أحمد محمد حسين خيري - الكلمة الطيبة

كم هـو صعـب مخاض الكلمة الصادقة وكم هو رهيب اعـتصار العـقل لاســتخلاص العــبر وكم هو قاس عـصـف الذهن Brain Storming ) ) لاســتنباط الدرر، وكم تعاني العقول المبدعة في سـبيل التواصل مع الآخرين عـبر عــصارات الفكر الشــيقة وخلاصات الكلم الطيب، حرصاً على انبلاج نور المعـرفة ومـد جسـور الحوار والتفاعـل بين القراء.
وفي هذا الزمن الذي اندثرت فيه الكلمة الصادقة أو كادت، نحن في حاجة لمن ينثر عبير الكلمات الصادقة علها تخفف وطأة الشعور بضغوط الحياة المتنوعة فالانسان في لهاث مستمر لتحقيق احتياجات حياته سعـياً نحو حياة كريمة وللوفاء بمتطلبات مجتمعه وقد يحدث ذلك اللهاث - خاصة اذا صادف نوعـاً من النجـاح أو الشـهرة- شـــرخـاً في العلاقات الاجتماعـية اذا تجاوز الانسان اطار القيم الروحية والمبادئ الأخلاقية.
والكلمة المرهــفـة تمسـح عـن الجـبين تجاعـيـد الأسـى وتربت بحـنان عـلى أكتاف الحـزانى و الموجـوعـين، ترف بالمحـبة غـماما ينعـش يباس الأحاسـيس، تنثر الندى على مدارات العـشـق، تعـطر برياحين الورد أبعاد العـمر، و تنداح حول السطور دوائر البوح المتأنقة بالوجـد، المتألقة بالهيام.
المشاعـر الرقيقة تنساب عبر الحروف النقية لتسكن أعـمق أعـماق القلب فالكلمة التي تخرج من القلب تدخل القلب، والمساحة التي تزرع بالطهر والعـفاف تورق صدقاً ونقاءً تحت شمس هذا العالم، هي ملتقى العـشاق، فكم محب وله ازدانت كلماته بحروف زاهيات من بحر المعـين العـذب، وكم انسان مرهف سـمت روحه محـلقة في الأفـق الرحـب على رفيف ابداعـات الأصدقاء، مستلهماً القيم النبيلة ومستشرفاً آفاق الخير الرحبة من رحم الغيب.
مسـك الختام: أراني اليوم مزدانا بالفرح اذ أرتقي مع أصدقائي صهوة الكلم الطيب، لنبادر جميعـنا بالدعـوة للـود والتسامح ونثر أزاهـير الحب على الجـميع، حتى على أولئك الذين نعـتقد أنهم لا يسـتحقونها، - قطعاً لن نفقد شيئاً - وسنرى كم أن النتيجة مذهلة ورائعة وحتماً ستصفو النفوس وتلتقي الأرواح الطاهرة فتشـرق الحياة، فلنفتح الأحـضان مشـرعة بالدفء والنقاء، مخلصة لله سـبحانه وتعالى
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...