" أن تكتب يعني أن تدين ذاتك في محاكمة" أبسن
(1)
ها أنذا أعود بعد غيبة امتدت لحقبٍ وعصورِ، دهور تهالكت فيها الازمنة ، وغطى الظلام تخوم الانحاء ، وركض الهواء من تلك المسامات، سنين عدداً من صلب الذات على حقولٍ جرداء، والهرولة المستمرة نحو مواسمٍ لم تزهر بعد! وأنا في ذلك التيه والغور العميق، أغني اناشيد العشب للزهرة ، وادوزن اوتار الليل علّني اسمع هسيس فجر يتنفس من نار ( التُكل ) الموقدة كنار المجوس.
في تلك الحقب التي كنت فيها تائهاً وغريباً ويتيماً، تذكرت قَسَمي قبل ان اغادر المنزل، وامي تغالب دموعها وتتظاهر بشجاعتها المعهودة ، كان وداعاً طقوسياً لطفلٍ يقطع الحبل السري ويغادر الرحم للابد، وفي تلك الليلة الليلاء كان المساء في لون المرارة وشهقة النحيب، رفعت أمي المصحف بيدها اليمنى وبالاخرى صحناً من الطحين ، طلبت مني ان اضع يدي الغضة على ظهر المصحف ، وضعت يدي على رأسها المقدس وارتجلت صلاة أو قسماً " اقسم بك ايتها الام المقدسة وبالحليب الذي شربته ان اكون وفياً للارض ورائحتها وأن لا أنسى في الغربة البعيدة، صلوات الاسلاف ومسبحة جدي العتيقة، وغثاء الشاة الحلوب ، وعصيدة الدخن والسمن، وان أؤدي صلواتي في انبهاقات الفجر ، وان لا أقرأ ماركس وسارتر ابداً ولن يعبر ميشيل فوكو شوارع حلمي أبداً " وقال لي صوتٌ غريب نبت من ارخبيلات دماغي المشتت: لاتطل الغياب،وانتبه لنفسك في بلاد الغرباء ، وابتعد من اولاد البحر والغرب واولاد الحرام واولاد اللاولاد.
وابي الذي انتبذ مكان قصياً تحت شجرة اللبخ او السدر ، كان يؤدي صلاته التي لن تنتهي ابداً ، اشار الي بالمجئ، جثوت على ركبتي في مصلاته ، انخْتُ قلبي على حافة الدعاء ، وتوسدت التراب، وضع يده على رأسي المحلوق الذي نبتت فيه طحالب الرحيل، تمتم بأدعية سحيقة موغلة في تشظيها لم أدري كنهها أبداً ، أقامني صبّ زيت السمسم على رأسي، صلبني بنصائح لم اعد اتذكرها ، او باتت لا تعني لي شيئاً، قال لي ردد معي " ....الفاتح لما اغلق ...ناصر الحق بالحق والهادي الى صراطك المستقيم ..." رددت معه ادعيته ، خلتني كأني أتهيأُ لغزوة تبوك! بكت اختي الصغيرة حينما لم التفت اليها ، ناحت حمامةٌ كانت تسترق السمع ، أما كلبي الوحيد فقد هز ذيله وكأن الامر لا يعنيه ! ياللازمنة الكلبية والحقب الخراء.
(2)
وفي الليلة الثانية عشر من ليالي شهرذاد النارية، سأهجرُ تخوم البحر، وأتمشى بغير هدىً على رمال الشاطئ، واصابعي تعزف لحناً دموياً على أشواك الصبّار، وفي الخرابة الخواء أسمع صوت المد والجذر " للبحر رائحة إنشطار الموز، وللسمك المراوغ ظله لون الزوارق، للزائرات مقابر الشهداء اشتهاءات مضرجة إذ ينحنين على الرخام ويشتعلن على إمتداد الموت هذي فسحة حمراء تسكنني، أمارس في لظاها رقصة التدمير أقضم حواسي الخمس، ثم ألوذُ – ساعة أنتشي- بحرائق الذكرى، من هنا مروا كما تتكرر الامواج وكما تشيخ على امتداد البحر اجنحة النوارس" يومها حططت بجناحي في البحيرات العظيمة المدينة التي تسكنها الحبيبة ( ملالا) بعد اثنتي عشر عاماً من الغياب، استبان لي ضوء الرؤيا المشروخ وانكساراته، وانا في حضنها الدافئ تحيطني بذراعيها وتلقمني ثديها، وبصوتها الذي يروض الوحوش في الغابات تقول لي أحكي:
حين كان صدري مثقوب بالرصاص والدم الذي تخثر مع الوحل ، في نفس تلك الحقبة الفاصلة والهاربة من ضجيج الازمنة الآتية والفالتة من عقالها ،حين كان على البشر أن يعبروا أطواراً عميقة تحت جسور فجاج الحريات ، كنت في فجر شاحب ضوءه أمتشق سلاحي الصدئ وأعد طلقاته من نترات الفضة ،واجوس في غابات عذراء وحذائي العسكري الثقيل مثقوب ٌ وأشواك الضريسة تدمي قدمي، ويوم أن طارت تلك الشظايا المدفونة في عمق أديم كوكبنا مخترقة ذلك الجسد الضئيل ، كان الحزن والوجيب الراشح يفتك بالدواخل ، عارياً هكذا الا من تلك الروح المشرئبة عنقها نحو الحرية والحب والسلام ، أزحف بكل (القيامات) التي تعلمتها في معسكرات التدريب لأنجو والتقيك، وبقدر مايبدو ذلك الزمن شحيحاً وسحيقاً في قرارات حلكته تبدو لي تلك الارض خضراء متامسكة كأحلام ماتعة أو كهلام ما وعلى النقيض خارج المألوف والقشرة الخارجية المجللة بالركام والحطام والرماد ،أرى أيضا تحت تلك الوهاد والقفر والرُّبى رشاشات منتصبة كإنتصاب صهيل خيول وهي تخطو الارض نحو ساحات الوغي، ووسط ذلك السهب الكردفاني على تخوم تلك المناطق التي تقف معها الجبال كحارسٍ من القذائف والقنابل، ما كان أحدهم سيصدق في تلك المساءات المؤنسة بدفء الرفاق، ان هذا الشاب الرقيق الذي يحمل في مخلاته خمسٌ وعشرون عاماً فقط نحيلٌ جسده، ويبدو كأميراً رومانسياً سقط فجأة من مملكة ويلز أو اسبانيا القديمة ، ذاكرته ملتاثة بمذكرات جيفارا وصولات فيدل كاسترو وشئ من فتات معارك سانتا كلارا ، سيحمل سلاحه وهويختال في براري المعارك وشتات دياسبورا الحرب.
(3)
وعلى أعتاب ذلك الفجر الناهض - لتوه من ليلة توسدتها مضجعاً على ساعد المساء وساعد ملالا، نهضت لتوي كفقمة مغتسلة بزبد البحيرات الجميلة وأنا ألعق بقايا ملح البحر والحليب السائل من ثدييها، وثمة بقايا حكايات ادخرتها لليالي اخرى ستطول! وإذ أهجس في سري بنافلة صلاة متجاوزاً فروض الغسق المنبهق من أرخبيلات منسية وهسيس الصباح الجميل، وعلى مقربة من النيل الجاثي على اعتاب حضارتنا الآفلُ نجمها التي تنتظر بعثها، والشاهد على أزمنة خرافية ، تتواطأ بيرة منحدرة من مزارع الشوفان والشعير مخمّرة في منتجعات البحيرات الهاطلة من الاخدود العظيم وقمم كلمنجارو وحيث لايزال صندوق بندورا ينتظر من يفتح كوى الجحيم على البشر،وإذْ يمسّد النيل على رأسي ملامساً طحالب تنبت في لوحي المحفوظ مُعمّداً إيّاي نبياً بلانواميس ربانية، ورجلاً في منتهى ملكوت العدمية والشتات ، طفلاً بلا هوية شاب كوزمبوليتاني الجنسية، راضعاً من ثدي افريقيا المعطاءة ، ساجداً أتلو صلواتي هكذا تحت أفخاذ المناخات الساحرة ، وراكعاً متلصصاً ثقب أبدية زهرة اللوتس العارية المطوّبة بالابنوس ، ينبثق صوت الحبيبة ملالا فجأة من الاعماق : "إنت حتخلطني بكلام الراجل ومرتو ولا أقطع وشي؟ كلام الليل براهو يا شوية بربري وصحراوي قاسي".
وأذ ألملم بقايا جسدها الذي يضوع بروائح نباتات النيل تقول :أليس مريحا أن يحيا الانسان حلزوناً أو سلحفاة داخل قوقعة لايخرج منها سوى في مواسم الغذاء والشمس؟ بدت وهي في منتصف عرائها اللذيذ كنبية سقطت لتوها من كواكب تسكنها الملائكة والغزلان ، وفي تلك الاغساق الشفافة كنسيج الشمس على حافة المغيب ؛ كانت ترتدي المناخات عابرة جحيم الفساتين الموشاة بورود البنفسج قائلة : سخية أنا كوردة ندية تحت فجر - هذا الجسد لك والبحر.وكما ينشق فجر بنفسجي ثم أرجواني ثم أبيض ، هكذا انشق فستانها باصابع حيوان مرجاني قابع في أعماق شهوته المستطيرة ، وفي العام الثامن لتاريخ أنفاسها، قبل القبلة الثالثة التي بها استكان الجسد ودخل في بيات شتوي وبدأ اله النشوة نوبته ، تكوّر نهدها وانبثق في ارخبيل من الشهوة ، ونما الزغب في تلك الامكنة التي لاتراها الشمس ابداً ، سطع الصدر ليتدفق شلال النهدين من محبسهما وهما يبتهلان ، آنها أنينٌ متضرع يقول أني لك خذني ، وفي غمرة شهيقها المتواصل وانهمار شلالات شهوتها نطير في برزخ من طيور خضر وما كان وكائن ويكون سيكتب بمداد من حتّى.وسأصيح " ملالا جسدك أو البحر".
(1)
ها أنذا أعود بعد غيبة امتدت لحقبٍ وعصورِ، دهور تهالكت فيها الازمنة ، وغطى الظلام تخوم الانحاء ، وركض الهواء من تلك المسامات، سنين عدداً من صلب الذات على حقولٍ جرداء، والهرولة المستمرة نحو مواسمٍ لم تزهر بعد! وأنا في ذلك التيه والغور العميق، أغني اناشيد العشب للزهرة ، وادوزن اوتار الليل علّني اسمع هسيس فجر يتنفس من نار ( التُكل ) الموقدة كنار المجوس.
في تلك الحقب التي كنت فيها تائهاً وغريباً ويتيماً، تذكرت قَسَمي قبل ان اغادر المنزل، وامي تغالب دموعها وتتظاهر بشجاعتها المعهودة ، كان وداعاً طقوسياً لطفلٍ يقطع الحبل السري ويغادر الرحم للابد، وفي تلك الليلة الليلاء كان المساء في لون المرارة وشهقة النحيب، رفعت أمي المصحف بيدها اليمنى وبالاخرى صحناً من الطحين ، طلبت مني ان اضع يدي الغضة على ظهر المصحف ، وضعت يدي على رأسها المقدس وارتجلت صلاة أو قسماً " اقسم بك ايتها الام المقدسة وبالحليب الذي شربته ان اكون وفياً للارض ورائحتها وأن لا أنسى في الغربة البعيدة، صلوات الاسلاف ومسبحة جدي العتيقة، وغثاء الشاة الحلوب ، وعصيدة الدخن والسمن، وان أؤدي صلواتي في انبهاقات الفجر ، وان لا أقرأ ماركس وسارتر ابداً ولن يعبر ميشيل فوكو شوارع حلمي أبداً " وقال لي صوتٌ غريب نبت من ارخبيلات دماغي المشتت: لاتطل الغياب،وانتبه لنفسك في بلاد الغرباء ، وابتعد من اولاد البحر والغرب واولاد الحرام واولاد اللاولاد.
وابي الذي انتبذ مكان قصياً تحت شجرة اللبخ او السدر ، كان يؤدي صلاته التي لن تنتهي ابداً ، اشار الي بالمجئ، جثوت على ركبتي في مصلاته ، انخْتُ قلبي على حافة الدعاء ، وتوسدت التراب، وضع يده على رأسي المحلوق الذي نبتت فيه طحالب الرحيل، تمتم بأدعية سحيقة موغلة في تشظيها لم أدري كنهها أبداً ، أقامني صبّ زيت السمسم على رأسي، صلبني بنصائح لم اعد اتذكرها ، او باتت لا تعني لي شيئاً، قال لي ردد معي " ....الفاتح لما اغلق ...ناصر الحق بالحق والهادي الى صراطك المستقيم ..." رددت معه ادعيته ، خلتني كأني أتهيأُ لغزوة تبوك! بكت اختي الصغيرة حينما لم التفت اليها ، ناحت حمامةٌ كانت تسترق السمع ، أما كلبي الوحيد فقد هز ذيله وكأن الامر لا يعنيه ! ياللازمنة الكلبية والحقب الخراء.
(2)
وفي الليلة الثانية عشر من ليالي شهرذاد النارية، سأهجرُ تخوم البحر، وأتمشى بغير هدىً على رمال الشاطئ، واصابعي تعزف لحناً دموياً على أشواك الصبّار، وفي الخرابة الخواء أسمع صوت المد والجذر " للبحر رائحة إنشطار الموز، وللسمك المراوغ ظله لون الزوارق، للزائرات مقابر الشهداء اشتهاءات مضرجة إذ ينحنين على الرخام ويشتعلن على إمتداد الموت هذي فسحة حمراء تسكنني، أمارس في لظاها رقصة التدمير أقضم حواسي الخمس، ثم ألوذُ – ساعة أنتشي- بحرائق الذكرى، من هنا مروا كما تتكرر الامواج وكما تشيخ على امتداد البحر اجنحة النوارس" يومها حططت بجناحي في البحيرات العظيمة المدينة التي تسكنها الحبيبة ( ملالا) بعد اثنتي عشر عاماً من الغياب، استبان لي ضوء الرؤيا المشروخ وانكساراته، وانا في حضنها الدافئ تحيطني بذراعيها وتلقمني ثديها، وبصوتها الذي يروض الوحوش في الغابات تقول لي أحكي:
حين كان صدري مثقوب بالرصاص والدم الذي تخثر مع الوحل ، في نفس تلك الحقبة الفاصلة والهاربة من ضجيج الازمنة الآتية والفالتة من عقالها ،حين كان على البشر أن يعبروا أطواراً عميقة تحت جسور فجاج الحريات ، كنت في فجر شاحب ضوءه أمتشق سلاحي الصدئ وأعد طلقاته من نترات الفضة ،واجوس في غابات عذراء وحذائي العسكري الثقيل مثقوب ٌ وأشواك الضريسة تدمي قدمي، ويوم أن طارت تلك الشظايا المدفونة في عمق أديم كوكبنا مخترقة ذلك الجسد الضئيل ، كان الحزن والوجيب الراشح يفتك بالدواخل ، عارياً هكذا الا من تلك الروح المشرئبة عنقها نحو الحرية والحب والسلام ، أزحف بكل (القيامات) التي تعلمتها في معسكرات التدريب لأنجو والتقيك، وبقدر مايبدو ذلك الزمن شحيحاً وسحيقاً في قرارات حلكته تبدو لي تلك الارض خضراء متامسكة كأحلام ماتعة أو كهلام ما وعلى النقيض خارج المألوف والقشرة الخارجية المجللة بالركام والحطام والرماد ،أرى أيضا تحت تلك الوهاد والقفر والرُّبى رشاشات منتصبة كإنتصاب صهيل خيول وهي تخطو الارض نحو ساحات الوغي، ووسط ذلك السهب الكردفاني على تخوم تلك المناطق التي تقف معها الجبال كحارسٍ من القذائف والقنابل، ما كان أحدهم سيصدق في تلك المساءات المؤنسة بدفء الرفاق، ان هذا الشاب الرقيق الذي يحمل في مخلاته خمسٌ وعشرون عاماً فقط نحيلٌ جسده، ويبدو كأميراً رومانسياً سقط فجأة من مملكة ويلز أو اسبانيا القديمة ، ذاكرته ملتاثة بمذكرات جيفارا وصولات فيدل كاسترو وشئ من فتات معارك سانتا كلارا ، سيحمل سلاحه وهويختال في براري المعارك وشتات دياسبورا الحرب.
(3)
وعلى أعتاب ذلك الفجر الناهض - لتوه من ليلة توسدتها مضجعاً على ساعد المساء وساعد ملالا، نهضت لتوي كفقمة مغتسلة بزبد البحيرات الجميلة وأنا ألعق بقايا ملح البحر والحليب السائل من ثدييها، وثمة بقايا حكايات ادخرتها لليالي اخرى ستطول! وإذ أهجس في سري بنافلة صلاة متجاوزاً فروض الغسق المنبهق من أرخبيلات منسية وهسيس الصباح الجميل، وعلى مقربة من النيل الجاثي على اعتاب حضارتنا الآفلُ نجمها التي تنتظر بعثها، والشاهد على أزمنة خرافية ، تتواطأ بيرة منحدرة من مزارع الشوفان والشعير مخمّرة في منتجعات البحيرات الهاطلة من الاخدود العظيم وقمم كلمنجارو وحيث لايزال صندوق بندورا ينتظر من يفتح كوى الجحيم على البشر،وإذْ يمسّد النيل على رأسي ملامساً طحالب تنبت في لوحي المحفوظ مُعمّداً إيّاي نبياً بلانواميس ربانية، ورجلاً في منتهى ملكوت العدمية والشتات ، طفلاً بلا هوية شاب كوزمبوليتاني الجنسية، راضعاً من ثدي افريقيا المعطاءة ، ساجداً أتلو صلواتي هكذا تحت أفخاذ المناخات الساحرة ، وراكعاً متلصصاً ثقب أبدية زهرة اللوتس العارية المطوّبة بالابنوس ، ينبثق صوت الحبيبة ملالا فجأة من الاعماق : "إنت حتخلطني بكلام الراجل ومرتو ولا أقطع وشي؟ كلام الليل براهو يا شوية بربري وصحراوي قاسي".
وأذ ألملم بقايا جسدها الذي يضوع بروائح نباتات النيل تقول :أليس مريحا أن يحيا الانسان حلزوناً أو سلحفاة داخل قوقعة لايخرج منها سوى في مواسم الغذاء والشمس؟ بدت وهي في منتصف عرائها اللذيذ كنبية سقطت لتوها من كواكب تسكنها الملائكة والغزلان ، وفي تلك الاغساق الشفافة كنسيج الشمس على حافة المغيب ؛ كانت ترتدي المناخات عابرة جحيم الفساتين الموشاة بورود البنفسج قائلة : سخية أنا كوردة ندية تحت فجر - هذا الجسد لك والبحر.وكما ينشق فجر بنفسجي ثم أرجواني ثم أبيض ، هكذا انشق فستانها باصابع حيوان مرجاني قابع في أعماق شهوته المستطيرة ، وفي العام الثامن لتاريخ أنفاسها، قبل القبلة الثالثة التي بها استكان الجسد ودخل في بيات شتوي وبدأ اله النشوة نوبته ، تكوّر نهدها وانبثق في ارخبيل من الشهوة ، ونما الزغب في تلك الامكنة التي لاتراها الشمس ابداً ، سطع الصدر ليتدفق شلال النهدين من محبسهما وهما يبتهلان ، آنها أنينٌ متضرع يقول أني لك خذني ، وفي غمرة شهيقها المتواصل وانهمار شلالات شهوتها نطير في برزخ من طيور خضر وما كان وكائن ويكون سيكتب بمداد من حتّى.وسأصيح " ملالا جسدك أو البحر".