كان المتنبي يقول:
"ولو برز الزّمان إليّ شخصاً
لخضّب شعر مفرقه حسامي"
هل نقول: ليته برز؟
كلٌّ يشيخ وأنت باقٍ أمردا،
عاتٍ تمرّ بكَ الحياة كما الرّدى
السّيف قطّاع إذا جرّدْتَه،
مالي أراكَ الدّهر سَيفاً أجردا؟!
تأتي على غضِّ الشّباب، فينطفي
ألق الشّباب به، فيغدو أربدا
أعدوَّ كلّ الكون، يا زمناً عتا،
وأغاظه الشّمل الأليف فبدّدا
شلّت يمينكَ، ما عُرِفتَ مصادِقاً،
أنتَ الوحيد ترى الجميعَ مِنَ العدى
ترمي ولا تُرمى، ونفنى كلّنا
نفنى بسيفكَ ثمّ تبقى السّرمدا
مُتلوِّناً أبداً، ولسْتَ بصادقٍ،
فِعْلُ الدّمار غدا لقلبكَ سيّدا
تصطكّ أجنحة النّسور وترتمي،
ويجفّ ماء البحر مهما أزبدا
والليث يقتله الفناء مُجدّلاً
والصِّلّ بعد الصِّلِّ أفناهُ الرّدى
تهوي الجبال، ويزدريها عاصف،
حتّى العواصف قد تهبّ لتخمدا
والرّيح تزأر، ثمّ تهدأ، لا تني
تغتالها الأيّام حتى لا صدى
وتصوّحُ الأشجار حتّى لا يُرى
غابٌ مع الأيّام، إلاّ أرمدا
والأرض تمضي، والفناء يلفّها،
والشّمس والأقمار يصرعها المدى
وستصبح الأفلاك شيئاً باطلاً،
تُغْذى بها الساعاتُ حتى تنفدا
والشّيءُ لا شيئاً سيصبح بعدها،
والكلّ ماضٍ سائر نحو السُّدى
والموت حتى الموت أنت فناؤهُ،
ولتجعلنْه باطلاً مهما اعتدى
قل لي، بربّك، يا زمانُ، إلى متى؟
حتّى متى ستظلّ أنت الأمردا؟
لا لن تظلّ، فكلّ شيء باطل،
إلاهُ وجه الله لا لن يخلدا
لا بدّ من يوم وقد بطلتْ دُناً،
سينالكَ البطلان فيه فلا غدا
"ولو برز الزّمان إليّ شخصاً
لخضّب شعر مفرقه حسامي"
هل نقول: ليته برز؟
كلٌّ يشيخ وأنت باقٍ أمردا،
عاتٍ تمرّ بكَ الحياة كما الرّدى
السّيف قطّاع إذا جرّدْتَه،
مالي أراكَ الدّهر سَيفاً أجردا؟!
تأتي على غضِّ الشّباب، فينطفي
ألق الشّباب به، فيغدو أربدا
أعدوَّ كلّ الكون، يا زمناً عتا،
وأغاظه الشّمل الأليف فبدّدا
شلّت يمينكَ، ما عُرِفتَ مصادِقاً،
أنتَ الوحيد ترى الجميعَ مِنَ العدى
ترمي ولا تُرمى، ونفنى كلّنا
نفنى بسيفكَ ثمّ تبقى السّرمدا
مُتلوِّناً أبداً، ولسْتَ بصادقٍ،
فِعْلُ الدّمار غدا لقلبكَ سيّدا
تصطكّ أجنحة النّسور وترتمي،
ويجفّ ماء البحر مهما أزبدا
والليث يقتله الفناء مُجدّلاً
والصِّلّ بعد الصِّلِّ أفناهُ الرّدى
تهوي الجبال، ويزدريها عاصف،
حتّى العواصف قد تهبّ لتخمدا
والرّيح تزأر، ثمّ تهدأ، لا تني
تغتالها الأيّام حتى لا صدى
وتصوّحُ الأشجار حتّى لا يُرى
غابٌ مع الأيّام، إلاّ أرمدا
والأرض تمضي، والفناء يلفّها،
والشّمس والأقمار يصرعها المدى
وستصبح الأفلاك شيئاً باطلاً،
تُغْذى بها الساعاتُ حتى تنفدا
والشّيءُ لا شيئاً سيصبح بعدها،
والكلّ ماضٍ سائر نحو السُّدى
والموت حتى الموت أنت فناؤهُ،
ولتجعلنْه باطلاً مهما اعتدى
قل لي، بربّك، يا زمانُ، إلى متى؟
حتّى متى ستظلّ أنت الأمردا؟
لا لن تظلّ، فكلّ شيء باطل،
إلاهُ وجه الله لا لن يخلدا
لا بدّ من يوم وقد بطلتْ دُناً،
سينالكَ البطلان فيه فلا غدا