عبدالله أبو شرخ - فراشات وسام!.. قصة قصيرة

وسام يكبر .. يشتري من البقالة .. يعد النقود .. يلقي شعرا وحكمة .. يفوز في المسابقات .. يقرأ ألغاز تختخ ونوسة .. يحب القفز والركض .. يعشق البحر .. يكبر أكثر .. يرسم لوحة .. ينظم قصيدة .. يكتب قصة .. ينسج مقالا مثيرا .. يروي حكايا المخيم مثل حكايا أليكس في بلاد العجائب .. في الربيع يطارد الفراشات .. يعجب ببنت الجيران ذات العينين العسليتين والشعر البني .. اندلعت الانتفاضة .. هوت قذيفة على سيارة كان بقربها ماشيا .. جميعهم ماتوا .. سقط وسام شهيدا .. ممنوع التجول بأمر من الحاكم العسكري .. يخرج الناس في الجنازة بالآلاف .. تحلق طائرة عمودية .. الغاز الخانق في الشوارع .. هاج المخيم .. مزيد من الشهداء .. مزيد من الجنازات .. أما ذات العينين العسليتين، فقد ظلت تلملم فراشات وسام المحنطة لتلصقها على لوحاتها من الفن التشكيلي .. كانت اللوحات فاتنة .. لكن أحدا لم يفهم أصل الفراشات !


ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...