البيدر مطعون بالسيف.. الأشجار تتيممُ بالغبار.. الأغصان مسامير واقفة.. خراف الأمس الراكضة أضحت بذورًا منثورة.. الطيور الميتة أمست علامات عبور للرحل.. متى تلد الصخور مياه؟ متى يأكل السرو فاكهة ناضجة؟ متى يبني العصفور عشه وتفتح الصغار مناقيرها مناديةً أبويها بزقزقة مخنوقة؟ آه! منذ زمن لم أسمع العصافير تودع الغروب بشقشقة جماعية..
وقفتُ وجيش من الرجفات يغزو مفاصلي، ونفسي ممتلئة باعتراضات كثيرة.. أفكاري تحفر في الغروب خطوطاً بيضاء.. تجرحه كجسد ملقى أمامها.. كنت أسيلُ وأنا أفكر.. أسحب وجهي من عيون الرحل.. تمنيت أن يحدث تقلص في قشرةِ الأرض ويستريحَ هذا البيدر. يؤلمني جدا وجع الأشياء التي لا تقدر على البوح.. الإنسان يحارب الطبيعة والطبيعة تحاربه، وهذا البيدر هامد مبلم.. طعنه السيف في خاصرته.. يموت الإنسان بلا سلاح مرات كثيرة ويموت بالسلاح مرة واحدة.. تعب ذعار في رائحة الأنثى في الفراش ولسانها العذب مع أمه.. ذعار يموت مرات كثيرة من أجل أنثى معطرة.. عذبة اللسان.. آخر مرة مات فيها ذعار كانت حين رأى الأنوار الملونة.. لم يحضر ذعار حفلتي.. قال لي قبل الحفلة بدقائق: شهور الصيف شهور التمرد، وشهور الشتاء شهور طلب الحماية والدفء، وأنا حياتي كلها صيف. هذه حفلتي يا ذعار.. السجاد صمغ.. الثريات ناموس.. المدعوون تماثيل تحكّ وجنتيّ.. الأكواب تدور والعصائر رماد والعيون في حالة تزاوج.. الهمس عشاء الجميع.. كانت لأجساد النساء في الحفلة يا ذعار رائحة غائط المرضى ولثيابهن لون بولهم..
التفاعل وجهاً لوجه في الليلة الأولى.. نسبح معاً أو نغرق معاً ..في الليلة الثانية حاكم الفكرة ولا تحاكم الشخص في أول الشتاء.. مبادئ ثلاثة يا ذعار تكفي لوقف الماء عن البيدر ولإنبات شرب السم مع الماء.. قال ذعار ونحن نشيع فتاة جميلة: الأنثى ماء.. وسكت. لِمَ سافرت يا ذعار؟ من لي غيرك أتمرد معه؟ لقد كنا نقتسم الموت.. نلقحُ به ضد الحياة.. من سيمارس الموت معك في المطارات وفي الفنادق الكئيبة؟ ممارسة الموت تحتاج إلى لغة لا يعرف النطق بها إلا أنا وأنت.. اكتب لي وأخبرني عن حال بيدرك في السفر.. هل غرد فيه طائر سنونو؟ هل تطيق المطارات موتك وحزن عيونك؟ هل ما زلت على عهدي بك تكتب شعرًا في الجو؟ هل مارست العبث مرة ثانية وكتبتَ شعر الموت على أوراق جواز سفرك؟ اشرح لي بلغة الأطفال العلاقة بين أمطار قوافيك وبين ابتسامة المضيفة الأعجمية..
ساعي البريد يسوق دراجته.. يستدل على مكاني بالطيور الميتة.. وقّعتُ له باستلام برقية نصها: نرجو متابعة سفارتكم ببلدكم لوجود أشياء تخصكم نرجو استلامها.. تولَ أمري أيها البيدر فلم أعد أقاسم الموت أحداً.
وقفتُ وجيش من الرجفات يغزو مفاصلي، ونفسي ممتلئة باعتراضات كثيرة.. أفكاري تحفر في الغروب خطوطاً بيضاء.. تجرحه كجسد ملقى أمامها.. كنت أسيلُ وأنا أفكر.. أسحب وجهي من عيون الرحل.. تمنيت أن يحدث تقلص في قشرةِ الأرض ويستريحَ هذا البيدر. يؤلمني جدا وجع الأشياء التي لا تقدر على البوح.. الإنسان يحارب الطبيعة والطبيعة تحاربه، وهذا البيدر هامد مبلم.. طعنه السيف في خاصرته.. يموت الإنسان بلا سلاح مرات كثيرة ويموت بالسلاح مرة واحدة.. تعب ذعار في رائحة الأنثى في الفراش ولسانها العذب مع أمه.. ذعار يموت مرات كثيرة من أجل أنثى معطرة.. عذبة اللسان.. آخر مرة مات فيها ذعار كانت حين رأى الأنوار الملونة.. لم يحضر ذعار حفلتي.. قال لي قبل الحفلة بدقائق: شهور الصيف شهور التمرد، وشهور الشتاء شهور طلب الحماية والدفء، وأنا حياتي كلها صيف. هذه حفلتي يا ذعار.. السجاد صمغ.. الثريات ناموس.. المدعوون تماثيل تحكّ وجنتيّ.. الأكواب تدور والعصائر رماد والعيون في حالة تزاوج.. الهمس عشاء الجميع.. كانت لأجساد النساء في الحفلة يا ذعار رائحة غائط المرضى ولثيابهن لون بولهم..
التفاعل وجهاً لوجه في الليلة الأولى.. نسبح معاً أو نغرق معاً ..في الليلة الثانية حاكم الفكرة ولا تحاكم الشخص في أول الشتاء.. مبادئ ثلاثة يا ذعار تكفي لوقف الماء عن البيدر ولإنبات شرب السم مع الماء.. قال ذعار ونحن نشيع فتاة جميلة: الأنثى ماء.. وسكت. لِمَ سافرت يا ذعار؟ من لي غيرك أتمرد معه؟ لقد كنا نقتسم الموت.. نلقحُ به ضد الحياة.. من سيمارس الموت معك في المطارات وفي الفنادق الكئيبة؟ ممارسة الموت تحتاج إلى لغة لا يعرف النطق بها إلا أنا وأنت.. اكتب لي وأخبرني عن حال بيدرك في السفر.. هل غرد فيه طائر سنونو؟ هل تطيق المطارات موتك وحزن عيونك؟ هل ما زلت على عهدي بك تكتب شعرًا في الجو؟ هل مارست العبث مرة ثانية وكتبتَ شعر الموت على أوراق جواز سفرك؟ اشرح لي بلغة الأطفال العلاقة بين أمطار قوافيك وبين ابتسامة المضيفة الأعجمية..
ساعي البريد يسوق دراجته.. يستدل على مكاني بالطيور الميتة.. وقّعتُ له باستلام برقية نصها: نرجو متابعة سفارتكم ببلدكم لوجود أشياء تخصكم نرجو استلامها.. تولَ أمري أيها البيدر فلم أعد أقاسم الموت أحداً.