في حضرتك يا ناجي
في غيابك يا حاضري.. أسألك وسأنتظر دائماً أن تجيب
ماذا كان سيحدث؟
لو كان الشيخ داخلك أكبر من الطفل..
لو أنك لم تكن تفاجئني كلّ يوم بحفنةٍ من الزوايا الجديدة لرصد التفاصيل
لو كان العسليّ في عينيك أطغى على الأخضر قليلاً
لو أنهم تركوني في زفافنا أغني لك (عسلية عيونك) كما خططت.. ولو أن العوّاد لم يرحل باكراً
لو أنّك لم تغنِّ لي يوماً بصوتك الذي يشبه الصهيل.. (الغناء صهيلاً.. هذا هو الحلّ لصوتي.. هل أعجبكِ هذه المرّة؟)
لو أنّك كنت تنام باكراً..
لو أنك كنت أقلّ فوضى وأقلّ ذكاءاً
لو أنهم أعطوني ثيابك ودماءك لأهرب بها لعلّها تنبت لي القمح وأحيا
لو أنك لم ترسم لنا حيرتنا ثم تركتنا مبلّلين بك.. مطالبين بأن نصفّق لذهولنا ورحيلك..
لو لم تكن والد يمّ
لو أنك لم تعدني بغير هذا الحريق
لو أنك وسّعت لكي مكاناً قربك.. واسعٌ هذا القبر.. وقلبي (بيجي على قدّك)
لو نظر في عينيك من قتلك.. ما قتلك.. كان سيحمل عنك بعض الأكياس.. وستقول له (يخليلي روحك يا خالو)
لو أنّك تجيب الآن.. أتحداك أن تعطيني كلمةً أو مفهوماً أو شارعاً أو حزناً لم تربطني به فيك.. أتحداك واغلبني هذه المرة.. (شرّف جاوب أستاذ ناجي.. أفحمني)
لو أنهم أخبروني برحيلك قبل المساء.. لعلّي استطعت اللحاق برحلتك
لو أنّ يمّ كانت أقلّ حماساً لسخافاتك ورقصك الغريب وأغانيك المزعجة
لو كان جسمك أوسع قليلاً من روحك..
لو أنّي أعرفك معرفةً سطحيةً
لو نظرت في عينيّ قبل أن تخرج من البيت..
لو كنتَ أقلّ انتباهاً ولم يخفق قلبي لك في كراجات سلميّة وحملت عني ( المكدوس)
لو أني أكرهك
لو أنك لم تودعنا جميعاً.. على طريقتك الصاخبة
لو كنت أقسى
لو كان الخجل في صوتك والتلبّك على الهاتف أقل وضوحاً
لو أحببتني أكثر من بلادك
لو جرّبت لمرّةٍ أن لا تفكر في كلّ شيء دفعةً واحدة
لو أنّي لم أكن أراقبك وأتلصّص على ما في رأسك بصبر مذيعٍ مبتدئ.. (بقي فقط أن أدفع المال لأتجسس عليك)
لو عرفتك لأقلّ من عشرين عاماً
لو عرفتني
لو عرفتني
لو أنّك كنت تتفقد رباط حذائك وقميصك المائل وزرّ البنطال قبل أن تخرج كل يوم
لو أني أجد حبّة الدواء أو الرصاصة التي ستوقظني وأراك واقفاً توزّع النزق والانشغال والشغف
لو أحببت نفسك بقدر ما أحبّك من لا ينام اليوم
لو كانت تجاعيد ضحكتك أنقص باثنتين
لو كنت أقلّ جمالاً وكنت أنا أكثر تمسكاً بك وأنا أراك ترحل عارفاً راضياً باكياً بفرح طفلٍ تلك الليلة (على فكرة... لن يقوموا بذبحي... ستقتلني الرصاصة... أخاف من الرصاص يا بشرى ويجفلني صوته...)
(سأموت بسبب الشهداء إنهم يتكاثرون وأنا لا أستطيع إخراجهم من رأسي.. تعبت من النجاة بمحض الصدفة).. لو لم تقل لي ليلاً.. ثم تنام باكياً راضياً قتيلاً بهم
لو أني أستطيع أن أضيف تعديلاً على شهادة الوفاة: (ساعة الوفاة الخامسة صباحاً.. بعيد الغفوة بأنّةٍ أو اثنتين.. قبيل أن تمسّد له شعره للمرة الأخيرة بيدها اليمنى وأنفها.. تماماً عند آخر لقطةٍ تجمع من أحبهم وأحبوه.. لم يكن هناك رصاصٌ يا يمّ.. ولم يلمسوا رأسه الجميل)
لو أنك تطفئ معنا اليوم شمعة ميلاد إميسا الرابع كما وعدتها (هذه حمصي الخاصّة.. مع أنني أحب العصيّة أكثر.. سأنجب أيضاً حوران وحنطة.. وشهيرة حتى ولو لم يعجبك الاسم).. ولم تطفئنا باستشهادك يا ناجي
لو حدث ذلك.. كلّ ذلك.. ربما كنت سأسامح.. ربما كنت سأنام
في غيابك يا حاضري.. أسألك وسأنتظر دائماً أن تجيب
ماذا كان سيحدث؟
لو كان الشيخ داخلك أكبر من الطفل..
لو أنك لم تكن تفاجئني كلّ يوم بحفنةٍ من الزوايا الجديدة لرصد التفاصيل
لو كان العسليّ في عينيك أطغى على الأخضر قليلاً
لو أنهم تركوني في زفافنا أغني لك (عسلية عيونك) كما خططت.. ولو أن العوّاد لم يرحل باكراً
لو أنّك لم تغنِّ لي يوماً بصوتك الذي يشبه الصهيل.. (الغناء صهيلاً.. هذا هو الحلّ لصوتي.. هل أعجبكِ هذه المرّة؟)
لو أنّك كنت تنام باكراً..
لو أنك كنت أقلّ فوضى وأقلّ ذكاءاً
لو أنهم أعطوني ثيابك ودماءك لأهرب بها لعلّها تنبت لي القمح وأحيا
لو أنك لم ترسم لنا حيرتنا ثم تركتنا مبلّلين بك.. مطالبين بأن نصفّق لذهولنا ورحيلك..
لو لم تكن والد يمّ
لو أنك لم تعدني بغير هذا الحريق
لو أنك وسّعت لكي مكاناً قربك.. واسعٌ هذا القبر.. وقلبي (بيجي على قدّك)
لو نظر في عينيك من قتلك.. ما قتلك.. كان سيحمل عنك بعض الأكياس.. وستقول له (يخليلي روحك يا خالو)
لو أنّك تجيب الآن.. أتحداك أن تعطيني كلمةً أو مفهوماً أو شارعاً أو حزناً لم تربطني به فيك.. أتحداك واغلبني هذه المرة.. (شرّف جاوب أستاذ ناجي.. أفحمني)
لو أنهم أخبروني برحيلك قبل المساء.. لعلّي استطعت اللحاق برحلتك
لو أنّ يمّ كانت أقلّ حماساً لسخافاتك ورقصك الغريب وأغانيك المزعجة
لو كان جسمك أوسع قليلاً من روحك..
لو أنّي أعرفك معرفةً سطحيةً
لو نظرت في عينيّ قبل أن تخرج من البيت..
لو كنتَ أقلّ انتباهاً ولم يخفق قلبي لك في كراجات سلميّة وحملت عني ( المكدوس)
لو أني أكرهك
لو أنك لم تودعنا جميعاً.. على طريقتك الصاخبة
لو كنت أقسى
لو كان الخجل في صوتك والتلبّك على الهاتف أقل وضوحاً
لو أحببتني أكثر من بلادك
لو جرّبت لمرّةٍ أن لا تفكر في كلّ شيء دفعةً واحدة
لو أنّي لم أكن أراقبك وأتلصّص على ما في رأسك بصبر مذيعٍ مبتدئ.. (بقي فقط أن أدفع المال لأتجسس عليك)
لو عرفتك لأقلّ من عشرين عاماً
لو عرفتني
لو عرفتني
لو أنّك كنت تتفقد رباط حذائك وقميصك المائل وزرّ البنطال قبل أن تخرج كل يوم
لو أني أجد حبّة الدواء أو الرصاصة التي ستوقظني وأراك واقفاً توزّع النزق والانشغال والشغف
لو أحببت نفسك بقدر ما أحبّك من لا ينام اليوم
لو كانت تجاعيد ضحكتك أنقص باثنتين
لو كنت أقلّ جمالاً وكنت أنا أكثر تمسكاً بك وأنا أراك ترحل عارفاً راضياً باكياً بفرح طفلٍ تلك الليلة (على فكرة... لن يقوموا بذبحي... ستقتلني الرصاصة... أخاف من الرصاص يا بشرى ويجفلني صوته...)
(سأموت بسبب الشهداء إنهم يتكاثرون وأنا لا أستطيع إخراجهم من رأسي.. تعبت من النجاة بمحض الصدفة).. لو لم تقل لي ليلاً.. ثم تنام باكياً راضياً قتيلاً بهم
لو أني أستطيع أن أضيف تعديلاً على شهادة الوفاة: (ساعة الوفاة الخامسة صباحاً.. بعيد الغفوة بأنّةٍ أو اثنتين.. قبيل أن تمسّد له شعره للمرة الأخيرة بيدها اليمنى وأنفها.. تماماً عند آخر لقطةٍ تجمع من أحبهم وأحبوه.. لم يكن هناك رصاصٌ يا يمّ.. ولم يلمسوا رأسه الجميل)
لو أنك تطفئ معنا اليوم شمعة ميلاد إميسا الرابع كما وعدتها (هذه حمصي الخاصّة.. مع أنني أحب العصيّة أكثر.. سأنجب أيضاً حوران وحنطة.. وشهيرة حتى ولو لم يعجبك الاسم).. ولم تطفئنا باستشهادك يا ناجي
لو حدث ذلك.. كلّ ذلك.. ربما كنت سأسامح.. ربما كنت سأنام