عباس ريسان - ثمة ماء في فم القلب..

ــ 1 ــ
لأنَّهُ يصرُّ دائماً
على اقتلاعِ النورِ من أعين السائرين إليهِ
وتهشيمِ أنوثة المكان
لأنَّهُ يتنفسُ فقط من الهواء الذي صيَّرهُ لنفسهِ،
مكتفياً بلذةِ الهبوطِ لانتشالِ لعبهِ النافقة
لأنَّهُ يجيءُ على سحابةِ الغيبِ،
منتشراً كالصوتِ
محملاً بالتوابيت والأدعية
الهواءُ لكَ،
أما نحن، فلنا
ما خلّفتهُ الحروبُ من دخان
إلى متى تزمجر الريحُ على عتباتنا ؟
لا المرايا تغير واجهات الملامح
ولا أنتَ تنفخُ هذا الطينَ من جديد !!

ــ 2 ــ
عليكَ أن تتلذذَ
وتصيخَ السمعَ وتقطعَ كلّ صلاتكَ بالصوتِ
كن كيتيمٍ يبحثُ عن قبرِ أبيهِ،
عند عبوركَ للجهةِ الأخرى
عليكَ أن تتوضّأ بالنورِ،
وأن تلثمَ روحَ الكلمةِ الغضة
وأنتَ تقرأ لشاعرٍ يموت ببطءٍ،
عليكَ أن تتجلّى

ــ 3 ــ
كنتُ بلا قلبٍ،
لحظة انحسار الضوءِ في كوةِ الغروب
شفتايَّ تشتعلان كلما
استفاقَ من نومهِ الحديثُ،
واستفحلَ الصدود
ثمة ماءٌ في فمِ القلبِ بحاجةٍ
لمزيدٍ من ارتعاشات نبضي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...