‘براهيم مالك - الآن/الأمس.. شعر

الآن يُمكنني أن أتَنفّس الشّعر
و أَتدحرجَ مثل كُرةٍ ثَلجية على صدركِ،
الآن يُمكنني أن أمكثَ هنا فوق قلبكِ
حتى يَستمرّ إلهامي بالمُقابل
و أُطلّ عليكِ من فوق
هاوية جسدكِ/ النّص،
الآن يُمكنني أن أَضعَ يَدي فَوق يدكِ
و أَقبضَ على العالم،
لا تُحدّثيني عن النّهر و جَفافه
النّبع و زَواله
العالم ..
بِدايتُه و نِهايته،
دَعي الحُروب تَشيخ
و كل هذه الأوبئة اللّعينة تَنسج أَعمارنا
و لنُحدّق مَعًا في الفَراغ
لِنسمع أُغنيةً كانت تَلُوح في الأُفُق
و كنّا نُدَندنُ كَلماتها الرّتيبة
قَبل أن تَحدُثَ الكَارثة
و تَسرقَ مِنّا أَصواتنا!
بِالأمسِ كُنّا عَصفورينِ عَالقين في قَفص،
اليوم تحرّرنا،
بالأمس أردنا أن نَكتبَ عن الحرب
لكنّ الصّواريخ دَاهَمتنا
و انتَهَينا إلى عُبوَتَين نَاسِفتين،
بالأمس أردنا أن نكتب عن الحُب
لكنّني أفلتتُ يدكِ،
حِين قَطعوا ذِراعكِ
الآن أَردنا أن نكتب عن الحّياة
لكنّ الموت فَاجأنا.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...