محمد آيت علو - ماذا يَبْقَى لَكْ؟.. شعر

ما الفائِدهْ؟؟
حين يتنكَّرُ الأصحابُ...!؟
ويطعَنُ الأحبابْ...،
أو يتمَسَّحُونَ بعتَبَةِ الرَّحيل في وجوهٍ...
ما عادتْ تَذْكُرُ أَصْحابَها،
وكأنَّهُم افترشوا ثَرْثَرَتَهُم، وأيامَهُمُ الحُلْوةِ...!
ونَامُوا للأبدِ...!
رَاحُوا، هَدَأوا كالأنقاضِ، أو بَقايا رَمادْ،
وحتَّى حينَ يأتُونَ من أَطْرافِ الوَقْتِ...
من غَياباتِ النِّسْيانِ...
أَنْتَ الوحيدُ، الأجْرَبُ،
وحْدَكْ...! ماذا يَبْقَى لَكْ ؟!
غيرَ نافورةِ ذكرياتٍ
غير صمتٍ، ووَجَعٍ في القلْبِ...
حكاياتٍ لاتنْتهِي...
في صُوَرٍحَدْباءَ...
صمتٍ متعَرِّجٍ، مُتمَوِّجٍ مَقِيتْ....
يَمْتَدُّ بحراً غزيراً عَميقْ...
منْ يَدْلُفهُ لامحالةَ يغْرَقْ
داخلِهُ مفقودٌ، والخارجُ منه مولودٌ
وحدَكْ ... ! أنا الغريقُ
صمتي ماءَ وجْهِي يتدفَّقْ
صمتي لايُبْقِي على شيءٍ
حتَّى يمُوتْ...
أنت وحْدَكْ ؟!
ماذا يَبْقَى لَكْ ؟!
تَصيرُمبعثرَ الكِيانِ،
مُنْكَسِرَ النَّفْسِ والهُويهْ...
هي طريقتُكَ وحيدا،
يتلبَّسُك الوقتُ لَيْلاً طويلاً....
دهراً يَطولُ، حتَّى تخْتَفِي مَعالِمُ الطَّريقْ...
وكأنَّ الوقْتَ لا يَمُرْ...!
والعقارِبُ لا تَحيدُ، ولاتَزولْ
فَأَغْدُو أنا اللَّيلْ...!
كَأَنَّكَ نِهايَةُ رمَقْ !
وأَسْئِلتي تصيرُ غاباتٍ
من الوَجْدِ والأرَقِ
المُعَلَّقِ، أوِ المُحْتَرِقِ...
تتمَسَّحُ بالوقْتِ،
وَمِنْ مُهَجٍ، تلْهَجُ...
أَنْ يا دُنيا إلى أيْن ؟!
إلى أين أيَّتُها الخُيولُ الجامِحَةُ ؟!
المصلوبةُ أنتِ، مثلَ خَناجِرَ عتيقةٍ حدَّ الحَلْقِ
ليس لكَ غير الصَّبرِ دَواءْ ...
وانتظارِ الفَرَجْ...
وليس لكَ معَ طُول اللَّيلِ إلَّا..
تعَقُّبَ الضِّياءِ، فمَعَ الضَّرَّاءِ السَّراءْ...
وأن تتشَمَّرَ وتُرَتِّبَ مع الفَجْر ِلِقاءْ...
حتى تنْصِت إلى همَساتِهِ
وإلى ما يُرسِلُهُ إليْكَ مِنْ شُعَاعٍ...
ومِنْ بهْجَةٍ، حينَ يمُرُّ ببابِكْ..
وما سَيُرْسِلهُ من فرحٍ في حجْمِ السَّماءِ...!
إليْكَ وحْدَكَ حصْرِيا، لأنَّكَ ما فقدت الصبر ولا الأَمَلْ....!
وحدكَ يقيناً كُنْتَ تَنْتَظِرْ...
وما وضَعْتَ في الحُسْبانْ...
عيْناً وفضولاً...
منَ الغَدْرِ يَرْصُدُكَ ويتَرَقَّبْ...
وأنك ما وضَعْتَ، مُحالاً يتعَقَّبْ...
يَقْتَفِي أثَرك مِثْل العُقَّابِ في المَمَرْ...
وَكَيفَ يصْمُدُ قصرُ الرِّمالِ،
إِذا ما عَلَتْهُ المِياهْ؟!
وحدي أَعْلُو على صَهْوَةِ الوَقْتِ،
ولنْ تَكُونَ النِّهَايَهْ...!
ومرَّةً أُخْرَى أَجْتَرُّ غُرْبَتي...
وأَجُرُّ أَذْيالَ خَيْبَتي...
أُفْرِغُ عُزْلَتي ، غَصَصِي الحَرَّى
مرَّةً تِلْوَ أُخْرى...
أتَخَفَّفُ، أَتأفَّفُ، أُحاوِلُ أنْ أنْسَى...
أَتْلُو في صمتٍ،
عباراتِ وَجْدٍ، ألماً تَتَدَفَّقْ
أَتجرَّعُها كَأْساً من شتَّى ألوانِ الأَحْزانْ...!
وَحْدي على صَهْوَةِ الوَقْتِ،
وَحْدي حافياً، على سَطْحِ الرِّمالِ ...
هائماً في الصَّحْراءِ، لا أَهْتَدي مثل العُمْيانْ
رِجْلايَ تتَعَرَّقانِِ
تَغْرَقَانِ ...
تغرقَانِ...وكأنَّهُما في الوَحَلْ
ثم تَحْتَرِقان ِكما قَلْبِيَ المُدْمَى
في عُمْق ِ لَظَى الرِّمالِ
الَّتِي تُحْمى ...
وسَطَ سَعيرِ النِّيرانْ...
أَمشي على النَّارِ حالِماً،
أَسْكُبُ بقايَا الوقدِ وقْتاً يُضاهي الشَّتَات...!
وكَأَنِّي وَحْدي واقِفٌ...
على فَوْهةِ بُركانْ،
أُعَدِّدُ قَتْلايَ...!
والَّذِينَ صَارُوا بِلَا عَدَدْ...!
مثلَ سَواد يوْمٍ جديدْ
ثم أَمْضِي دونَ اتِّجاهٍ وفي اليَدِ آلاَفُ القصَائِدْ..
تَتَملَّى كالطُّيُور البَهِيَّهْ..
تطيرُ فوق المروجِ والرَّوابِي الشَّهِيَّهْ
إلى شمسِ الحريةِ تُغَرِّدْ.
مِثلي تُحَاكِي الحُلْمَ المَشْنُوقَ والفَرَحْ ...
وهاهي الأسْماءُ تُغازِلُ صَمْتي، فِي كَمَدٍ وَقَرَحْ!؟
وَحْدي أَعْبُرُ مَتاهاتِ النِّسيانْ...!
كَشَجَرٍ، كحَفِيفٍ تَعْبَثُ بهِ الرِّيَّاحُ والجُؤارْ
تَبْحثُ أَوْراقي في تَعَبٍ،
عَنْ أَصلِها والفُرُوعْ..
والأَغْصانُ تُوَلْوِلُ إذا ما انْفَصَلتْ
عَنِ الشَّجَرِ، وتَنْتَحِبُ آخِرِ القَرارْ،
ثُمَّ مِنْ جَديدٍ تَصيرُ إلى مَا كَانْ...!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...