عدت منذ قليل ، بعد أن خرجت اتقفى اثر الغناء والموسيقا في محيط البيت .. لم أكن على يقين أن الحفلة في مكان عام، سألت طارق هل تسمع صوت الغناء؟ أجابني دون اهتمام : الجيران كما العادة!
كان الوقت يقارب الساعة السابعة مساء، ونحن في شهر سبتمبر ، لم يزل الطقس يستعير من الصيف دفئه ، وأنا جالسة امام جهاز اللاب توب و السماعات على اذني تخفف الصوت ..
وفجأة نزعتهم والتفت الى هند وطارق وكان صديقهما الهولندي جريسي يتابعون برنامجا كوميديا ويضحكون، منسجمون ويتبادلون التعليقات، يتحدثون في شؤونهم وصوت الموسيقا من الخارج يعلو في الأجواء، والنافذة تهيء لي خيالات رائعة لحفل في الخارج
نهضت من على الكرسي وبكل حماس دعوتهم لمرافقتي، هذا فجأة قررت الخروج والالتحاق بالحفل، ارتديت ملابس الخروج في اقل من دقيقة، وكل ظنوني ان الحفل مقام في مجمع التسوق حيث الساحة الصغيرة..القريبة من السكن ، كان ردهم فاتر ورفضوا .
شغف للرقص بجنون وسط جمع من المحتفلين كان يستعر داخلي ،هذا الشعر رافقني أثناء الهرولة على السلالم ، وفكرت ربما اكتفي بالمشاهدة عن كثب ، اريد ان اكون هناك ..اسعى لقتل الضجر والغربة .. خرجت مسرعة لان حماسهم لمرافقتي اعطيته درجة الصفر من عشرة.
حينما فتحت البوابة الحديدية الضخمة للفناء الخارجي، لفحتني رائحة العشب المجزوز هذا الصباح، كانت النسمات الناعمة تحمل الرائحة في عتمة لايتخللها الا أضواء بعض البيوت .. فجأة وجدت صديق الاولاد الهولندي "جريسي" اصبح بجانبي .. وأشار علي أن الحفل في الاتجاه المقابل وليس قريبا كما ظننت .. ولكن الموسيقا تصدح في ارجاء الحي الواسع ..خلف بيتنا ممرا بين المروج الخضراء مخصصا للمشي و الدراجات ، لم أكن امشي حينما سمعت صوت انفاسي اللاهثة للحاق بالاحتفال، كنت اهرول حينما ادركت أن الشاب بجانبي يعاني من عرج بسيط أثناء المشي في ساقه اليسرى !! شاب رياضي كنت اخشى ان لايستطيع مسايرة خطواتي الثقيلة ..فإذا به يمشي ببطء .
الموسيقا تعلو وتعلو واينما اتجهت تزداد حدة ارتفاع الصوت والغناء، الذي تتخلله كلمات هولندية لاافهمها .. رغم ان الشاب الذي تبرع بمرافقتي من منطلق انه ابن البلد الشهم مما جعلني انسى ندالة اولادي ..يعرف خارطة الطريق لكنني كنت اسرع منه واتقدمه، وتتقاطع الطرقات والارصفة بالمساحات المعشبة ، صرت ادوس على العشب معتقدة انني اختصر المسافة، لكن في الواقع حينما وصلنا بعد ربع ساعة مقتربين من مصدر الغناء وجدنا بوابة حديدية وبعض الخيام داخل مكان مغلق وله أسوار .. وقفنا وسط الدائرة ثم قررنا تصحيح الطريق ..
عدنا ادراجنا نمشي على العشب مرة وعلى ممر ترابي أو رصيف مبلط مرة اخرى حتى وصلنا إلى طريق واسعة، ووجدنا كثير من أهل الحي يسيرون بذات الاتجاه وبعضهم عائد منه
وأخيراً.. صرت بمواجهة المكان تحيط به قناة مائية ضيقة، وشكرت رفيقي انه لم يتركني إلى جنوني لحظة .. حيث اجهل الممرات المزدحمة بكثافة الاشجار وعتمة الطريق فأعمدة الأنارة فقط في الطرق المخصصة للسيارات ونحن سرنا في شبه ادغال صغيرة ..
وقفت أتامل المكان وكنت قد سألته اكثر من مرة هل انت بخير؟ ويجيب أوك
كان علي ان ادخل للاحتفال مصدر الموسيقا والغناء لكنه قال لي بخجل: لقد كنت اتدرب هذا الصباح ووقعت على قدمي !!1وسأعود إلى البيت!
في ذات اللحظة كان يأتي من مكبر الصوت اغنية جميلة : It's now or never. That was the song I think.
انصتنا اليه جيدا واكتشفنا أنها الاغنية الاخيرة في الحفل!
تقدمت قليلا وفتحت هاتفي لاسجل هذه اللحظة الجميلة التى دفعني اليها شغف مفاجئ ، لحضور حفل موسيقي لكنني وصلت متأخرة كان الصوت يردد :
When I first saw you, with your smile so tender
My heart was captured, my soul surrendered.
I'd spend a lifetime, waiting for the right time
Now that your near, the time is here at last.
It's now or never, come hold me tight
Kiss me my darling, be mine tonight
Tomorrow will be too late, it's now or never
My love won't wait.
كأن هذه الأغنية تتحدث عن مشاعري في تلك اللحظة ، لقد وصلت مع نهاية الحفل لاستمع ألى كلمات كأنها اشارة ، في الواقع علينا في كثير من الاحيان ان نستمع الى صوتنا الداخلي
أثناء العودة ، اكتشفت ، أن مكان الحفل لايبعد عن البيت سوى 7 دقائق من المشي لو اخترت الطريق والممر الصحيح .. ونظرت إلى رفيقي الشاب وسألته لما لم تخبرني ؟
أجاب بخجل: لاأعلم كنت مستعجلة ولم أكن متأكدا من موقع الحفل عدت اتمشى متمهلة وخلفنا نساء ورجال واطفال اسمع اصوات ضحكاتهم ومرحهم يؤنس الليل في حينا الذي يحتفل دون ن اعرف المناسبة ..
وصلت واكتشفت أنني كنت اتبع رائحة العشب الاخضر الذي جزته السيارة في الصباح لهذا ضاعت حاسة السمع مقابل حاسة الرائحة .
رزان نعيم المغربي
كاتبة ليبية تقيم في هولندا
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=578089762820011&id=347008009261522
كان الوقت يقارب الساعة السابعة مساء، ونحن في شهر سبتمبر ، لم يزل الطقس يستعير من الصيف دفئه ، وأنا جالسة امام جهاز اللاب توب و السماعات على اذني تخفف الصوت ..
وفجأة نزعتهم والتفت الى هند وطارق وكان صديقهما الهولندي جريسي يتابعون برنامجا كوميديا ويضحكون، منسجمون ويتبادلون التعليقات، يتحدثون في شؤونهم وصوت الموسيقا من الخارج يعلو في الأجواء، والنافذة تهيء لي خيالات رائعة لحفل في الخارج
نهضت من على الكرسي وبكل حماس دعوتهم لمرافقتي، هذا فجأة قررت الخروج والالتحاق بالحفل، ارتديت ملابس الخروج في اقل من دقيقة، وكل ظنوني ان الحفل مقام في مجمع التسوق حيث الساحة الصغيرة..القريبة من السكن ، كان ردهم فاتر ورفضوا .
شغف للرقص بجنون وسط جمع من المحتفلين كان يستعر داخلي ،هذا الشعر رافقني أثناء الهرولة على السلالم ، وفكرت ربما اكتفي بالمشاهدة عن كثب ، اريد ان اكون هناك ..اسعى لقتل الضجر والغربة .. خرجت مسرعة لان حماسهم لمرافقتي اعطيته درجة الصفر من عشرة.
حينما فتحت البوابة الحديدية الضخمة للفناء الخارجي، لفحتني رائحة العشب المجزوز هذا الصباح، كانت النسمات الناعمة تحمل الرائحة في عتمة لايتخللها الا أضواء بعض البيوت .. فجأة وجدت صديق الاولاد الهولندي "جريسي" اصبح بجانبي .. وأشار علي أن الحفل في الاتجاه المقابل وليس قريبا كما ظننت .. ولكن الموسيقا تصدح في ارجاء الحي الواسع ..خلف بيتنا ممرا بين المروج الخضراء مخصصا للمشي و الدراجات ، لم أكن امشي حينما سمعت صوت انفاسي اللاهثة للحاق بالاحتفال، كنت اهرول حينما ادركت أن الشاب بجانبي يعاني من عرج بسيط أثناء المشي في ساقه اليسرى !! شاب رياضي كنت اخشى ان لايستطيع مسايرة خطواتي الثقيلة ..فإذا به يمشي ببطء .
الموسيقا تعلو وتعلو واينما اتجهت تزداد حدة ارتفاع الصوت والغناء، الذي تتخلله كلمات هولندية لاافهمها .. رغم ان الشاب الذي تبرع بمرافقتي من منطلق انه ابن البلد الشهم مما جعلني انسى ندالة اولادي ..يعرف خارطة الطريق لكنني كنت اسرع منه واتقدمه، وتتقاطع الطرقات والارصفة بالمساحات المعشبة ، صرت ادوس على العشب معتقدة انني اختصر المسافة، لكن في الواقع حينما وصلنا بعد ربع ساعة مقتربين من مصدر الغناء وجدنا بوابة حديدية وبعض الخيام داخل مكان مغلق وله أسوار .. وقفنا وسط الدائرة ثم قررنا تصحيح الطريق ..
عدنا ادراجنا نمشي على العشب مرة وعلى ممر ترابي أو رصيف مبلط مرة اخرى حتى وصلنا إلى طريق واسعة، ووجدنا كثير من أهل الحي يسيرون بذات الاتجاه وبعضهم عائد منه
وأخيراً.. صرت بمواجهة المكان تحيط به قناة مائية ضيقة، وشكرت رفيقي انه لم يتركني إلى جنوني لحظة .. حيث اجهل الممرات المزدحمة بكثافة الاشجار وعتمة الطريق فأعمدة الأنارة فقط في الطرق المخصصة للسيارات ونحن سرنا في شبه ادغال صغيرة ..
وقفت أتامل المكان وكنت قد سألته اكثر من مرة هل انت بخير؟ ويجيب أوك
كان علي ان ادخل للاحتفال مصدر الموسيقا والغناء لكنه قال لي بخجل: لقد كنت اتدرب هذا الصباح ووقعت على قدمي !!1وسأعود إلى البيت!
في ذات اللحظة كان يأتي من مكبر الصوت اغنية جميلة : It's now or never. That was the song I think.
انصتنا اليه جيدا واكتشفنا أنها الاغنية الاخيرة في الحفل!
تقدمت قليلا وفتحت هاتفي لاسجل هذه اللحظة الجميلة التى دفعني اليها شغف مفاجئ ، لحضور حفل موسيقي لكنني وصلت متأخرة كان الصوت يردد :
When I first saw you, with your smile so tender
My heart was captured, my soul surrendered.
I'd spend a lifetime, waiting for the right time
Now that your near, the time is here at last.
It's now or never, come hold me tight
Kiss me my darling, be mine tonight
Tomorrow will be too late, it's now or never
My love won't wait.
كأن هذه الأغنية تتحدث عن مشاعري في تلك اللحظة ، لقد وصلت مع نهاية الحفل لاستمع ألى كلمات كأنها اشارة ، في الواقع علينا في كثير من الاحيان ان نستمع الى صوتنا الداخلي
أثناء العودة ، اكتشفت ، أن مكان الحفل لايبعد عن البيت سوى 7 دقائق من المشي لو اخترت الطريق والممر الصحيح .. ونظرت إلى رفيقي الشاب وسألته لما لم تخبرني ؟
أجاب بخجل: لاأعلم كنت مستعجلة ولم أكن متأكدا من موقع الحفل عدت اتمشى متمهلة وخلفنا نساء ورجال واطفال اسمع اصوات ضحكاتهم ومرحهم يؤنس الليل في حينا الذي يحتفل دون ن اعرف المناسبة ..
وصلت واكتشفت أنني كنت اتبع رائحة العشب الاخضر الذي جزته السيارة في الصباح لهذا ضاعت حاسة السمع مقابل حاسة الرائحة .
رزان نعيم المغربي
كاتبة ليبية تقيم في هولندا
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=578089762820011&id=347008009261522