محمد الطيب بن إبراهيم بسير الأندلسي - لاحظتني بساحر الطرف منها

لاحظتني بساحر الطرف منها = فغدوت بلحظها مسحورا
وأرتني من القناع منيرا = أخجل الصبح إذ بدا تنويرا
رق معنى جمالها وترقى = فرأيت لديها حسنا كبيرا
خطرت تنثني اعتدالا وعجبا = مثل ما حرك النسيم نضيرا
وأشارت بمعصميها ونادت = من يصيد من الظباء الغريرا
لو رشفت مراشفي اللعس يوما = لسقتك من الثنايا طهورا
حرمت رشفه علي وآلت = حلفة لا يرى لها تكفيرا
رضيت مهجتي عذابي فأهدت = مقلتي الدمع لؤلؤا منثورا
ما لدمع المحب معنى سوى أنه = يأتي من الغرام خبيرا
يفضح المستهام إن رام كتما = فترى الصب هائما أو أسيرا
لا جناح على المحب إذا ما = أظهر الحب في الأنام ظهورا
لذة الصب إن أبان هواه = وأماط عن الحياء الستورا
لست أنسى لويلات سالفات = كان أنسي بها لدي السرورا
ليلة ضمنا الزمان وبتنا = في ارتشاف الكؤوس نهوى المديرا
وتلونا من الجمال حديثا = عن صحاح الثغور يزوي دهورا
شافهت شفتي صحاحة حفظا = لأحاديث أعجزت تفسيرا
علمت بانة الرياض اعتناقا = مثل ما حملته عنها عبيرا
غادة غادرتني بعد وصال = واصلت هجرها زمانا كبيرا
لم أهب من غفوة الوصل حتى = جاءني الهجر من لديها نذيرا
كذب القائلون أني أشلو = إنه كان بالفؤاد بصيرا
ليت شعري وطال منها التجني = هل يعود وصالها لي سميرا
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...