لقد رأينا كيف أدان إفلاطون فكرة محاكاة الفنان للطبيعة، وكيف ربط بين ماهية العمل الفني بمقولة “الحقيقة” و”الجمال”. ومن المؤكد أن تحديد “الحقيقة” هو من أهم المواضيع الفلسفية، إن لم يكن الموضوع الوحيد. أما مقولة “الجمال” فإنها تصطدم بصعوبات لا حصر لها بخصوص ماهيتة ومصدره وأنواعه وطرق تجلياته إلخ، فالجمال يدرك بطرق مختلفة حسب الموضوع الذي يرتبط به، وكذلك حسب حساسية الذات ومثالها االجمالي وخلفيتها الثقافية والإجتماعية. فالجمال هو مفهوم تجريدي يرتبط بالعديد من جوانب الوجود الإنساني النفسية والأخلاقية والفكرية والتاريخية. يتم دراسة هذا المفهوم بشكل أساسي من خلال النظام الفلسفي لعلم الجمال l’esthétique، ولكن يتم تناوله جزئياً من قبل مجالات أخرى مثل التاريخ، علم الاجتماع، علم النفس، والأنتروبولوجيا. يُعرَّف الجمال على أنه “صفة” لشيء ما من خلال تجربة حسّية، أي من خلال الإدراك perception أو من خلال خبرة فكرية توفر إحساسًا بالمتعة واللذة أو الشعور بالرضا. بهذا المعنى، يأتي الجمال، على سبيل المثال، من تأمل المظاهر الخارجية للأشياء مثل الشكل واللون، الجانب المرئي، الحركة أو الصوت. ولكن التمييز بين ما هو جميل وما هو غير جميل يختلف من وقت لآخر ومن فرد لآخر ومن موقف لآخر. يبدو إذن، انه ليس هناك معيار عام يمكننا من القول بيقين إن هذا الشيء أو ذاك يتمتع بصفة الجمال عموما وبالنسبة لكل الناس، فلكل فرد مقاييسه الذاتية الخاصة.
بالنسبة لأفلاطون، فإنه من خلال الحب eros، يرغب الإنسان في الحصول على الأشياء الجميلة ويكتشف جمال العالم المحيط به، حيث يشير المصطلح اليوناني kalos – καλός، إلى فكرة الجمال والحسن، وإلى كل ما هو متناغم harmonieux، أي كل الأشياء التي لا ترتبط أجزاءها بطريقة قبيحة أو مزعجة للنظر أو السمع، والتي يرغب الإنسان الإستمتاع بها. الشيء الجميل هو أيضا الشيء الجيد، اللطيف الحسن والمفيد؛ الجمال إذا عند إفلاطون يتخذ صفة أخلاقية ويصبح شكلا من أشكال الخير، فيرتبط الجمال بالحقيقة والخير كقيمة من أعلى القيم الإنسانية. ويرى أن تأمل الجمال في ذاته، أي فكرة ومثال الجمال، متفوق على المتعة التي تثيرها لدينا الأشياء الجميلة الواقعية المتعينة. والجمال ليس مجرد صفة تتعلق بالأشياء المادية، ولكنه يمكن أن يؤهل القيمة الأخلاقية لروح الفرد الذي يحب أن يقوم بأعمال جميلة ويتأمل ألأشياء الجميلة، أي ما يمكن تسميته بالجمال الروحي. الجمال le Beau – kalon، بغض النظر عن تجلياته ومظاهره الحسية، يمثل خير تمثيل موضوع Ἔρως – l’éros. هذا الحب الذي حلله إفلاطون في محاورة المأدبة Le Banquet يحاول دائمًا الوصول إلى الخير والسعادة والمتعة بمختلف الطرق، إنطلاقا من الممارسات والطقوس الجنسية والعلاقات الجسدية وصولاً إلى النشاط الروحي الأسمى. فـديالكتيك التعالي يرفع الإنسان من حبِّ الجسد إلى حبِّ النفوس الجميلة، وأخيرًا إلى حبِّ العلم والحكمة. لأنه، وبسبب كونه رغبةً في الخلود وتطلعًا إلى الجمال في ذاته، يقودنا الحبُّ الأرضي إلى الحبِّ السماوي، وهذا هو معنى ما سمِّيَ فيما بعد بـالحب الأفلاطوني، الذي هو الحب الحقيقي في مذهبه الجمالي. الإيروس هو إذا سيرورة تعالي الروح الحسية إلى الروح العقلية المثالية، حب الأجساد الجميلة المتناسقة، يقود حتما إلى حب الحكمة وممارسة الفلسفة. ولكن إذا كان الجمال عقليا بطريقة لا تدع مجالا للشك، فإن الفنانين الذين يركزون على الواقعي والأرضي والحسي والمباشر، يجدون أنفسهم بالضرورة خارج أسوارالجمهورية الإفلاطونية المثالية لعدم قدرتهم للإرتفاع إلى مستوى الإنسجام والتناغم الذي يتطلبه التناسب الدقيق للعقل المعتدل الذي ينظم هذه الجمهورية. ولا يجب أن ننسى أن أفلاطون مثل أرسطو من بعده يربط بين الجمال والتناغم والكمال، رغم كون فكرة الجمال – كغاية وهدف تضاف عند أرسطو لفكرة الجمال – كسيرورة للكمال، فما هو جميل عند أرسطو ليس أمرا عرضيا، بل هو من أجل غاية محددة، وهي الوصول إلى الكمال. وهكذا فإذا كان أفلاطون يدين المحاكاة فإن أرسطو يبدو أنه يتقبلها، لأنه يرى الطبيعة كمثال للكمال، تتصرف بالشكل الذي يضفي الجمال على الأشياء. فقد اعتبر أرسطو بأن الفن في جوهره وأصله هو محاكاة للطبيعة من طرف الإنسان، وهذه المحاكاة هي طبيعة غريزية في الإنسان، وبواسطتها يستطيع الطفل مثلا أن يتعلم اللغة من خلال تقليده لما يصدر عن الكبار من كلمات وإشارات، كما يستطيع أن يتعلم القوانين الإجتماعية وكيفية التصرف مع بقية البشر، ولولاها لكان التعلم مستحيلا، والحياة الإجتماعية في غاية الصعوبة. فالنزعة إلى المحاكاة تولد مع الإنسان وتبدو كفطرة طبيعية، بها يكتسب بعض المعارف الأولية، وبها يصل إلى ممارسة الفنون. يقول أرسطو: ”يبدو أن الشعر نشأ عن سببين، كلاهما طبيعي، فالمحاكاة غريزية في الإنسان تظهر فيه منذ الطفولة، كما أن الناس يجدون لذة في المحاكاة، ويجدون لذة ومتعة في التعلم، ليس الفلاسفة وحدهم، بل وأيضا سائر الناس. فنحن نسر برؤية الصور لأ ننا نفيد من مشاهدتها علما ومعرفة ونستنبط ما تدل عليه، كأن نقول إن هذه الصورة صورة فلان”. ويرجع أرسطو نشأة الشعر إلى نزعة طبيعية أخرى في الإنسان، وهي ميله إلى اللحن والإيقاع الصوتي، باعتبارهما عنصرين جوهريين في الشعر. من هنا فالشعر نشأ عن المحاكاة كفطرة إنسانية من جهة، وعن ميل الإنسان الطبيعي إلى اللحن والإيقاع من جهة أخرى. ”لما كانت غريزة المحاكاة طبيعية فينا، شأنها شأن اللحن والإيقاع ، كان أكبر الناس حظا من هذه المواهب في البدء هم الذين تقدموا شيئا فشيئا وارتجلوا، ومن ارتجالهم ولد الشعر”. وعن هذين الميلين الفطريين نشأ في البداية الشعر الارتجالي الذي انقسم إلى شعر نقدي أو هجائي وشعر ملحمي، وعن الأول ظهرت الكوميديا، وعن الثاني ظهرت المأساة أو التراجيديا، ولهذا فإن الملهاة والمأساة تعتبران أعلى مراحل الشعر الكلاسيكي. غير أنه يجب أن نلاحظ أن مذهب أرسطو في الفن رغم أنه ينطلق من فكرة محاكاة الطبيعة، ولكنه بعيد عن فكرة المحاكاة الآلية أو الأتوماتيكية. حيث يرى ان من خصائص الفن قدرته على تحويل كل شيء في الطبيعة والحياة حتى البشاعة والقبح الى أشياء جميلة. فالبشاعة والقبح حين تعالج فنيا فإنها تنعكس انعكاسا كاملا وصحيحا تصبح عنصرا جماليا. ولكي يصبح الواقع جمالا ويتحول إلى عمل فني، لابد للفنان ان يستند خلال عملية الخلق الى “ما يمكن ان يكون عليه هذا الشيء، لا الى ما هو كائن بالفعل”، أي ضرورة أن يرى إمكانياته المستقبلية. ان فكرة محاكاة الطبيعة في مذهب ارسطو لا علاقة لها بالمذهب الطبيعي في الفن لانه لا يرى ضرورة تصوير الواقع كما هو في لحظة عملية الإبداع، بل ان يكون الفنان قادرا على تحديد المحتملات الممكنة للموضوع وإمكانيات تطوره، وفي نفس الوقت يرى ضرورة ان يبقى الفنان في حدود المحتملات هذه من دون الإبتعاد عنها كثيرا، لأن لذة ومتعة متلقي العمل الفني مرتبطة بمدى ما يكشف فيه من الصفات التي يعرفها في الموضوع الطبيعي قبل ان يكون موضوعا للفن، فاذا لم يكشف شيئا من تلك الصفات فقد الفن وظيفته. من الواضح إذا أن الفن في البداية لم يكن من أجل الفن ذاته، وإنما لغاية محددة، فهدف فنون المحاكاة هو تحقيق اللذة والمتعة للإنسان المتأمل للأعمال الفنية. وأرسطو يستخدم مفهوم اللذة بالمعنى الروحي وليس بالمعنى الحسي أو المادي، فهو يقصد تلك اللذة السامية التي تترتب عنها متعة جمالية مصدرها الإحساس والشعور وليس الجسد. غير أنه من المتفق عليه أن اللذة والمتعة وكل مصادر البهجة والإستمتاع والسرور والسعادة ليست حكرا على الفنون وحدها، فيمكن الحصول على هذه الأحاسيس والمشاعر من مشاهدة الطبيعة أو في علاقات الحب بين الناس أو من الأكل والشرب أو التمشي على شاطيء البحر في المساء. ولهذا السبب لم يتوقف أرسطو عند اللذة كتعريف وحيد لماهية العمل الفني، وأكتشف فكرة الكاثارسيس، أو الوظيقة التطهيرية للعمل الفني، وهذا ما سنعالجه في موضوع لاحق.
بالنسبة لأفلاطون، فإنه من خلال الحب eros، يرغب الإنسان في الحصول على الأشياء الجميلة ويكتشف جمال العالم المحيط به، حيث يشير المصطلح اليوناني kalos – καλός، إلى فكرة الجمال والحسن، وإلى كل ما هو متناغم harmonieux، أي كل الأشياء التي لا ترتبط أجزاءها بطريقة قبيحة أو مزعجة للنظر أو السمع، والتي يرغب الإنسان الإستمتاع بها. الشيء الجميل هو أيضا الشيء الجيد، اللطيف الحسن والمفيد؛ الجمال إذا عند إفلاطون يتخذ صفة أخلاقية ويصبح شكلا من أشكال الخير، فيرتبط الجمال بالحقيقة والخير كقيمة من أعلى القيم الإنسانية. ويرى أن تأمل الجمال في ذاته، أي فكرة ومثال الجمال، متفوق على المتعة التي تثيرها لدينا الأشياء الجميلة الواقعية المتعينة. والجمال ليس مجرد صفة تتعلق بالأشياء المادية، ولكنه يمكن أن يؤهل القيمة الأخلاقية لروح الفرد الذي يحب أن يقوم بأعمال جميلة ويتأمل ألأشياء الجميلة، أي ما يمكن تسميته بالجمال الروحي. الجمال le Beau – kalon، بغض النظر عن تجلياته ومظاهره الحسية، يمثل خير تمثيل موضوع Ἔρως – l’éros. هذا الحب الذي حلله إفلاطون في محاورة المأدبة Le Banquet يحاول دائمًا الوصول إلى الخير والسعادة والمتعة بمختلف الطرق، إنطلاقا من الممارسات والطقوس الجنسية والعلاقات الجسدية وصولاً إلى النشاط الروحي الأسمى. فـديالكتيك التعالي يرفع الإنسان من حبِّ الجسد إلى حبِّ النفوس الجميلة، وأخيرًا إلى حبِّ العلم والحكمة. لأنه، وبسبب كونه رغبةً في الخلود وتطلعًا إلى الجمال في ذاته، يقودنا الحبُّ الأرضي إلى الحبِّ السماوي، وهذا هو معنى ما سمِّيَ فيما بعد بـالحب الأفلاطوني، الذي هو الحب الحقيقي في مذهبه الجمالي. الإيروس هو إذا سيرورة تعالي الروح الحسية إلى الروح العقلية المثالية، حب الأجساد الجميلة المتناسقة، يقود حتما إلى حب الحكمة وممارسة الفلسفة. ولكن إذا كان الجمال عقليا بطريقة لا تدع مجالا للشك، فإن الفنانين الذين يركزون على الواقعي والأرضي والحسي والمباشر، يجدون أنفسهم بالضرورة خارج أسوارالجمهورية الإفلاطونية المثالية لعدم قدرتهم للإرتفاع إلى مستوى الإنسجام والتناغم الذي يتطلبه التناسب الدقيق للعقل المعتدل الذي ينظم هذه الجمهورية. ولا يجب أن ننسى أن أفلاطون مثل أرسطو من بعده يربط بين الجمال والتناغم والكمال، رغم كون فكرة الجمال – كغاية وهدف تضاف عند أرسطو لفكرة الجمال – كسيرورة للكمال، فما هو جميل عند أرسطو ليس أمرا عرضيا، بل هو من أجل غاية محددة، وهي الوصول إلى الكمال. وهكذا فإذا كان أفلاطون يدين المحاكاة فإن أرسطو يبدو أنه يتقبلها، لأنه يرى الطبيعة كمثال للكمال، تتصرف بالشكل الذي يضفي الجمال على الأشياء. فقد اعتبر أرسطو بأن الفن في جوهره وأصله هو محاكاة للطبيعة من طرف الإنسان، وهذه المحاكاة هي طبيعة غريزية في الإنسان، وبواسطتها يستطيع الطفل مثلا أن يتعلم اللغة من خلال تقليده لما يصدر عن الكبار من كلمات وإشارات، كما يستطيع أن يتعلم القوانين الإجتماعية وكيفية التصرف مع بقية البشر، ولولاها لكان التعلم مستحيلا، والحياة الإجتماعية في غاية الصعوبة. فالنزعة إلى المحاكاة تولد مع الإنسان وتبدو كفطرة طبيعية، بها يكتسب بعض المعارف الأولية، وبها يصل إلى ممارسة الفنون. يقول أرسطو: ”يبدو أن الشعر نشأ عن سببين، كلاهما طبيعي، فالمحاكاة غريزية في الإنسان تظهر فيه منذ الطفولة، كما أن الناس يجدون لذة في المحاكاة، ويجدون لذة ومتعة في التعلم، ليس الفلاسفة وحدهم، بل وأيضا سائر الناس. فنحن نسر برؤية الصور لأ ننا نفيد من مشاهدتها علما ومعرفة ونستنبط ما تدل عليه، كأن نقول إن هذه الصورة صورة فلان”. ويرجع أرسطو نشأة الشعر إلى نزعة طبيعية أخرى في الإنسان، وهي ميله إلى اللحن والإيقاع الصوتي، باعتبارهما عنصرين جوهريين في الشعر. من هنا فالشعر نشأ عن المحاكاة كفطرة إنسانية من جهة، وعن ميل الإنسان الطبيعي إلى اللحن والإيقاع من جهة أخرى. ”لما كانت غريزة المحاكاة طبيعية فينا، شأنها شأن اللحن والإيقاع ، كان أكبر الناس حظا من هذه المواهب في البدء هم الذين تقدموا شيئا فشيئا وارتجلوا، ومن ارتجالهم ولد الشعر”. وعن هذين الميلين الفطريين نشأ في البداية الشعر الارتجالي الذي انقسم إلى شعر نقدي أو هجائي وشعر ملحمي، وعن الأول ظهرت الكوميديا، وعن الثاني ظهرت المأساة أو التراجيديا، ولهذا فإن الملهاة والمأساة تعتبران أعلى مراحل الشعر الكلاسيكي. غير أنه يجب أن نلاحظ أن مذهب أرسطو في الفن رغم أنه ينطلق من فكرة محاكاة الطبيعة، ولكنه بعيد عن فكرة المحاكاة الآلية أو الأتوماتيكية. حيث يرى ان من خصائص الفن قدرته على تحويل كل شيء في الطبيعة والحياة حتى البشاعة والقبح الى أشياء جميلة. فالبشاعة والقبح حين تعالج فنيا فإنها تنعكس انعكاسا كاملا وصحيحا تصبح عنصرا جماليا. ولكي يصبح الواقع جمالا ويتحول إلى عمل فني، لابد للفنان ان يستند خلال عملية الخلق الى “ما يمكن ان يكون عليه هذا الشيء، لا الى ما هو كائن بالفعل”، أي ضرورة أن يرى إمكانياته المستقبلية. ان فكرة محاكاة الطبيعة في مذهب ارسطو لا علاقة لها بالمذهب الطبيعي في الفن لانه لا يرى ضرورة تصوير الواقع كما هو في لحظة عملية الإبداع، بل ان يكون الفنان قادرا على تحديد المحتملات الممكنة للموضوع وإمكانيات تطوره، وفي نفس الوقت يرى ضرورة ان يبقى الفنان في حدود المحتملات هذه من دون الإبتعاد عنها كثيرا، لأن لذة ومتعة متلقي العمل الفني مرتبطة بمدى ما يكشف فيه من الصفات التي يعرفها في الموضوع الطبيعي قبل ان يكون موضوعا للفن، فاذا لم يكشف شيئا من تلك الصفات فقد الفن وظيفته. من الواضح إذا أن الفن في البداية لم يكن من أجل الفن ذاته، وإنما لغاية محددة، فهدف فنون المحاكاة هو تحقيق اللذة والمتعة للإنسان المتأمل للأعمال الفنية. وأرسطو يستخدم مفهوم اللذة بالمعنى الروحي وليس بالمعنى الحسي أو المادي، فهو يقصد تلك اللذة السامية التي تترتب عنها متعة جمالية مصدرها الإحساس والشعور وليس الجسد. غير أنه من المتفق عليه أن اللذة والمتعة وكل مصادر البهجة والإستمتاع والسرور والسعادة ليست حكرا على الفنون وحدها، فيمكن الحصول على هذه الأحاسيس والمشاعر من مشاهدة الطبيعة أو في علاقات الحب بين الناس أو من الأكل والشرب أو التمشي على شاطيء البحر في المساء. ولهذا السبب لم يتوقف أرسطو عند اللذة كتعريف وحيد لماهية العمل الفني، وأكتشف فكرة الكاثارسيس، أو الوظيقة التطهيرية للعمل الفني، وهذا ما سنعالجه في موضوع لاحق.