يوما بعد يوم تزداد وقائع السرقات والاقتباسات الأدبية، دون إشارة إلى صاحب النص الأصلى، أو مصدر تلك النصوص، وأصبحت فى عصر الإنترنت والتكنولوجيا الحديثة آفة ربما يصعب التخلص منها.
ولكن السرقات الأدبية أو كما يقال "النحل الأدبى" بالإضافة إلى الاقتباسات دون الإشارة إلى مصدرها الأصلى ليست بالظهور الحديثة، ولم يكن عصر الإنترنت هو أولى العصور التى تشهد مثل هذه الوقائع السيئة فى تاريخ الأدب.
فبحسب الدكتور نوح أحمد عبكل فى كتابه " المصطلح النقدي والبلاغي عند الآمدي في كتابه الموازنة بين شعر أبي تمام والبحترى"عند تتبع تاريخ السرقات نجد أن السرقات الأدبية قديمة فى تاريخ الفكر الإنسانى، وجدت عند اليونان والرومان، منذ عهد بعيد، وفى تاريخنا أدبنا العربى، نجد أن السرقات عرفت منذ العصر الجاهلى وتكاد تكون من أوسع الأبواب فى النقد العربى، فمثل طرفة بن العبد كتب ينفى عن نفسه صفة السرقة، ويعتبرها من الأمور المعيبة إذا قال:
ولا أغير على الأشعار اسرقها = عنها غنيت وشر الناس من سرقا
ويذكر الكتاب أن فى العصر العباسى ازدادت وتعددت مصادر السرقة الأدبية، بسبب تعدد المصادر الثقافية، فأثارات بذلك حركة نقدية واسعة، أفرزت الكثير من المؤلفات والكتب المتنوعة، التى دارت حول شعراء كبار كأبى نواس وأبى تمام والبحترى والمتنبى.
ولعل الأصمعى هو أول من أشار إلى السرقة الأدبية عند حديثه عن شعر النابغة الجعدى، بقوله: "والشعر الأول من قوله جيد، والآخر كأنه مسروق، وليس بجيد"، وفى موضع آخر يقول: "تسعة أعشار شعر الفرزدق سرقة، وأما جرير فما علمته سرق إلا نصف بيت".
كما تناول ابن سلام قضية السرقات فى العصر الجاهلى فى كتابه طبقات فحول الشعراء، فتنبه إلى أن اختلاف الروايات بين الشعراء قد تؤدى إلى الاهتمام بالسرقة، فبعض الرواة يأخذون أبيانا من شعر ينسبونها إلى شاعر آخر، أو يضم الشاعر بيتا من شعر غيره إلى شعره، كذلك أشار إلى ضربين من السرقة دون ان يوضحهما وهما :"الإغارة والاشتراك" فقصد بهما السرقة بمدلوها العام.
وبحسب دراسة بعنوان "السرقات الأدبية ونظرية التناص بين الاتصال والانفصال" للباحث فؤاد حملاوى، فأن بعض الباحثين يروا أن دراسات السرقات الأدبية لم تظهر إلا عندما ظهر أبو تمام، ويميل إلى ذلك الدكتور محمد مندور، استنادا لأمرين: أولا: قيام خصومة عنيفة حول أبى تمام، والثابت أن مسالة السرقات قد اتخذت سلاحا قويا لللتجريح حتى ألفت كتب عدة لإخرج سرقات أبى تمام، وثانيا أن مؤيدى أبى تمام، وأصحابة عندما قالوا أن شاعرهم قد اخترع مذهبا جديدا وأصبح إمام فيه، لم يجد خصوم هذه المذهب سبيلا إلى رد ذلك الإدعاء، خيرا من أن يبحثوا للشاعر عن سرقاته ليدلوا على أنه لم يجدد شيئا وإنما أخذ من السابقين وأفرط وبالغ.
ومن الوقائع الشهيرة التى كانت فى العصور الحديثة، وكانت بداية ظهور هذه المصطلح فى العصر الحديث، ما حدث فى بدايات القرن العشرين، وذكرها الدكتور عبدالله خضر حمد فى كتابه " المذاهب الأدبية: دراسة و تحليل" أنه فى عام 1916 انفصل عبد الرحمن شكرى عن زميليه إبراهيم المازنى بعد أن استفحلت الوشايات بينهم، وثارت إثر ذلك الخصومة، فأخذ شكرى يعيب على المازنى انتحاله لبعض الأشعار الإنجليزية بعامة، ومما دون فى "الكنز الذهبى" بخاصة، وكتب فى مقدمة الجزء الخامس من ديوانه يندد بهذه السرقات الشعرية وتبادلا النقد على صفحات جريدة النظام، وكتب شكرى يهاجم المازنى والعقاد، لأن الأخير انتصر لصديقخه المازنى.
www.youm7.com
ولكن السرقات الأدبية أو كما يقال "النحل الأدبى" بالإضافة إلى الاقتباسات دون الإشارة إلى مصدرها الأصلى ليست بالظهور الحديثة، ولم يكن عصر الإنترنت هو أولى العصور التى تشهد مثل هذه الوقائع السيئة فى تاريخ الأدب.
فبحسب الدكتور نوح أحمد عبكل فى كتابه " المصطلح النقدي والبلاغي عند الآمدي في كتابه الموازنة بين شعر أبي تمام والبحترى"عند تتبع تاريخ السرقات نجد أن السرقات الأدبية قديمة فى تاريخ الفكر الإنسانى، وجدت عند اليونان والرومان، منذ عهد بعيد، وفى تاريخنا أدبنا العربى، نجد أن السرقات عرفت منذ العصر الجاهلى وتكاد تكون من أوسع الأبواب فى النقد العربى، فمثل طرفة بن العبد كتب ينفى عن نفسه صفة السرقة، ويعتبرها من الأمور المعيبة إذا قال:
ولا أغير على الأشعار اسرقها = عنها غنيت وشر الناس من سرقا
ويذكر الكتاب أن فى العصر العباسى ازدادت وتعددت مصادر السرقة الأدبية، بسبب تعدد المصادر الثقافية، فأثارات بذلك حركة نقدية واسعة، أفرزت الكثير من المؤلفات والكتب المتنوعة، التى دارت حول شعراء كبار كأبى نواس وأبى تمام والبحترى والمتنبى.
ولعل الأصمعى هو أول من أشار إلى السرقة الأدبية عند حديثه عن شعر النابغة الجعدى، بقوله: "والشعر الأول من قوله جيد، والآخر كأنه مسروق، وليس بجيد"، وفى موضع آخر يقول: "تسعة أعشار شعر الفرزدق سرقة، وأما جرير فما علمته سرق إلا نصف بيت".
كما تناول ابن سلام قضية السرقات فى العصر الجاهلى فى كتابه طبقات فحول الشعراء، فتنبه إلى أن اختلاف الروايات بين الشعراء قد تؤدى إلى الاهتمام بالسرقة، فبعض الرواة يأخذون أبيانا من شعر ينسبونها إلى شاعر آخر، أو يضم الشاعر بيتا من شعر غيره إلى شعره، كذلك أشار إلى ضربين من السرقة دون ان يوضحهما وهما :"الإغارة والاشتراك" فقصد بهما السرقة بمدلوها العام.
وبحسب دراسة بعنوان "السرقات الأدبية ونظرية التناص بين الاتصال والانفصال" للباحث فؤاد حملاوى، فأن بعض الباحثين يروا أن دراسات السرقات الأدبية لم تظهر إلا عندما ظهر أبو تمام، ويميل إلى ذلك الدكتور محمد مندور، استنادا لأمرين: أولا: قيام خصومة عنيفة حول أبى تمام، والثابت أن مسالة السرقات قد اتخذت سلاحا قويا لللتجريح حتى ألفت كتب عدة لإخرج سرقات أبى تمام، وثانيا أن مؤيدى أبى تمام، وأصحابة عندما قالوا أن شاعرهم قد اخترع مذهبا جديدا وأصبح إمام فيه، لم يجد خصوم هذه المذهب سبيلا إلى رد ذلك الإدعاء، خيرا من أن يبحثوا للشاعر عن سرقاته ليدلوا على أنه لم يجدد شيئا وإنما أخذ من السابقين وأفرط وبالغ.
ومن الوقائع الشهيرة التى كانت فى العصور الحديثة، وكانت بداية ظهور هذه المصطلح فى العصر الحديث، ما حدث فى بدايات القرن العشرين، وذكرها الدكتور عبدالله خضر حمد فى كتابه " المذاهب الأدبية: دراسة و تحليل" أنه فى عام 1916 انفصل عبد الرحمن شكرى عن زميليه إبراهيم المازنى بعد أن استفحلت الوشايات بينهم، وثارت إثر ذلك الخصومة، فأخذ شكرى يعيب على المازنى انتحاله لبعض الأشعار الإنجليزية بعامة، ومما دون فى "الكنز الذهبى" بخاصة، وكتب فى مقدمة الجزء الخامس من ديوانه يندد بهذه السرقات الشعرية وتبادلا النقد على صفحات جريدة النظام، وكتب شكرى يهاجم المازنى والعقاد، لأن الأخير انتصر لصديقخه المازنى.
تاريخ السرقات الأدبية.. سرقة النصوص الإبداعية هل هى ظاهرة جديدة؟ - اليوم السابع
يوما بعد يوم تزداد وقائع السرقات والاقتباسات الأدبية، دون إشارة إلى صاحب النص الأصلى، أو مصدر تلك النصوص، وأصبحت فى عصر الإنترنت والتكنولوجيا الحديثة آفة ربما يصعب التخلص منها.