب الخريف راغـمة، داعـب رأسي هوس أهـوج ظننتني أعـرفه، بل أعرفه، إنه شوق عـتيق لضجيج المشاعـر، لنبض في القـلب لطالما أرقـني غيابه، ولحظة اقتراب عيد مولدي، لاح في أفقي بدر هوى كما الشهاب ليشعل نارا التهمت حبي لذاتي وبرودة مشاعري.
منذ طفولتي وأنا أسعى خلف حلم لا أدرك معناه، كنت متوهجة، أمتلك عنفوان النسور، يحدوني الأمل في استثمار طاقتي على نحو يرضي الصوت الذي يصدح في الأعماق، يحثني على المضي قدما لتحقيق أهداف لطالما حلمت بها بوعي مني أو بغير ما وعي.
لم أعش الطفولة كما ينبغي لها أن تعاش، لأن طموحي كان أكبر من سني، وهذا ما دفعني إلى بذل قصارى جهدي لنيل أعلى الدرجات والمراتب التي تؤهلني لاقتحام أي مجال بثقة وجدارة.
عند انتهاء شوط ومع بداية شوط جديد، تختلف الأحلام.. تتبدل، تأخذ مسارات أخرى وأبعاد غير تلك التي نسجتها المخيلة من قبل، هكذا كبرت أحلامي ونضجت وصار لطموحي جموح أطلقت لجامه فسار بي حيثما شئت.
لم أخذل أحدا أشاد بموهبتي ذات يوم، بل سموت بها وارتقيت.. حفرت اسمي بصبر وأناة بين الأسماء البارزة في مجالي الرسم والنحت، اشتركت بمسابقات عدة.. حصدت جوائز عدة.. سافرت إلى بلدان شتى، ويوما ما ضحكت.. ضحكت بنشوة، لأنني أدركت المعـنى الذي كـنت ألهث وراءه، فها أنا أقـفز من نجاح إلى نجاح، أضيف يوما بعـد يوم قيمة جديدة لذات صنعـتها بجـد وكـفـاح، حـتى صارت مـبعـث فخر لي ومحـط أنظار الجميع، وهذا ماكـنت أسعى اليه.
الحب وهم جميل سرعان ما نلقي بأنفسنا بين جدرانه دون قيد منا أو شرط، وأنا ما اكتفيت بذلك بل كبلت نفسي لئلا أهرب منه قبل أن يفعل هو ذلك.
يبدو الأمر ممتعا للوهلة الأولى وأنت تحاول فـك رموز شخـص ما، لكن غالبا ما تتحول المتعـة إلى كابوس مزعج حين تجد نفسك عاجزا عن اجتياح ذلك الشخص، وأنه استطاع بمكر ودهاء أن يغلق بوجهك أصغر الثقوب الني تمكنك من اختراق ذاته وفـك شفراته، وستزداد غيظا حـين تعلم بأنه يفعـل ذلك عـن وعي منه واقـتدار، وانه لن يسمح لك بالاقتراب من حدود تفكيره إلا إذا أراد هو ذلك.
حاولت مرارا أن أحطم الحاجز الذي يحول بيني وبين النفاذ إلى أعماقه لاكتشاف ما يخفيه خلف الوداعة وبرودة الأعصاب دون أن أفلح، لأن الحوار معه أشبه بحبل مهترئ يستحيل معه الوصول إلى غاية، وما أوصلني معه يوما إلى اتفاق.
الطيور على أشكالها تقع، لا والله لم يكن كذلك، فلقد ارتبطت في الماضي أكثر من مرة، وأقمت علاقات غير مرة، لكنّي لم أقع على طير كشاكلتي . لذا كرست حياتي لخدمة ذاتي، فالعثور على عقل يفهمك أصعب من الحصول على قلب يهواك، وبرغم زعمي بأنني خبرت الناس والحياة، إلا أني غرزت نفسي في بؤرة الفشل من جديد، لأن محتويات رأسينا لم تتوافق يوما قط، ولم يحدث أن توحدت معه إلا في غرفة النوم.. وحالما أضع قدمي خارج السرير يعاودني الشعور بعدم الرضا والاستياء من وضع ليس بمقدرتي الاستمرار فيه.
لم تقتصر المسألة على مجرد الاختلاف في الرأي أو في وجهات النظر، بل تجاوزت ذلك بكثير، إنها مسألة حياة زاخرة بالعطاء الروحي والوجداني إزاء مجتمع بأكمله، أنا واحدة ممن يجسدون وعيه الإنساني بكل تناقضاته، أعبّر عن المرحلة التي يعيشها بكل جوارحي.
انتصارات.. انكسارات.. تحديات.. هزائم، من أجل ذلك خلقت ولأجل ذلك أعيش، لا يمكنني أن أكون مجرد عابر سبيل في حياة حافلة بالمتغيرات، ولا يمكنني التخلي عن اسمي ودوري في ركب الحياة، لأكون مجرد مكوك يدور في حلقة مفرغة، لا يليق بي أن أصبح مجرد امرأة لا تتقن سوى لعبة الحب، لا يمكن أن تكون هذه هي نهاية المطاف.
ظللت أتحين الفرص، أتربص به ويتربص بي، وذات ليلة لا أعرف تسلسلها بين الليالي، تملكتني رغبة في اقتناص لحظة ظننت أنها ستحقق لي نجاحا ليس له نظير، وفي الواقع لا أعرف من منا الذي اقتنصها لصالحه هو أم أنا.
بدا مسرورا.. حانيا.. متلهفا لمعرفة السبب الذي أطفأ بريق ابتسامتي، تهيأت للرد.. تريثت قليلا، ثم نويت مواجهته ومكاشفته بما تجيش به روحي.
ـ أنت تتجاهل معاناتي، أم أنك لا تشعر بها من الأساس؟
ـ أية معاناة هذه؟ وعن أي شيء تتحدثين؟
ـ أنت تعلم بأني هجرت العالم كله من أجلك ، وتعلم أيضا أني تخليت عن الناس أجمع لا لشيء سوى أنك أردت ذلك، لقد أطعتك دونما اعتراض، احتملت عزلتي وصبرت عليها من أجل إرضائك ،تمهلت كثيرا في اختيار التوقيت المناسب للعودة إلى عملي ظنا مني بأنك ستبادر بذلك، لكنك لم تفعل، والآن لابد أن أعود إلى العمل بل إلى الحياة.
ـ وهل ينقصك شيء. أي شيء؟!
ـ ماذا تقصد؟
ـ هل أهملت طلباتك أو عجزت عن توفير احتياجاتك حتى تفكري بالعمل؟
ـ لا.. ولكن…..
ـ ما الداعي إذن لطرح هذا الموضوع الآن ؟
ـ هل تظن بأني كنت أعمل طوال تلك السنوات من أجل تلبية احتياجات ما وحسب؟
أنت مخطئ إذن، لأن عملي هو جزء مني، بدونه أشعر بأني كيان ناقص، كما أنه يمنحني الثقة والسعادة والاكتمال.
ـ اسمعيني جيدا واستوعبي ما أقول، لأني لن أكرر ما سأقوله الآن. المرأة كيان ضعيف يستمد قوّته من الرجل، ولا كيان لامرأة إلا في ظل كيان زوجها.
ـ هذه وجهة نظرك أنت، أما أنا فلا أشعر بأني كيان هزيل أو ظل لكيان آخر، من أجل هذا أريد العودة إلى عملي.
ـ كفي عن هذا الجدال لأنه يستفزني ويثير غضبي.
ـ لِمَ الغضب، أنت لم تطرح هذا الأمر منذ البداية فلماذا تفرضه عليّ الآن؟
ـ قلت لك كفى، إياك أن تطرحي هذا الموضوع مجددا.
ماذا يظنني، امرأة من عصر الحريم؟ أم ظن أنني لست إلا جارية ابتاعها بثمن بخس من سوق النخاسين في زمن علي بابا!
كان يجدر بي أن أضع له شروطا منذ البداية، وأن أضعه في اختبارات أيضا، لكني لم أفعل وانجرفت معه في تيار عاطفي ساذج حتى أصل إلى ما أنا عليه الآن.
ها أنا ذا أعتلي صهوة خيبتي، أتجرع المرارة التي أعقبت قراره الحاسم بمنعي من العمل، الغريب أنه اتخذ القرار نيابة عني ودون الرجوع إلي، وكأن الأمر لا يعنيني، ماذا ينبغي علي أن أفعل؟ وكيف يتسنى لي العيش في ظل رجل لا يفقه عن المرأة شيئا ولا يعنيه منها غير ذلك الجزء الذي يستوعب شهواته، أية حياة هذه التي تستحق أن أعيشها مقتصرا عملي على إنجاز مهام منزلية لم أكن يوما بارعة فيها، لا يمكنني أن أتخيل نفسي بلا ألوان، دون أفكار تتراقص في الرأس ثم تقفز منه برشاقة لتتلقفها ريشتي الحرة، وتجسدها في لوحة أنضم إليها، لنشكل معا كيانا متكاملا يستمر مع استمرار عملي فيها.
لا أفهم سر التأرجح بين الرفض أو القبول بوضع لا يتواءم مع طموحاتي ومع طبيعتي المحبة للعمل والاستقلال، لا أعرف لغز الصمت الذي يشل لساني كلما نويت التمرد على قراراته التي أسقطت الطمأنينة في بحر من الخوف وانعدام الرجاء.
قرأت في كتاب أهداني إياه أحد الأصدقاء عن تجربة أجراها بعض علماء النفس على أحد الكلاب.
وُضِعَ الكلب في قفص مغلق ثم تم التعامل معه ومراقبته عن بعد، قام أحدهم بتمرير تيار كهربائي في أحد جوانب القفص، فصعق الكلب حال اصطدامه به، فما كان منه إلا تجنب ذلك الجانب والنأي عنه تماما، ثم مُرّر التيار ذاته في الجانب الآخر من القفص، فتحاشاه أيضا، وهكذا ظل التيار يمتد إلى أن شمل جوانب القفص جميعها.
عندما أدرك الكلب مكامن الخطر ابتعد عن مسبباته، وجلس في وسط المكان بلا حراك، حينئذ امتد التيار إلى الأرضية أيضا، فماذا يفعل ذلك الكائن المسكين في مثل هذه الحالة؟
صدرت عن الكلب حينها بضع أنّات وبدت عليه علامات استياء من الوضع الذي وجد نفسه فيه، لكنه استكان في النهاية دون أن يصدر عنه أي رد فعل.
من المثير للدهشة والجدل أيضا، أن الكلب ظل ساكنا ولم يحاول الفرار رغم أن باب القفص قد أصبح مفتوحا على مصراعيه، ماذا يعني هذا؟
“هل تعود الكلب على الألم حتى أنه لم يعد يبالي به.. أم ماذا؟”
تبدّد الصبر.. تمدّد الألم.. امتد.. انفلت من الحواس ليستقر في لب الروح، ما أقسى ألم الروح.
ماذا دهاني.. أ تراني أحببته رغم ما به من علات؟ هل صرت عبدة لمتعة لا تدوم إلا للحظات؟ هل أرهقني مشوار حياتي فألقيت عليه أعبائي مثلما تفعل معظم النساء؟ وهل أنتمي أنا إلى هذا النوع من النساء؟
لماذا أرتضي الذل والهوان وأنا أتلقى الشتائم والإهانات التي يقذفها في وجهي لأتفه الأسباب؟ لماذا لا أواجهه بخياناته التي لا تحتاج إلى فراسة لتكتشفها أية امرأة مهما كانت حمقاء؟ لماذا أجنح إلى الاستسلام والصمود إزاء قسوته التي يصبها على جسدي الذي ما يزال يحمل آثارها إلى الآن؟
لم يقدم على استرضائي، ولم أحاول استفزازه، طلبت منه برجاء أن يحضر لي أدوات الرسم وبضعة أمتار من القماش المخصص لذلك ثم أردفت:
ـ يمكنني ممارسة الرسم كهاوية على الأقل، لأقتل الضجر والفراغ قبل أن يقتلاني.
اضطرب.. ثار، ثم رمى غضبه في وجهي:
ـ أنت تصرّين على استفزازي، ليكن في معلومك إذن، أني لن أسمح لك بالرسم ما حييت.
ـ لماذا؟
ـ حرام.. الرسم حرام.
ـ حرام!
ـ نعم حرام، لأن الشياطين تتجسد في الهياكل المرسومة.
ـ لم أسمع بهذا من قبل، كما أني قضيت معظم حياتي في الرسم ولم يخرج شيطان واحد من بين لوحاتي.
ـ كفي عن هذا الهراء ودعينا نعيش بسلام.
ـ أي سلام هذا وأية حرب شيطانية ستندلع إذا ما رسمت؟
ـ قلت لك كفى.
كففت عن مجادلته وركنت إلى الصمت، ثم رحت أفكر في الكلمات التي قالها والمغزى الذي يقف وراءها، لا أعرف ما لذي يدفعه لتبني هذه الخرافات، وإن كان هنالك من يؤمن بها، أعني بذلك أولئك المتطرفين في إيمانهم، أما هو فليس له مبرر لأن طبيعة عمله تدفعه للتحالف مع الشيطان إذا ما لزم الأمر، فما شأنه هو بالحلال أو الحرام!
بلغت ذروة الغضب، فقد زاد الأمر عن حده، وتحتم علي أن أعيد حساباتي، وأن أعيد النظر في ارتباط لم يجلب لي إلا التعاسة، وقبل أن أعتزم اتخاذ أي قرار غيّر أسلوبه معي واستبدل القسوة بالمودة، ثم راح يستدرجني للحديث عن الماضي.. عن الذكريات، فتهيأت للسعادة.
وبدأت أتحدث عن إنجازاتي وعن الشهادات والأوسمة التي حصلت عليها، وفجأة فقد الحديث سياقه، اذ راح يمزق كلماتي بأنياب السخرية، ثم دعاني للإنصات إلى حديث بدا مستأنساً أول الأمر.
ـ حين قررت الارتباط بك وضعت نصب عيني هدفا واحدا فقط،، هو الاحتفاظ بك إلى ما لا نهاية، وهذا يعني أني لا أنوي التفريط بك أو الانفصال عنك إلا في حالة واحدة لا غير، هي موتي أو موتك.
أعرف أنك سئمت العيش على النحو الذي أفرضه عليك، لكن ليس أمامك سوى التعايش مع هذا الوضع، لأن رفضك له سوف يسبب لك متاعبا أنت في غنى عنها، وحتى أثبت لك حرصي على إسعادك، جلبت لك بعض الكتب لتسليك وتبدد الفراغ الذي تعانين منه.
حملت الكتب عناوينا مختلفة، لكنها تنبع من رافد واحد، وتصب أيضا فيه، أما فحواها فهي حث النفس على تقبل الآخر بحسناته وسيئاته دون مطالبته بإلغاء أفكاره أو تغيير طباعه، لأن ذلك ليس بالأمر اليسير، وربما يؤدي إلى رد فعل عنيف.
“اذا كان الأمر كذلك، فلماذا يسعى لتغيير حياتي وقلبها رأسا على عقب؟!”
قرأت بعض الكتب أكثر من مرة كي أفهم مغزاها، كان معظمها بمثابة ترويض للنفس ومساعدتها على التعايش مع واقع ما، مهما كان هذا الواقع غريبا أو غير محتمل.
استخلصت مما قرأته حقيقة واحدة وهي ترويضي، لكن مهلا.. يريد أن يروضني على ماذا؟ على الضرب والإهانة.. على العزلة والحبس بين أربعة جدران، أم على طي أهم صفحة من صفحات حياتي؟
الحمقى فقط.. وحدهم الحمقى هم الذين يروَّضون، وأنا أشد سذاجة من فأر قذفوه في متاهة فهلك وهو يبحث عن وسيلة للحياة. كثيرا ما شعرت بأنني ذلك الكلب الذي تحمّل آلامه وتآلف مع واقعه المرير، فهل سأرضخ للواقع نفسه؟ أيستحق كيان.. أي كيان أن تطيح بذاتك من أجله لتقف عاريا من الداخل متسترا بجسد أجوف لا يملك إلا الانصياع لأوامر ذلك الكيان.
يبدو أنه قد نجح في أن يجعلني ظلا انثويا له، لأنني لم أناقشه في شيء، ولم ألمّح إلى الكتب التي جلبها لي أو أعترض على ما ورد فيها.
البكاء محض حالة وقتية يلجأ إليها المرء لتسريب انفعالات قد تتلاشى بعد لحظات، لكن الرقص على الأطلال.. أية أطلال، هو بحد ذاته متعة، وما استمتعت يوما أكثر من استمتاعي وأنا أرقص على أطلال نفسي التي دفعتها ثمنا لتجربة أنا الخاسرة الوحيدة فيها.
ما زلت أبحث عن نفسي دون جدوى، لكنني سأحاول استردادها، فالأمر يسير للغاية، إنها مجرد خطوة.. خطوة وحسب، بإمكانها أن تعيد إلي نفسي وترجعني إلى العالم الذي جئت منه ،ذلك العالم الرحب الذي يتسع لفرحي ولجنون موهبتي.
فتحت الباب.. كان نهارا مشرقا.. أشاع البهجة في قلبي وأضاء عتمة نفسي، تنفست بعمق، الله.. ما أجمل طعم الحرية.
خرجت إلى الشارع .. تحركت ببطء .. كنت أخشى أن يلمحني.. تلفت حولي.. غذذت السير ثم عدوت بزهو أسير تحرر من وثاقه للتو .
في المساء كنت أعد عشاء شهيا لي ولجلادي، وأنا أردد جملة استخرجتها من خزائن ذاكرتي.
“إذا أراد شخص ما اغتصابك ولم تستطع مقاومته، حاول الاستمتاع “.
فلأستمتع إذن ما دمت قد عجزت عن مغادرة القفص رغم أن الأبواب كلها مشرعة أمامي.
sadazakera.wordpress.com
لا جدوى من البحث.. لا بحث.. لا جدوى، قوافل دموعي اختلطت برماد نفسي، فهل يتمخض عن هذا المزيج إلا الألم؟
أمام المرآة أقف.. أحاور هيكلا بت أستنكره، هل أنا وهمٌ يبحث عن حقيقة؟ أم أنني محض دمية ورقية صنعها بهلوان محترف يجيد الإمساك بخيوط أكاذيبه؟!
لا كهنة بابل ولا آشور أو فرعون كانوا ليتنبؤوا بزلزال طمر تاريخي كله، أضغاث أحلامي بريئة من المصير الذي آلت إليه نفسي، وأنا.. أنا وبرغم ضآلتي بريئة من ضعف قادني إلى الاستسلام فخضعت لعملية تمت بنجاح دون مشرط.
في سباق مع الزمن وعبر رحلة البحث عن الذات أضعت من عمري سنوات نضرة، لم يطأ قلبي خلالها حب رجـل، وعـندما هممت بطرق أبواب الخريف راغـمة، داعـب رأسي هوس أهـوج ظننتني أعـرفه، بل أعرفه، إنه شوق عـتيق لضجيج المشاعـر، لنبض في القـلب لطالما أرقـني غيابه، ولحظة اقتراب عيد مولدي، لاح في أفقي بدر هوى كما الشهاب ليشعل نارا التهمت حبي لذاتي وبرودة مشاعري.
منذ طفولتي وأنا أسعى خلف حلم لا أدرك معناه، كنت متوهجة، أمتلك عنفوان النسور، يحدوني الأمل في استثمار طاقتي على نحو يرضي الصوت الذي يصدح في الأعماق، يحثني على المضي قدما لتحقيق أهداف لطالما حلمت بها بوعي مني أو بغير ما وعي.
لم أعش الطفولة كما ينبغي لها أن تعاش، لأن طموحي كان أكبر من سني، وهذا ما دفعني إلى بذل قصارى جهدي لنيل أعلى الدرجات والمراتب التي تؤهلني لاقتحام أي مجال بثقة وجدارة.
عند انتهاء شوط ومع بداية شوط جديد، تختلف الأحلام.. تتبدل، تأخذ مسارات أخرى وأبعاد غير تلك التي نسجتها المخيلة من قبل، هكذا كبرت أحلامي ونضجت وصار لطموحي جموح أطلقت لجامه فسار بي حيثما شئت.
لم أخذل أحدا أشاد بموهبتي ذات يوم، بل سموت بها وارتقيت.. حفرت اسمي بصبر وأناة بين الأسماء البارزة في مجالي الرسم والنحت، اشتركت بمسابقات عدة.. حصدت جوائز عدة.. سافرت إلى بلدان شتى، ويوما ما ضحكت.. ضحكت بنشوة، لأنني أدركت المعـنى الذي كـنت ألهث وراءه، فها أنا أقـفز من نجاح إلى نجاح، أضيف يوما بعـد يوم قيمة جديدة لذات صنعـتها بجـد وكـفـاح، حـتى صارت مـبعـث فخر لي ومحـط أنظار الجميع، وهذا ماكـنت أسعى اليه.
الحب وهم جميل سرعان ما نلقي بأنفسنا بين جدرانه دون قيد منا أو شرط، وأنا ما اكتفيت بذلك بل كبلت نفسي لئلا أهرب منه قبل أن يفعل هو ذلك.
يبدو الأمر ممتعا للوهلة الأولى وأنت تحاول فـك رموز شخـص ما، لكن غالبا ما تتحول المتعـة إلى كابوس مزعج حين تجد نفسك عاجزا عن اجتياح ذلك الشخص، وأنه استطاع بمكر ودهاء أن يغلق بوجهك أصغر الثقوب الني تمكنك من اختراق ذاته وفـك شفراته، وستزداد غيظا حـين تعلم بأنه يفعـل ذلك عـن وعي منه واقـتدار، وانه لن يسمح لك بالاقتراب من حدود تفكيره إلا إذا أراد هو ذلك.
حاولت مرارا أن أحطم الحاجز الذي يحول بيني وبين النفاذ إلى أعماقه لاكتشاف ما يخفيه خلف الوداعة وبرودة الأعصاب دون أن أفلح، لأن الحوار معه أشبه بحبل مهترئ يستحيل معه الوصول إلى غاية، وما أوصلني معه يوما إلى اتفاق.
الطيور على أشكالها تقع، لا والله لم يكن كذلك، فلقد ارتبطت في الماضي أكثر من مرة، وأقمت علاقات غير مرة، لكنّي لم أقع على طير كشاكلتي . لذا كرست حياتي لخدمة ذاتي، فالعثور على عقل يفهمك أصعب من الحصول على قلب يهواك، وبرغم زعمي بأنني خبرت الناس والحياة، إلا أني غرزت نفسي في بؤرة الفشل من جديد، لأن محتويات رأسينا لم تتوافق يوما قط، ولم يحدث أن توحدت معه إلا في غرفة النوم.. وحالما أضع قدمي خارج السرير يعاودني الشعور بعدم الرضا والاستياء من وضع ليس بمقدرتي الاستمرار فيه.
لم تقتصر المسألة على مجرد الاختلاف في الرأي أو في وجهات النظر، بل تجاوزت ذلك بكثير، إنها مسألة حياة زاخرة بالعطاء الروحي والوجداني إزاء مجتمع بأكمله، أنا واحدة ممن يجسدون وعيه الإنساني بكل تناقضاته، أعبّر عن المرحلة التي يعيشها بكل جوارحي.
انتصارات.. انكسارات.. تحديات.. هزائم، من أجل ذلك خلقت ولأجل ذلك أعيش، لا يمكنني أن أكون مجرد عابر سبيل في حياة حافلة بالمتغيرات، ولا يمكنني التخلي عن اسمي ودوري في ركب الحياة، لأكون مجرد مكوك يدور في حلقة مفرغة، لا يليق بي أن أصبح مجرد امرأة لا تتقن سوى لعبة الحب، لا يمكن أن تكون هذه هي نهاية المطاف.
ظللت أتحين الفرص، أتربص به ويتربص بي، وذات ليلة لا أعرف تسلسلها بين الليالي، تملكتني رغبة في اقتناص لحظة ظننت أنها ستحقق لي نجاحا ليس له نظير، وفي الواقع لا أعرف من منا الذي اقتنصها لصالحه هو أم أنا.
بدا مسرورا.. حانيا.. متلهفا لمعرفة السبب الذي أطفأ بريق ابتسامتي، تهيأت للرد.. تريثت قليلا، ثم نويت مواجهته ومكاشفته بما تجيش به روحي.
ـ أنت تتجاهل معاناتي، أم أنك لا تشعر بها من الأساس؟
ـ أية معاناة هذه؟ وعن أي شيء تتحدثين؟
ـ أنت تعلم بأني هجرت العالم كله من أجلك ، وتعلم أيضا أني تخليت عن الناس أجمع لا لشيء سوى أنك أردت ذلك، لقد أطعتك دونما اعتراض، احتملت عزلتي وصبرت عليها من أجل إرضائك ،تمهلت كثيرا في اختيار التوقيت المناسب للعودة إلى عملي ظنا مني بأنك ستبادر بذلك، لكنك لم تفعل، والآن لابد أن أعود إلى العمل بل إلى الحياة.
ـ وهل ينقصك شيء. أي شيء؟!
ـ ماذا تقصد؟
ـ هل أهملت طلباتك أو عجزت عن توفير احتياجاتك حتى تفكري بالعمل؟
ـ لا.. ولكن…..
ـ ما الداعي إذن لطرح هذا الموضوع الآن ؟
ـ هل تظن بأني كنت أعمل طوال تلك السنوات من أجل تلبية احتياجات ما وحسب؟
أنت مخطئ إذن، لأن عملي هو جزء مني، بدونه أشعر بأني كيان ناقص، كما أنه يمنحني الثقة والسعادة والاكتمال.
ـ اسمعيني جيدا واستوعبي ما أقول، لأني لن أكرر ما سأقوله الآن. المرأة كيان ضعيف يستمد قوّته من الرجل، ولا كيان لامرأة إلا في ظل كيان زوجها.
ـ هذه وجهة نظرك أنت، أما أنا فلا أشعر بأني كيان هزيل أو ظل لكيان آخر، من أجل هذا أريد العودة إلى عملي.
ـ كفي عن هذا الجدال لأنه يستفزني ويثير غضبي.
ـ لِمَ الغضب، أنت لم تطرح هذا الأمر منذ البداية فلماذا تفرضه عليّ الآن؟
ـ قلت لك كفى، إياك أن تطرحي هذا الموضوع مجددا.
ماذا يظنني، امرأة من عصر الحريم؟ أم ظن أنني لست إلا جارية ابتاعها بثمن بخس من سوق النخاسين في زمن علي بابا!
كان يجدر بي أن أضع له شروطا منذ البداية، وأن أضعه في اختبارات أيضا، لكني لم أفعل وانجرفت معه في تيار عاطفي ساذج حتى أصل إلى ما أنا عليه الآن.
ها أنا ذا أعتلي صهوة خيبتي، أتجرع المرارة التي أعقبت قراره الحاسم بمنعي من العمل، الغريب أنه اتخذ القرار نيابة عني ودون الرجوع إلي، وكأن الأمر لا يعنيني، ماذا ينبغي علي أن أفعل؟ وكيف يتسنى لي العيش في ظل رجل لا يفقه عن المرأة شيئا ولا يعنيه منها غير ذلك الجزء الذي يستوعب شهواته، أية حياة هذه التي تستحق أن أعيشها مقتصرا عملي على إنجاز مهام منزلية لم أكن يوما بارعة فيها، لا يمكنني أن أتخيل نفسي بلا ألوان، دون أفكار تتراقص في الرأس ثم تقفز منه برشاقة لتتلقفها ريشتي الحرة، وتجسدها في لوحة أنضم إليها، لنشكل معا كيانا متكاملا يستمر مع استمرار عملي فيها.
لا أفهم سر التأرجح بين الرفض أو القبول بوضع لا يتواءم مع طموحاتي ومع طبيعتي المحبة للعمل والاستقلال، لا أعرف لغز الصمت الذي يشل لساني كلما نويت التمرد على قراراته التي أسقطت الطمأنينة في بحر من الخوف وانعدام الرجاء.
قرأت في كتاب أهداني إياه أحد الأصدقاء عن تجربة أجراها بعض علماء النفس على أحد الكلاب.
وُضِعَ الكلب في قفص مغلق ثم تم التعامل معه ومراقبته عن بعد، قام أحدهم بتمرير تيار كهربائي في أحد جوانب القفص، فصعق الكلب حال اصطدامه به، فما كان منه إلا تجنب ذلك الجانب والنأي عنه تماما، ثم مُرّر التيار ذاته في الجانب الآخر من القفص، فتحاشاه أيضا، وهكذا ظل التيار يمتد إلى أن شمل جوانب القفص جميعها.
عندما أدرك الكلب مكامن الخطر ابتعد عن مسبباته، وجلس في وسط المكان بلا حراك، حينئذ امتد التيار إلى الأرضية أيضا، فماذا يفعل ذلك الكائن المسكين في مثل هذه الحالة؟
صدرت عن الكلب حينها بضع أنّات وبدت عليه علامات استياء من الوضع الذي وجد نفسه فيه، لكنه استكان في النهاية دون أن يصدر عنه أي رد فعل.
من المثير للدهشة والجدل أيضا، أن الكلب ظل ساكنا ولم يحاول الفرار رغم أن باب القفص قد أصبح مفتوحا على مصراعيه، ماذا يعني هذا؟
“هل تعود الكلب على الألم حتى أنه لم يعد يبالي به.. أم ماذا؟”
تبدّد الصبر.. تمدّد الألم.. امتد.. انفلت من الحواس ليستقر في لب الروح، ما أقسى ألم الروح.
ماذا دهاني.. أ تراني أحببته رغم ما به من علات؟ هل صرت عبدة لمتعة لا تدوم إلا للحظات؟ هل أرهقني مشوار حياتي فألقيت عليه أعبائي مثلما تفعل معظم النساء؟ وهل أنتمي أنا إلى هذا النوع من النساء؟
لماذا أرتضي الذل والهوان وأنا أتلقى الشتائم والإهانات التي يقذفها في وجهي لأتفه الأسباب؟ لماذا لا أواجهه بخياناته التي لا تحتاج إلى فراسة لتكتشفها أية امرأة مهما كانت حمقاء؟ لماذا أجنح إلى الاستسلام والصمود إزاء قسوته التي يصبها على جسدي الذي ما يزال يحمل آثارها إلى الآن؟
لم يقدم على استرضائي، ولم أحاول استفزازه، طلبت منه برجاء أن يحضر لي أدوات الرسم وبضعة أمتار من القماش المخصص لذلك ثم أردفت:
ـ يمكنني ممارسة الرسم كهاوية على الأقل، لأقتل الضجر والفراغ قبل أن يقتلاني.
اضطرب.. ثار، ثم رمى غضبه في وجهي:
ـ أنت تصرّين على استفزازي، ليكن في معلومك إذن، أني لن أسمح لك بالرسم ما حييت.
ـ لماذا؟
ـ حرام.. الرسم حرام.
ـ حرام!
ـ نعم حرام، لأن الشياطين تتجسد في الهياكل المرسومة.
ـ لم أسمع بهذا من قبل، كما أني قضيت معظم حياتي في الرسم ولم يخرج شيطان واحد من بين لوحاتي.
ـ كفي عن هذا الهراء ودعينا نعيش بسلام.
ـ أي سلام هذا وأية حرب شيطانية ستندلع إذا ما رسمت؟
ـ قلت لك كفى.
كففت عن مجادلته وركنت إلى الصمت، ثم رحت أفكر في الكلمات التي قالها والمغزى الذي يقف وراءها، لا أعرف ما لذي يدفعه لتبني هذه الخرافات، وإن كان هنالك من يؤمن بها، أعني بذلك أولئك المتطرفين في إيمانهم، أما هو فليس له مبرر لأن طبيعة عمله تدفعه للتحالف مع الشيطان إذا ما لزم الأمر، فما شأنه هو بالحلال أو الحرام!
بلغت ذروة الغضب، فقد زاد الأمر عن حده، وتحتم علي أن أعيد حساباتي، وأن أعيد النظر في ارتباط لم يجلب لي إلا التعاسة، وقبل أن أعتزم اتخاذ أي قرار غيّر أسلوبه معي واستبدل القسوة بالمودة، ثم راح يستدرجني للحديث عن الماضي.. عن الذكريات، فتهيأت للسعادة.
وبدأت أتحدث عن إنجازاتي وعن الشهادات والأوسمة التي حصلت عليها، وفجأة فقد الحديث سياقه، اذ راح يمزق كلماتي بأنياب السخرية، ثم دعاني للإنصات إلى حديث بدا مستأنساً أول الأمر.
ـ حين قررت الارتباط بك وضعت نصب عيني هدفا واحدا فقط،، هو الاحتفاظ بك إلى ما لا نهاية، وهذا يعني أني لا أنوي التفريط بك أو الانفصال عنك إلا في حالة واحدة لا غير، هي موتي أو موتك.
أعرف أنك سئمت العيش على النحو الذي أفرضه عليك، لكن ليس أمامك سوى التعايش مع هذا الوضع، لأن رفضك له سوف يسبب لك متاعبا أنت في غنى عنها، وحتى أثبت لك حرصي على إسعادك، جلبت لك بعض الكتب لتسليك وتبدد الفراغ الذي تعانين منه.
حملت الكتب عناوينا مختلفة، لكنها تنبع من رافد واحد، وتصب أيضا فيه، أما فحواها فهي حث النفس على تقبل الآخر بحسناته وسيئاته دون مطالبته بإلغاء أفكاره أو تغيير طباعه، لأن ذلك ليس بالأمر اليسير، وربما يؤدي إلى رد فعل عنيف.
“اذا كان الأمر كذلك، فلماذا يسعى لتغيير حياتي وقلبها رأسا على عقب؟!”
قرأت بعض الكتب أكثر من مرة كي أفهم مغزاها، كان معظمها بمثابة ترويض للنفس ومساعدتها على التعايش مع واقع ما، مهما كان هذا الواقع غريبا أو غير محتمل.
استخلصت مما قرأته حقيقة واحدة وهي ترويضي، لكن مهلا.. يريد أن يروضني على ماذا؟ على الضرب والإهانة.. على العزلة والحبس بين أربعة جدران، أم على طي أهم صفحة من صفحات حياتي؟
الحمقى فقط.. وحدهم الحمقى هم الذين يروَّضون، وأنا أشد سذاجة من فأر قذفوه في متاهة فهلك وهو يبحث عن وسيلة للحياة. كثيرا ما شعرت بأنني ذلك الكلب الذي تحمّل آلامه وتآلف مع واقعه المرير، فهل سأرضخ للواقع نفسه؟ أيستحق كيان.. أي كيان أن تطيح بذاتك من أجله لتقف عاريا من الداخل متسترا بجسد أجوف لا يملك إلا الانصياع لأوامر ذلك الكيان.
يبدو أنه قد نجح في أن يجعلني ظلا انثويا له، لأنني لم أناقشه في شيء، ولم ألمّح إلى الكتب التي جلبها لي أو أعترض على ما ورد فيها.
البكاء محض حالة وقتية يلجأ إليها المرء لتسريب انفعالات قد تتلاشى بعد لحظات، لكن الرقص على الأطلال.. أية أطلال، هو بحد ذاته متعة، وما استمتعت يوما أكثر من استمتاعي وأنا أرقص على أطلال نفسي التي دفعتها ثمنا لتجربة أنا الخاسرة الوحيدة فيها.
ما زلت أبحث عن نفسي دون جدوى، لكنني سأحاول استردادها، فالأمر يسير للغاية، إنها مجرد خطوة.. خطوة وحسب، بإمكانها أن تعيد إلي نفسي وترجعني إلى العالم الذي جئت منه ،ذلك العالم الرحب الذي يتسع لفرحي ولجنون موهبتي.
فتحت الباب.. كان نهارا مشرقا.. أشاع البهجة في قلبي وأضاء عتمة نفسي، تنفست بعمق، الله.. ما أجمل طعم الحرية.
خرجت إلى الشارع .. تحركت ببطء .. كنت أخشى أن يلمحني.. تلفت حولي.. غذذت السير ثم عدوت بزهو أسير تحرر من وثاقه للتو .
في المساء كنت أعد عشاء شهيا لي ولجلادي، وأنا أردد جملة استخرجتها من خزائن ذاكرتي.
“إذا أراد شخص ما اغتصابك ولم تستطع مقاومته، حاول الاستمتاع “.
فلأستمتع إذن ما دمت قد عجزت عن مغادرة القفص رغم أن الأبواب كلها مشرعة أمامي.
تلك أنا.. قصة قصيرة. بقلم: سولاف هلال
تلك أنا لا جدوى من البحث.. لا بحث.. لا جدوى، قوافل دموعي اختلطت برماد نفسي، فهل يتمخض عن هذا المزيج إلا الألم؟ أمام المرآة أقف.. أحاور هيكلا بت أستنكره، هل أنا وهمٌ يبحث عن حقيقة؟ أم أنني محض دمية…