الرسالة الأولى:
15 كانون الثاني 1915
صديقتي العزيزة،
أرجو منك المزيد من التفصيل في كراستك، و إلا فإن أشياء كثيرة ستظل غير محددة.
أود من الآن أن أعبر لك عن رأيي بصدد نقطة محددة:
إنني أنصحك بحذف الفقرة الثالثة: " المطالبة للمرأة بالحب الحر"
فهذا ليس بمطلب بروليتاري، و إنما برجوازي!
ماذا تقصدين بذلك؟ ماذا يمكن أن يفهم من ذلك؟
1- التحرر من الحسابات المادية (المالية) في الحب؟
2- التحرر من الهموم المالية؟
3- التحرر من الآراء المسبقة الدينية؟
4- التحرر من النواهي الأبوية؟
5- التحرر من آراء "المجتمع" المسبقة؟
6- التحرر من البيئة الخسيسة (الفلاحية، البورجوازية الصغيرة، المثقفة البروجوازية)؟
7- التحرر من عراقيل القانون والمحاكم؟
8- التحرر من إنجاب الأولاد؟
9- التحرر من تبعات الحب الجدية؟
10- السماح بالزنا؟ الخ.
لقد عددت كثيرا من النقاط (و ليس جميعها). و أنت لا تقصدين، هذا مؤكد، النقاط من 8 إلى 10، وإنما النقاط من 1 إلى 7، أو شيئاً قريبا من النقاط 1 إلى 7.
ولكن ينبغي، بالنسبة إلى النقاط من 1 إلى 7، اختيار صيغة أخرى، لأن الحب الحر لا يعبر دقيق التعبير عن هذا النوع من الاهتمامات.
إن جمهور و قارئ الكراسة سيفهمان حتما من "الحب الحر" شيئا من النقاط من 8 إلى 10، حتى و لم تشائي ذلك.
و لأن الطبقات الأكثر ثرثرة و الأكثر لغطاً و الأكثر "بروزا" في المجتمع الراهن تفهم بالحب الحر النقاط من 8 إلى 10، لذا فهذا المطلب ليس ببروليتاري و إنما هو بروجوازي.
أما بالنسبة إلى البروليتاريا فان النقاط الأهم هي النقطتان 1 و 2، ثم النقاط من 3 إلى 7، ولكن ليس هذا هو "الحب الحر" بحصر المعنى.
وليست المسألة ما "تقصينه" ذاتيا بهذا. و إنما المسألة مسألة المنطق الموضوعي للعلاقات الطبقية في الحب.
أصافحك مصافحة الصديق!
***
الرسالة الثانية:
24 كانون الثاني 1915
صديقتي العزيزة،
فيما يتعلق بمخطط الكراسة، وجدت أن مطلب "الحب الحر" غير دقيق و أنه يُـظهر، بغض النظر عن إرادتك و رغبتك (أشرت إلى ذلك بقولي: المسألة هي مسألة العلاقات الموضوعية الطبقية وليست مسألة رغباتك الذاتية) في الشروط الاجتماعية الراهنة كمطلب بورجوازي و ليس بروليتاريا.
أنت غير موافقة!
حسناً، لنمحص القضية مرة أخرى.
رغبة مني في التحديد عددت عشرة تأويلات ممكنة (و مختمة في شرط صراع الطبقات) ولاحظت أن التأويلات من 1 إلى 7، ستكون في رأيي، نموذجية أو مميزة للعاملات، و أن التأويلات من 8 إلى 10 نموذجية بالنسبة إلى البروجوازيات. فإذا كنتِ تنفين ذلك فعليك أن تثبتي ما يلي:
1- هذه التأويلات تأويلات خاطئة (و عندها يتوجب استبدالها بأخرى أو رد الخاطئ منها).
2- أو ناقصة (وعندها يجب تكميلها).
3- أو أنها لا تنقسم إلى تأويلات بروليتارية و بورجوازية.
و أنت لا تفعلين شيئا من هذا.
و أنت لا تتعرضين إلى النقاط من 1 إلى 7. إذن هل تعترفين بوجه عام بصحتها؟ إن ما تكتبينه عن "بغاء العاملات و تبعيتهن" "استحالة أن يقلن لا" يتفق تماما مع النقاط من 1 إلى 7. وليس هناك من خلاف البتة بيننا حول هذا الموضوع. كما أنك لا تمارين في أنه تأويل بروليتاري. تبقى النقاط من 8 إلى 10.
أنت "لا تفهمينها تماما" و "تعترضين": "إنني لا أفهم كيف يمكن (أنها كلماتك) توحيد؟؟؟ الحب الحر؟؟؟ مع النقطة 10.
يتضح إذن أنني "أوحِد" و أنت على استعداد لتدميري.
كيف ذلك؟
وأنت بتخليك كليا عن وجهة النظر الموضوعية و الطبقية، تنتقلين إلى " الهجوم" علي، متهمة أياي بأنني "أوحد" الحب الحر مع النقاط من 8 إلى 10.. هذا رائع.. رائع حقا...
"حتى الهوى العابر و العلاقات العابرة" "أكثر شاعرية و نقاوة" من " القبل بلا حب" المتبادلة عادة بين زوجين. هذا ما كتبتيه. وهذا ما تنوين كتابته في كراستك. مدهش.
هل هذه المعارضة منطقية؟ إن القبل العارية من الحب التي يتبادلها الزوجين عادة دنسة. موافق. فبم تردين معارضتها؟ بقبل مليئة بالحب، على ما يبدو؟ كلا، أنك تعارضينها بـ "الهوى" (ولمَ لا تقولين الحب) " العابر" (لمَ العابر؟). وينجم عن ذلك منطقيا أن هذه القبل العارية من الحب (طالما انه عابر) تتعارض مع القبل العارية من الحب التي يتبادلها الزوجين.
غريب حقا! أفليس من الأفضل، في كراسة شعبية، معارضة الزواج القذر و الدنيء غير القائم على الحب (انظري النقطة 6 أو 5 لدي) بالزواج البروليتاري القائم على الحب (على أن تضيفي، إذا كنتِ تصرين على ذلك، إن علاقة الهوى يمكن أن تكون قذرة أو نقية).
إنني لا أريد الدخول في مناظرة. و كان بودي ألا أكتب هذه الرسالة و أن انتظر مقابلتنا. لكني أرغب في أن تكون الكراسة جيدة، وف ي ألا يتمكن أي إنسان من اقتباس جمل محرجة لك منها (إن جملة واحد تكفي أحيانا لتكون مثل قليل من العلقم).
أليست لك صديقة فرنسية اشتراكية؟ ترجمي لها (كما لو أنك تترجمين من الانكليزية) نقاطي من 1 إلى 10 وملاحظاتك على الحب "العابر"، الخ..
أصافحك،
متمنيا لك أن يخف ألمك من أصداع الرأس وأن تتعافي بسرعة
***********
وضعت اينيس آرمان المناضلة الفرنسية المعاصرة للينين مشروعا في بداية عام 1915 لكتابة نشرة للعاملات عن العلاقات بين الرجل و المرأة وقد بعثت بمخطط الكراسة إلى لينين الذي رد عليها برسالتين
15 كانون الثاني 1915
صديقتي العزيزة،
أرجو منك المزيد من التفصيل في كراستك، و إلا فإن أشياء كثيرة ستظل غير محددة.
أود من الآن أن أعبر لك عن رأيي بصدد نقطة محددة:
إنني أنصحك بحذف الفقرة الثالثة: " المطالبة للمرأة بالحب الحر"
فهذا ليس بمطلب بروليتاري، و إنما برجوازي!
ماذا تقصدين بذلك؟ ماذا يمكن أن يفهم من ذلك؟
1- التحرر من الحسابات المادية (المالية) في الحب؟
2- التحرر من الهموم المالية؟
3- التحرر من الآراء المسبقة الدينية؟
4- التحرر من النواهي الأبوية؟
5- التحرر من آراء "المجتمع" المسبقة؟
6- التحرر من البيئة الخسيسة (الفلاحية، البورجوازية الصغيرة، المثقفة البروجوازية)؟
7- التحرر من عراقيل القانون والمحاكم؟
8- التحرر من إنجاب الأولاد؟
9- التحرر من تبعات الحب الجدية؟
10- السماح بالزنا؟ الخ.
لقد عددت كثيرا من النقاط (و ليس جميعها). و أنت لا تقصدين، هذا مؤكد، النقاط من 8 إلى 10، وإنما النقاط من 1 إلى 7، أو شيئاً قريبا من النقاط 1 إلى 7.
ولكن ينبغي، بالنسبة إلى النقاط من 1 إلى 7، اختيار صيغة أخرى، لأن الحب الحر لا يعبر دقيق التعبير عن هذا النوع من الاهتمامات.
إن جمهور و قارئ الكراسة سيفهمان حتما من "الحب الحر" شيئا من النقاط من 8 إلى 10، حتى و لم تشائي ذلك.
و لأن الطبقات الأكثر ثرثرة و الأكثر لغطاً و الأكثر "بروزا" في المجتمع الراهن تفهم بالحب الحر النقاط من 8 إلى 10، لذا فهذا المطلب ليس ببروليتاري و إنما هو بروجوازي.
أما بالنسبة إلى البروليتاريا فان النقاط الأهم هي النقطتان 1 و 2، ثم النقاط من 3 إلى 7، ولكن ليس هذا هو "الحب الحر" بحصر المعنى.
وليست المسألة ما "تقصينه" ذاتيا بهذا. و إنما المسألة مسألة المنطق الموضوعي للعلاقات الطبقية في الحب.
أصافحك مصافحة الصديق!
***
الرسالة الثانية:
24 كانون الثاني 1915
صديقتي العزيزة،
فيما يتعلق بمخطط الكراسة، وجدت أن مطلب "الحب الحر" غير دقيق و أنه يُـظهر، بغض النظر عن إرادتك و رغبتك (أشرت إلى ذلك بقولي: المسألة هي مسألة العلاقات الموضوعية الطبقية وليست مسألة رغباتك الذاتية) في الشروط الاجتماعية الراهنة كمطلب بورجوازي و ليس بروليتاريا.
أنت غير موافقة!
حسناً، لنمحص القضية مرة أخرى.
رغبة مني في التحديد عددت عشرة تأويلات ممكنة (و مختمة في شرط صراع الطبقات) ولاحظت أن التأويلات من 1 إلى 7، ستكون في رأيي، نموذجية أو مميزة للعاملات، و أن التأويلات من 8 إلى 10 نموذجية بالنسبة إلى البروجوازيات. فإذا كنتِ تنفين ذلك فعليك أن تثبتي ما يلي:
1- هذه التأويلات تأويلات خاطئة (و عندها يتوجب استبدالها بأخرى أو رد الخاطئ منها).
2- أو ناقصة (وعندها يجب تكميلها).
3- أو أنها لا تنقسم إلى تأويلات بروليتارية و بورجوازية.
و أنت لا تفعلين شيئا من هذا.
و أنت لا تتعرضين إلى النقاط من 1 إلى 7. إذن هل تعترفين بوجه عام بصحتها؟ إن ما تكتبينه عن "بغاء العاملات و تبعيتهن" "استحالة أن يقلن لا" يتفق تماما مع النقاط من 1 إلى 7. وليس هناك من خلاف البتة بيننا حول هذا الموضوع. كما أنك لا تمارين في أنه تأويل بروليتاري. تبقى النقاط من 8 إلى 10.
أنت "لا تفهمينها تماما" و "تعترضين": "إنني لا أفهم كيف يمكن (أنها كلماتك) توحيد؟؟؟ الحب الحر؟؟؟ مع النقطة 10.
يتضح إذن أنني "أوحِد" و أنت على استعداد لتدميري.
كيف ذلك؟
وأنت بتخليك كليا عن وجهة النظر الموضوعية و الطبقية، تنتقلين إلى " الهجوم" علي، متهمة أياي بأنني "أوحد" الحب الحر مع النقاط من 8 إلى 10.. هذا رائع.. رائع حقا...
"حتى الهوى العابر و العلاقات العابرة" "أكثر شاعرية و نقاوة" من " القبل بلا حب" المتبادلة عادة بين زوجين. هذا ما كتبتيه. وهذا ما تنوين كتابته في كراستك. مدهش.
هل هذه المعارضة منطقية؟ إن القبل العارية من الحب التي يتبادلها الزوجين عادة دنسة. موافق. فبم تردين معارضتها؟ بقبل مليئة بالحب، على ما يبدو؟ كلا، أنك تعارضينها بـ "الهوى" (ولمَ لا تقولين الحب) " العابر" (لمَ العابر؟). وينجم عن ذلك منطقيا أن هذه القبل العارية من الحب (طالما انه عابر) تتعارض مع القبل العارية من الحب التي يتبادلها الزوجين.
غريب حقا! أفليس من الأفضل، في كراسة شعبية، معارضة الزواج القذر و الدنيء غير القائم على الحب (انظري النقطة 6 أو 5 لدي) بالزواج البروليتاري القائم على الحب (على أن تضيفي، إذا كنتِ تصرين على ذلك، إن علاقة الهوى يمكن أن تكون قذرة أو نقية).
إنني لا أريد الدخول في مناظرة. و كان بودي ألا أكتب هذه الرسالة و أن انتظر مقابلتنا. لكني أرغب في أن تكون الكراسة جيدة، وف ي ألا يتمكن أي إنسان من اقتباس جمل محرجة لك منها (إن جملة واحد تكفي أحيانا لتكون مثل قليل من العلقم).
أليست لك صديقة فرنسية اشتراكية؟ ترجمي لها (كما لو أنك تترجمين من الانكليزية) نقاطي من 1 إلى 10 وملاحظاتك على الحب "العابر"، الخ..
أصافحك،
متمنيا لك أن يخف ألمك من أصداع الرأس وأن تتعافي بسرعة
***********
وضعت اينيس آرمان المناضلة الفرنسية المعاصرة للينين مشروعا في بداية عام 1915 لكتابة نشرة للعاملات عن العلاقات بين الرجل و المرأة وقد بعثت بمخطط الكراسة إلى لينين الذي رد عليها برسالتين
فلاديمير لينين - رسالة إلى إيناسا آرمان بخصوص -الحب الحرّ
فلاديمير لينين - رسالة إلى إيناسا آرمان بخصوص -الحب الحرّ
www.ahewar.org