اللمسة لأسطورية الكشفية الصوفية
على أن هذه اللمسة الأسطورية الكشفية الصوفية التي تعطي اتساعا للدنيا وتضيف
قدرات جديدة للإنسان في عالم الطيب صالح الروائي تواجهنا في شيء آخر ، ذلك الشيء هو أن المشاكل في عالم الطيب صالح الروائي لها دائما حل وذلك لأن أبطاله يتمتعون بالرؤية الداخلية الروحية الصادقة وعندما تظهر أمامهم مشكلة لا ترى لها عيوننا الخارجية حلا ، فإن أبطاله ربما باستثناء الراوي يجدون الحل دائما رغم أن الطريق يبدو أمام عيوننا وهو مسدود لا منفذ فيه ، والحل باستمرار قائم في قلب المشكلة ، وطريقة العثور على حل في عالم الطيب صالح لها سبيلان ، الأول هو الإرادة الإنسانية المصممة الخلاقة والتي هي عند الصوفية جزء من إرادة الله على هذه الأرض ، والنماذج التي تكشف عن دور الإرادة الإنسانية في مريود كثيرة جدا ، منها أن مريم تريد أن تتعلم وتصر على ذلك ولكن مدرسة القرية لا تقدم التعليم إلا للأولاد فهل ينغلق الطريق أمام الإرادة الإنسانية المتجسدة في مريم ؟ كلا ، إن الإرادة تبدع حلها وهو أن تلبس مريم ملابس الصبيان وتدخل المدرسة على أنها ولد . مثل آخر وهو حواء بنت العريبي ، تحب بلال وتريد أن تتزوجه وبلال متصوف عزلته صوفيته عن الإستجابة لنداء هواها العميق وفي آخر الأمر تبتكر حلا عجيبا وهو أن تضع الأمر كله بين يدي الشيخ نصر الله ود حبيب شيخ بلال في الطريقة ، ويطلب الشيخ نصر الله ود حبيب من بلال الزواج من حواء ويقدم له تفسير أهل الطريق فيرضى بلال ويستكين . يقول الشيخ نصر الله لبلال ما معناه أنه ربما كان في عشق حواء العنيف له سر من أسرار الله وعلى الصوفي أن يستجيب للعشق وإلا حاد عن الطريق . ويتزوج بلال من حواء ليلة واحدة يفترقان بعدها ، وتثمر هذه الليلة الواحدة ولدا هو الطاهر تعطيه حواء حياتها كلها ولا تفكر في شيء آخر ، فالإرادة الإنسانية هنا مجسدة في حواء بت العريبي قد وجدت حلا للمشكلة التي واجهت حواء في عشقها العظيم .
نقلا عن مجلة الدوحة ( القطرية ) - ابريل 1978م
ص 72 ،85.... (سوف نواصل نشر بقية الحلقات -باذن الله-فى الايام القادمة).
24
على أن هذه اللمسة الأسطورية الكشفية الصوفية التي تعطي اتساعا للدنيا وتضيف
قدرات جديدة للإنسان في عالم الطيب صالح الروائي تواجهنا في شيء آخر ، ذلك الشيء هو أن المشاكل في عالم الطيب صالح الروائي لها دائما حل وذلك لأن أبطاله يتمتعون بالرؤية الداخلية الروحية الصادقة وعندما تظهر أمامهم مشكلة لا ترى لها عيوننا الخارجية حلا ، فإن أبطاله ربما باستثناء الراوي يجدون الحل دائما رغم أن الطريق يبدو أمام عيوننا وهو مسدود لا منفذ فيه ، والحل باستمرار قائم في قلب المشكلة ، وطريقة العثور على حل في عالم الطيب صالح لها سبيلان ، الأول هو الإرادة الإنسانية المصممة الخلاقة والتي هي عند الصوفية جزء من إرادة الله على هذه الأرض ، والنماذج التي تكشف عن دور الإرادة الإنسانية في مريود كثيرة جدا ، منها أن مريم تريد أن تتعلم وتصر على ذلك ولكن مدرسة القرية لا تقدم التعليم إلا للأولاد فهل ينغلق الطريق أمام الإرادة الإنسانية المتجسدة في مريم ؟ كلا ، إن الإرادة تبدع حلها وهو أن تلبس مريم ملابس الصبيان وتدخل المدرسة على أنها ولد . مثل آخر وهو حواء بنت العريبي ، تحب بلال وتريد أن تتزوجه وبلال متصوف عزلته صوفيته عن الإستجابة لنداء هواها العميق وفي آخر الأمر تبتكر حلا عجيبا وهو أن تضع الأمر كله بين يدي الشيخ نصر الله ود حبيب شيخ بلال في الطريقة ، ويطلب الشيخ نصر الله ود حبيب من بلال الزواج من حواء ويقدم له تفسير أهل الطريق فيرضى بلال ويستكين . يقول الشيخ نصر الله لبلال ما معناه أنه ربما كان في عشق حواء العنيف له سر من أسرار الله وعلى الصوفي أن يستجيب للعشق وإلا حاد عن الطريق . ويتزوج بلال من حواء ليلة واحدة يفترقان بعدها ، وتثمر هذه الليلة الواحدة ولدا هو الطاهر تعطيه حواء حياتها كلها ولا تفكر في شيء آخر ، فالإرادة الإنسانية هنا مجسدة في حواء بت العريبي قد وجدت حلا للمشكلة التي واجهت حواء في عشقها العظيم .
نقلا عن مجلة الدوحة ( القطرية ) - ابريل 1978م
ص 72 ،85.... (سوف نواصل نشر بقية الحلقات -باذن الله-فى الايام القادمة).
24