ثمة نبتة صغيرة تجف قبل أن تكبر، تمتد إليها أيدي المحبين المرتجفة، فيستأصلون جذورها ويروضون فروعها ويقلمون هيئتها قبل أن تنمو لها أشواك قاسية، أو تزهر على شجرتها بتلات معتقة بالحلم الذي يصافح أصابع الكابوس، يخافون أن يغلب واقعهم التمني فيصيبهم سهم الواقع الموجع.
هي 2: "تشبه البحر ذو السطح الهادئ، بساط صفاء، منسوج دونما أمواج أو اضطرابات. تخالف بطبيعتك كل ما أعرفه عن عالم الرجال. بينما أنا أماثل النسيم المتهاوي والمتخاذل الذي يمر على السطوح دون أن يفقدها استقرارها. أتحرش دون أن يكون للمستي بصمة تترك على روحك أثرا.
سيموت حبا آخر أخرسه النبل وقيدته الأصالة. وأنت سيقتلك صمتك وكبريائي. بينما سأموت منسىحبة بشموح وأنت تتخلى عني وأنا أتصنع بأنه لا يهمني رحيلك. سأصفق طويلا في نهاية قصتنا. سننتصر للأخلاق والإنسانية والوفاء، ونحقق نصرا على ذاتنا وعلى الحب. ورغم إني أرى وأسمع وأفهم. لكنني أتجاهل كثيرا وأتمرد على الحواس المنشدة إليك، أكبتها كلها، الكبت يلائمني، والقمع عادتي الآمنة. أعمد إليها كلما أخرسني الوهن، أنا متمرسة عليها جيدا. فمذ فقدت الأمل، فقدت حواسي طواعية. ومنذ الخيبة الأولى إلى الأخيرة لم يركبني شبح التمنى إلا بعد أن قابلتك.
كنت أظن أن مشاعري هي أوهامي الأكبر وهواجسي التي تطاردني في المنفى الذي عزلت فيه نفسي وحيدة، ولكن بت أنت شبحي الأعظم في العزلة. كلما رأيتك ينطلق منك سهما يطارد أمنياتي فيحييها من جديد. وأنا لا أريد لها الحياة. فقد خبأتها في أحد قبور قلبي. منذ عدة سنوات حملتها على نعش الخيبة. وواريتها وراء الظلام الذي يستر الدموع. وها أنت الآن أصبحت دمعة أخرى في عيني، نهر وحيد جارف يشق المسار دون إن يلتفت للوراء".
هو: "لا تشبهين نسمة ولا حتى النسيم، بل أنت هائجة كإعصار، صاخبة كرعد، تضحكين كزلزال يشق صدحا عميقا؛ كيف أشرح لك بأنني أتشبث بمنحدر عواطف منهارة، وأخلاق معتقة أحاول جاهدا الوقوف عندها؟ من أين لك هذه الضحكة الرنانة الشفافة! آلا تفكرين للحظة كم نهرا شُق في قلبي، كم سيلا نبع بين أضلعي، كلها تنساب من أوردتك إلى قلبي فأظل متصلا بك رغما عني، وتزهرين في ظلامي كضوء متسلق يعانق محراب صمتي، تنسين دائما أني أقاوم شيئا لا يمكنني مقاومته، شيء يشبهك ويشبهني، ويشبه خيباتنا المتدثرة بالفرح، أحبك ولا أقترب، أعشقك وأبتعد، أناضل نفسي بقسوة، أحارب جيوشي المستسلمة طوع أمرك، كل جنودي في خدمتك، وأنا أحاول أن أخدم ما قدّرته لي الحياة، جئتِ متأخرة كصبح بعد ألف ليل طويل، أقبلتِ في نهاية الثلاثينات،حيث نعود فنختار بنضج في ظروف لا تتسع للخيارات. متزوج أنا من دون عاطفة، مربوط بحبل غير متصل، بل مقيد بسلاسل مؤلمة جارحة، يصعب علي الفكاك منها، أقتلك كل يوم في داخلي وأموت قبلك، لا حل لدي إلا الفراق، وأعلم بأنك ما زلت تحبينني وتشعرين بالخيبة والتعاسة وتنامين بعد بكاء وتصبحين على بكاء، وتظنيني خائنا وغدارا. ولكني أب ولدي أطفال، فأضع أحلامي معك في محرقة قلبي لتشتوي التضحيات على عاتقي؛ فأحترق معها وأتبدد لأتحول إلى تراب فانٍ".
هي 1: "تزوجني من دون حلم، من دون برعم يتفتح ولا رائحة تنبثق من منابر الحب التي شيدت عليها أمالي الوردية، استغرقت عشر سنوات لأفهم أنه تقبلني كقدر أو تآلف في علاقته معي أو حتى تعود علي. كنت مطيعة مستسلمة، خنوعة بوهن، لا رأي لي، أرد عليه دائما: "أفعل ما تراه مناسبا". كنت أبذر وقتي في التسيب والصداقات والتسوق والتعرف على الشباب، وأبذر ماله انتقاما لعواطفي الفياضة تجاهه. لم يحب ضحكتي قط، ولم يشم يوما عطري ذاك الذي رششته على عنقي ومعصمي، لم يلاحظ فستاني الأحمر القصير، ولا تسريحة شعري الجديدة، باختصار لم يلاحظني أبدا، وددت أن أنسى ألمي وأتسلى، فاخترعت عذرا للغياب، ورجعت أدرس من جديد، قابلتها صدفة في الجامعة، مميزة بتطرف، لا تشبه إلا نفسها، بشعر قصير ونبرة صوت مبحوحة، ترتدي ملابس عجيبة، ولا تضع نقطة مكياج في وجهها، ورغم ذلك غدت أرضي التي أقف عليها بثبات، مجال ذو جاذبية ساحرة تشدني إليها كقطعة مغناطيس، تشبه المظلة التي تستطيع أن تعول عليها في مواسم المطر، تربت على كتفي وظهري وصدري وتمسح على وجنتي ووجهي، فأرتاح، ثم تتمادى فتربت وتمسح على أجزاء أكبر من جسدي، تنتابني رعشة فأنتشي. تعودت عليها وأصبحت تعجبني، تقبلني وتحضنني وتمدني بحب جارف، تعوضني عن زوجي الذي أقرفه الآن، كلما لمسني أشعر بصاعقة تحرقني فيصبح جسدي كالخشب؛ متصلبا وجافا".
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=575889706373350&id=347008009261522
هي 2: "تشبه البحر ذو السطح الهادئ، بساط صفاء، منسوج دونما أمواج أو اضطرابات. تخالف بطبيعتك كل ما أعرفه عن عالم الرجال. بينما أنا أماثل النسيم المتهاوي والمتخاذل الذي يمر على السطوح دون أن يفقدها استقرارها. أتحرش دون أن يكون للمستي بصمة تترك على روحك أثرا.
سيموت حبا آخر أخرسه النبل وقيدته الأصالة. وأنت سيقتلك صمتك وكبريائي. بينما سأموت منسىحبة بشموح وأنت تتخلى عني وأنا أتصنع بأنه لا يهمني رحيلك. سأصفق طويلا في نهاية قصتنا. سننتصر للأخلاق والإنسانية والوفاء، ونحقق نصرا على ذاتنا وعلى الحب. ورغم إني أرى وأسمع وأفهم. لكنني أتجاهل كثيرا وأتمرد على الحواس المنشدة إليك، أكبتها كلها، الكبت يلائمني، والقمع عادتي الآمنة. أعمد إليها كلما أخرسني الوهن، أنا متمرسة عليها جيدا. فمذ فقدت الأمل، فقدت حواسي طواعية. ومنذ الخيبة الأولى إلى الأخيرة لم يركبني شبح التمنى إلا بعد أن قابلتك.
كنت أظن أن مشاعري هي أوهامي الأكبر وهواجسي التي تطاردني في المنفى الذي عزلت فيه نفسي وحيدة، ولكن بت أنت شبحي الأعظم في العزلة. كلما رأيتك ينطلق منك سهما يطارد أمنياتي فيحييها من جديد. وأنا لا أريد لها الحياة. فقد خبأتها في أحد قبور قلبي. منذ عدة سنوات حملتها على نعش الخيبة. وواريتها وراء الظلام الذي يستر الدموع. وها أنت الآن أصبحت دمعة أخرى في عيني، نهر وحيد جارف يشق المسار دون إن يلتفت للوراء".
هو: "لا تشبهين نسمة ولا حتى النسيم، بل أنت هائجة كإعصار، صاخبة كرعد، تضحكين كزلزال يشق صدحا عميقا؛ كيف أشرح لك بأنني أتشبث بمنحدر عواطف منهارة، وأخلاق معتقة أحاول جاهدا الوقوف عندها؟ من أين لك هذه الضحكة الرنانة الشفافة! آلا تفكرين للحظة كم نهرا شُق في قلبي، كم سيلا نبع بين أضلعي، كلها تنساب من أوردتك إلى قلبي فأظل متصلا بك رغما عني، وتزهرين في ظلامي كضوء متسلق يعانق محراب صمتي، تنسين دائما أني أقاوم شيئا لا يمكنني مقاومته، شيء يشبهك ويشبهني، ويشبه خيباتنا المتدثرة بالفرح، أحبك ولا أقترب، أعشقك وأبتعد، أناضل نفسي بقسوة، أحارب جيوشي المستسلمة طوع أمرك، كل جنودي في خدمتك، وأنا أحاول أن أخدم ما قدّرته لي الحياة، جئتِ متأخرة كصبح بعد ألف ليل طويل، أقبلتِ في نهاية الثلاثينات،حيث نعود فنختار بنضج في ظروف لا تتسع للخيارات. متزوج أنا من دون عاطفة، مربوط بحبل غير متصل، بل مقيد بسلاسل مؤلمة جارحة، يصعب علي الفكاك منها، أقتلك كل يوم في داخلي وأموت قبلك، لا حل لدي إلا الفراق، وأعلم بأنك ما زلت تحبينني وتشعرين بالخيبة والتعاسة وتنامين بعد بكاء وتصبحين على بكاء، وتظنيني خائنا وغدارا. ولكني أب ولدي أطفال، فأضع أحلامي معك في محرقة قلبي لتشتوي التضحيات على عاتقي؛ فأحترق معها وأتبدد لأتحول إلى تراب فانٍ".
هي 1: "تزوجني من دون حلم، من دون برعم يتفتح ولا رائحة تنبثق من منابر الحب التي شيدت عليها أمالي الوردية، استغرقت عشر سنوات لأفهم أنه تقبلني كقدر أو تآلف في علاقته معي أو حتى تعود علي. كنت مطيعة مستسلمة، خنوعة بوهن، لا رأي لي، أرد عليه دائما: "أفعل ما تراه مناسبا". كنت أبذر وقتي في التسيب والصداقات والتسوق والتعرف على الشباب، وأبذر ماله انتقاما لعواطفي الفياضة تجاهه. لم يحب ضحكتي قط، ولم يشم يوما عطري ذاك الذي رششته على عنقي ومعصمي، لم يلاحظ فستاني الأحمر القصير، ولا تسريحة شعري الجديدة، باختصار لم يلاحظني أبدا، وددت أن أنسى ألمي وأتسلى، فاخترعت عذرا للغياب، ورجعت أدرس من جديد، قابلتها صدفة في الجامعة، مميزة بتطرف، لا تشبه إلا نفسها، بشعر قصير ونبرة صوت مبحوحة، ترتدي ملابس عجيبة، ولا تضع نقطة مكياج في وجهها، ورغم ذلك غدت أرضي التي أقف عليها بثبات، مجال ذو جاذبية ساحرة تشدني إليها كقطعة مغناطيس، تشبه المظلة التي تستطيع أن تعول عليها في مواسم المطر، تربت على كتفي وظهري وصدري وتمسح على وجنتي ووجهي، فأرتاح، ثم تتمادى فتربت وتمسح على أجزاء أكبر من جسدي، تنتابني رعشة فأنتشي. تعودت عليها وأصبحت تعجبني، تقبلني وتحضنني وتمدني بحب جارف، تعوضني عن زوجي الذي أقرفه الآن، كلما لمسني أشعر بصاعقة تحرقني فيصبح جسدي كالخشب؛ متصلبا وجافا".
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=575889706373350&id=347008009261522