لا أريدُ أن تمشي على دَرَجات المُستشفَى المرمريّ.
لا أريدُ أن تنتظري في باب غرفة العمليات نصف المفتوحة -
لحمٌ مُشَرَّحٌ، دمٌ، لكن هو ليسَ دمُ طمثكِ كلَّ سبعٌ وعشرين يوماً،
وإن كان حتى هذا يُبعدني عنكِ، يَعوقُني، يُقلقُني.
الدمُ يجبُ أن يسري في العروقِ، خفياً.
لنسمعهُ، في الليل قلباً قرب قلب،
كالموسيقى في الطابق أسفلنا،
حيثُ زوجان غريبان، يهيئان بالموسيقى لعلاقة حُبٍّ أعمق.
لا أريدُ، أن تتجولي في تلك الممرات،
التي تفوح فيها رائحة اليُود، والكافور والموت.
لا أريدُ أن تكوني ممرضةَ أحدٍ، ولا حتى ممرضتي.
لا أريدُ أن تعتني بالمُقعدينَ، ولا بالتماثيل الجذمة،
ولا بالحَمَامةِ التي هشَّمَ الخردق منبت جناحها الأيسر.
لا أريدُ ابتسامتكِ أن تُبَجِّلَ العُراة المقتولين، حتى وإن كانوا رفاقي.
ابقي أنتِ هكذا كما أنتِ يافعةً، أو قومي بِحُريكةٍ صغيرة،
تُسرِّحين بها تموجات السجادة المتراكمة أمام السرير،
أو ليكن جلَّ ما تفعلينه هو أن تُمشطي - أجملُ تسريحة شعرٍ ابتكرتِها لي - شعريَّ المُبتلّ،
و يُمكِنُ أن تُحضِري الشَّايَ بالصينية الكبيرة كلَّ صباح ٍ،
كما لو أنها قيثارة، رغم انكِ لا تنوين العزف عليها،
غير أن القيثارة ستُرَنِّمُ من تلقاء نفسها، حالما أنظر إليكِ.
فكما تعرفين، إن في فُصِّ الخاتم المتلألئ الذي حَظيتُ به منكِ مدينةٌ مضاءةٌ - تلمعُ بأضوائها الخضراء، ومصابيحها.
في شوارعها العريضة راقصات صبايا - يتجولّنَ بفوانيس ورقية قُرمزيّة وأزهار أقحوان،
وشابٌ، من الشرفة ينثرُ في شُعُرِهِنَّ قصاصات ورق ملونة من قصائدي الممزقة.
لأجل ذلك، أدرتُ فُصَّ الخاتم وأطبقتُ عليه راحتي،
لكيلا تُصيبُ عينُ حسودٍ أو حاقدٍ، هذه السعادة التي لا أريدُ أن تنضب مهما طال الزمن،
وغداً عند الفجر سنجد الغزلان الثلاثة نافقة في المصعد.
هذه القصيدة من مجموعته الشهيرة
"أيروتيكا" أو معزوفةٌ موسيقيةٌ صغيرةٌ على السُلَّم الأحمر "دو"
نبذة عن حياة الشاعر تجدونها في هذا الرابط:
لا أريدُ أن تنتظري في باب غرفة العمليات نصف المفتوحة -
لحمٌ مُشَرَّحٌ، دمٌ، لكن هو ليسَ دمُ طمثكِ كلَّ سبعٌ وعشرين يوماً،
وإن كان حتى هذا يُبعدني عنكِ، يَعوقُني، يُقلقُني.
الدمُ يجبُ أن يسري في العروقِ، خفياً.
لنسمعهُ، في الليل قلباً قرب قلب،
كالموسيقى في الطابق أسفلنا،
حيثُ زوجان غريبان، يهيئان بالموسيقى لعلاقة حُبٍّ أعمق.
لا أريدُ، أن تتجولي في تلك الممرات،
التي تفوح فيها رائحة اليُود، والكافور والموت.
لا أريدُ أن تكوني ممرضةَ أحدٍ، ولا حتى ممرضتي.
لا أريدُ أن تعتني بالمُقعدينَ، ولا بالتماثيل الجذمة،
ولا بالحَمَامةِ التي هشَّمَ الخردق منبت جناحها الأيسر.
لا أريدُ ابتسامتكِ أن تُبَجِّلَ العُراة المقتولين، حتى وإن كانوا رفاقي.
ابقي أنتِ هكذا كما أنتِ يافعةً، أو قومي بِحُريكةٍ صغيرة،
تُسرِّحين بها تموجات السجادة المتراكمة أمام السرير،
أو ليكن جلَّ ما تفعلينه هو أن تُمشطي - أجملُ تسريحة شعرٍ ابتكرتِها لي - شعريَّ المُبتلّ،
و يُمكِنُ أن تُحضِري الشَّايَ بالصينية الكبيرة كلَّ صباح ٍ،
كما لو أنها قيثارة، رغم انكِ لا تنوين العزف عليها،
غير أن القيثارة ستُرَنِّمُ من تلقاء نفسها، حالما أنظر إليكِ.
فكما تعرفين، إن في فُصِّ الخاتم المتلألئ الذي حَظيتُ به منكِ مدينةٌ مضاءةٌ - تلمعُ بأضوائها الخضراء، ومصابيحها.
في شوارعها العريضة راقصات صبايا - يتجولّنَ بفوانيس ورقية قُرمزيّة وأزهار أقحوان،
وشابٌ، من الشرفة ينثرُ في شُعُرِهِنَّ قصاصات ورق ملونة من قصائدي الممزقة.
لأجل ذلك، أدرتُ فُصَّ الخاتم وأطبقتُ عليه راحتي،
لكيلا تُصيبُ عينُ حسودٍ أو حاقدٍ، هذه السعادة التي لا أريدُ أن تنضب مهما طال الزمن،
وغداً عند الفجر سنجد الغزلان الثلاثة نافقة في المصعد.
هذه القصيدة من مجموعته الشهيرة
"أيروتيكا" أو معزوفةٌ موسيقيةٌ صغيرةٌ على السُلَّم الأحمر "دو"
نبذة عن حياة الشاعر تجدونها في هذا الرابط: