نفذ أمر اعدامي بأقدم ألأسلحة ، قبل أن أشاهد سرعة الرصاص ألتي كانت تتجه نحوي، مجموعة الأسئلة أنستني عملية القتل الساحرة:(هل قتل هابيل بنفس السرعة؟، هل الدماء ألتي ستسيل من جسدي هي نفس الأمتداد لتلك الدماء ألتي سفحت في الخطيئة الأولى؟ ، اذن و بأية آلة دامية تمكن قابيل من قتل هابيل ؟ ). ولفترة قليلة فتحت نواظري، شاهدت آمر فرقة الأعدام مرتديا معطفا أسود و زوجا من أحذية التدريب، ولكنها أحمر اللون، و لابسا نظارات برتقالية اللون، وكان ينظر عابثا الى آخر ساعات قتلي، يشاهد دائما حتى في أقصى حالات غضبه آثارا لمأساة.
جفلت من دوي الرصاصة الأولى.. وكان قلبي النابض يبدو محترا أمام برودة قتلي، ظلم لعينين معصبتين بوشاح أسود أن تدركا تلك الدماء البيضاء ألتي تسيل من روحه براءا، لمدة عدة ساعات بقيت على هذه الحالة، أيقنت بأن الرصاصة الأولى كانت اختبارا لصلاحية آلات القتل، بدون أن يأمروني ومع صوت آمر فرقة الأعدام: ( تهيئوا...!! ) هيئأت نفسي لكي أستقبل الرصاصة الثانية.. سمعت دوي الرصاصة الثانية، كنت أشعر بجري تلك المخلوقات الذاهبة من تحت الجليد، وثبت نفسي.. أسندت ظهري الى تلك الشجرة الوحيدة في تلك المنطقة ألتي كانت بقايا لخراب.. خراب تنزف أشجارها وصخورها أبدا.
خيط من دماء باردة سال على رقبتي.. كان يزحف ببطء الى صدري، امتلأ فمي بالبكاء.. بكاء تفوح منه رائحة الأرض.. هدأتني قليلا، رائحة كانت تعيش في روحي، رائحة الأرض... ابتلع البكاء عيني وقت سماعي لآمر الفرقة وهو يقول للجنود:(كم يوما مضى عليه وهو لم يتناول الغذاء...؟! ). مثل روح و للمرة الأولى يسيل منها الدماء النقية وشعرت بجريان خيط الدماء.
بكيت من ألأعماق حينما سمعت و للمرة الثانية آمر الفرقة اذ يقول للجنود: ( كم يوما مضى عليه وهو لم يتناول الغذاء...؟!). صوت كان يطرب في داخلي.. صوت كمبعث سرور أنشودة لروحي، صوت الطفولة ألتي طيبت أحلامي ازاء هذا الألم المفاجيء.
آمر الفرقة يتحرك اعتباطيا، وينفخ في يديه كي يدفئهما... كان يروح ويجيء وفق نظام معين، على بعد بضعة خطوات خلف ألفرقة ألمعدة ألتي تعدادها اثنا عشرة جنديا، الجنود المسلحون كانوا جامدين في أماكنهم استعدادا لرمي الرصاصة الثالثة، وكانوا ينتظرون الأوامر. (سيدي ... سيدي... من كثرة جوعه لاتسيل منه الدماء! ). هكذا قال جندي لآمر الفرقة قبل اعداد التقارير.
وبموجب التقرير ألذي كتب لآمر الفرقة... أشير في الفقرة الأولى بأنني أحد ألذين يقتلون بأسرع مايمكن... ( احضروا لي تقرير المجرم! ). وضع جنديان أسلحتهما على الثلج، ثم رجعا بضع خطوات الى خلف متثاقلين، هرولا نحو السيارة العسكرية لآمر الفرقة، وحمل كل منهما حقيبة سوداء.. كمن يحمل هما ثقيلا، ثم خطوا خطوات تعبة على الثلج، ووضعاها بهدوء على طاولة تحت مظلة سوداء وكرروا هذه العملية لعدة مرات، بعدها انشغل جميع الجنود و بنفس الطريقة في نقل تلك الحقائب السوداء المملوءة بالتقارير المعدة لجريمتي البيضاء.. خلال ساعات قليلة غطت الحقائب السوداء تلك المنطقة المغطاة بالثلج.. هطول الثلج أتعب الجنود... بعد عدة ذكريات حلوة و أحلام جميلة أحسست بأن اعدادهم ستقل تدريجيا، بعضهم كتلك ألأحصنة ألتعبة ألتي تعدو في ليلة صافية و باردة تحت ضوء القمر وغير ألزفير الرطب لم تبدر أية حركة.
آمر فرقة الأاعدام غاطس حتى ركبتيه في الثلج منشغل بتقصي التقارير، بين الحين والحين كان البرد يثقل أجفانه، كان الجنود ينظرون اليه ببصيرة ضعيفة... بعضهم كان يغني بصوت واطيء أغنية تفوح منها رائحة الموت... من وقت لآخر كان آمر الفرقة وخلف نظارته البرتقالية يدقق النظر في يوميا ممن ينظر الى شيء لا أهمية له، في خضم الثلج والعاصفة وحتى مدى البصر كانت الدنيا بياضا، كانت الرياح تجر التقارير معها... وأمام هذا الطقس ساحر كانت الكلمات تنساب على الثلج، نهض آمر الفرقة وجمع بعض التقارير ألتي بعثرتها الرياح وضعتها أمامه و بقداحته البيضاء اشعل فيها النيران ، وفي أفق أبيض كانت النار تتقد و تعطي بريقا لامعا وصنعت نقشا اسطوريا على الثلج، نقشا تمنح السكينة للروح وكأن النقش نداء ويتحدث بلغة الأرض اذ يقول:( اقترفتهم الجريمة بجعلي أولى ألضحايا! )، في هذا الوقت كنت اشاهد كلماتي وهي تحترق. كنت اشاهدهم بجناحين زرقوين داخل دمي الهادر، وفي تلك الجروح ألتي كونها الرصاص، كانت تنضح الأتربة المشبعة بالورود والحشائش الربيعية الندية... ندى كونها رذاذ أمطار غزيرة ناعسة على وريقات الورود تحت ضوء القمر، وكنت اشاهد في أماكن الاصابات جرحا... جرحا يظهر فيه جثة لخطيئة الأولى، وأحسست برائحة كانت تبعث الحياة في الروح... رائحة الأرض تجري في دمائنا مهما كنا متسممين.
جفلت من دوي الرصاصة الأولى.. وكان قلبي النابض يبدو محترا أمام برودة قتلي، ظلم لعينين معصبتين بوشاح أسود أن تدركا تلك الدماء البيضاء ألتي تسيل من روحه براءا، لمدة عدة ساعات بقيت على هذه الحالة، أيقنت بأن الرصاصة الأولى كانت اختبارا لصلاحية آلات القتل، بدون أن يأمروني ومع صوت آمر فرقة الأعدام: ( تهيئوا...!! ) هيئأت نفسي لكي أستقبل الرصاصة الثانية.. سمعت دوي الرصاصة الثانية، كنت أشعر بجري تلك المخلوقات الذاهبة من تحت الجليد، وثبت نفسي.. أسندت ظهري الى تلك الشجرة الوحيدة في تلك المنطقة ألتي كانت بقايا لخراب.. خراب تنزف أشجارها وصخورها أبدا.
خيط من دماء باردة سال على رقبتي.. كان يزحف ببطء الى صدري، امتلأ فمي بالبكاء.. بكاء تفوح منه رائحة الأرض.. هدأتني قليلا، رائحة كانت تعيش في روحي، رائحة الأرض... ابتلع البكاء عيني وقت سماعي لآمر الفرقة وهو يقول للجنود:(كم يوما مضى عليه وهو لم يتناول الغذاء...؟! ). مثل روح و للمرة الأولى يسيل منها الدماء النقية وشعرت بجريان خيط الدماء.
بكيت من ألأعماق حينما سمعت و للمرة الثانية آمر الفرقة اذ يقول للجنود: ( كم يوما مضى عليه وهو لم يتناول الغذاء...؟!). صوت كان يطرب في داخلي.. صوت كمبعث سرور أنشودة لروحي، صوت الطفولة ألتي طيبت أحلامي ازاء هذا الألم المفاجيء.
آمر الفرقة يتحرك اعتباطيا، وينفخ في يديه كي يدفئهما... كان يروح ويجيء وفق نظام معين، على بعد بضعة خطوات خلف ألفرقة ألمعدة ألتي تعدادها اثنا عشرة جنديا، الجنود المسلحون كانوا جامدين في أماكنهم استعدادا لرمي الرصاصة الثالثة، وكانوا ينتظرون الأوامر. (سيدي ... سيدي... من كثرة جوعه لاتسيل منه الدماء! ). هكذا قال جندي لآمر الفرقة قبل اعداد التقارير.
وبموجب التقرير ألذي كتب لآمر الفرقة... أشير في الفقرة الأولى بأنني أحد ألذين يقتلون بأسرع مايمكن... ( احضروا لي تقرير المجرم! ). وضع جنديان أسلحتهما على الثلج، ثم رجعا بضع خطوات الى خلف متثاقلين، هرولا نحو السيارة العسكرية لآمر الفرقة، وحمل كل منهما حقيبة سوداء.. كمن يحمل هما ثقيلا، ثم خطوا خطوات تعبة على الثلج، ووضعاها بهدوء على طاولة تحت مظلة سوداء وكرروا هذه العملية لعدة مرات، بعدها انشغل جميع الجنود و بنفس الطريقة في نقل تلك الحقائب السوداء المملوءة بالتقارير المعدة لجريمتي البيضاء.. خلال ساعات قليلة غطت الحقائب السوداء تلك المنطقة المغطاة بالثلج.. هطول الثلج أتعب الجنود... بعد عدة ذكريات حلوة و أحلام جميلة أحسست بأن اعدادهم ستقل تدريجيا، بعضهم كتلك ألأحصنة ألتعبة ألتي تعدو في ليلة صافية و باردة تحت ضوء القمر وغير ألزفير الرطب لم تبدر أية حركة.
آمر فرقة الأاعدام غاطس حتى ركبتيه في الثلج منشغل بتقصي التقارير، بين الحين والحين كان البرد يثقل أجفانه، كان الجنود ينظرون اليه ببصيرة ضعيفة... بعضهم كان يغني بصوت واطيء أغنية تفوح منها رائحة الموت... من وقت لآخر كان آمر الفرقة وخلف نظارته البرتقالية يدقق النظر في يوميا ممن ينظر الى شيء لا أهمية له، في خضم الثلج والعاصفة وحتى مدى البصر كانت الدنيا بياضا، كانت الرياح تجر التقارير معها... وأمام هذا الطقس ساحر كانت الكلمات تنساب على الثلج، نهض آمر الفرقة وجمع بعض التقارير ألتي بعثرتها الرياح وضعتها أمامه و بقداحته البيضاء اشعل فيها النيران ، وفي أفق أبيض كانت النار تتقد و تعطي بريقا لامعا وصنعت نقشا اسطوريا على الثلج، نقشا تمنح السكينة للروح وكأن النقش نداء ويتحدث بلغة الأرض اذ يقول:( اقترفتهم الجريمة بجعلي أولى ألضحايا! )، في هذا الوقت كنت اشاهد كلماتي وهي تحترق. كنت اشاهدهم بجناحين زرقوين داخل دمي الهادر، وفي تلك الجروح ألتي كونها الرصاص، كانت تنضح الأتربة المشبعة بالورود والحشائش الربيعية الندية... ندى كونها رذاذ أمطار غزيرة ناعسة على وريقات الورود تحت ضوء القمر، وكنت اشاهد في أماكن الاصابات جرحا... جرحا يظهر فيه جثة لخطيئة الأولى، وأحسست برائحة كانت تبعث الحياة في الروح... رائحة الأرض تجري في دمائنا مهما كنا متسممين.