سعيد عبيد - قصيـدةٌ للنـاس الطيبيـن

الطيِّبونَ قَصائد تمْشي على قدميْـنِ
تنشُر أينما حلّـتْ
تراويحَ العبيـرْ
ما تنفعُ الأشعارُ إنْ لم تَسقِ زَهـرًا
لم تُكفكفْ دمعَ محـزونٍ
ولم تَمدُدْ إلى مُلقًى على رُصُف الحياةِ يَـدَا؟
ما تنفع الأشعـارُ
إن كانت مجردَ مَوجةٍ عذراءَ
تسبحُ في الأثيـرْ
لم تُخْصبِ السُّحُبَ العَقيـمَ
ولمْ تَهَبْ قَطرَ الحَيا كبِـدَا؟
ما ينفعُ الشِّعر المعلَّقُ في البُروجِ العاجياتِ كَوَهمِ حُلْمٍ بُرتقاليٍّ، فإنْ خطأً تَبرَّجَ في الأزقَّة مُكْرَهًا خرجتْ زعانفُه على جُمهورهِ في زينتِهْ، قالتْ سُكارَى الحُلْم: لَيتَ لِرَشفةٍ مِن خَمرِهِ اللُّذَّى خُلودًا لا يُفيقُ! وقال من لأيًا أفاقَ بما اكتوى: ضلَّ الهَوى وشِعابُ مكَّةَ تحترِقْ، نِيرُونُها يُوحي إلى حَجَّاجها أوقِدْ لنارِ المِهرجاناتِ الدِّعايةَ، لُمَّ جَمْعَ الرَّاقصين على حِبالِ الأُعطياتِ، حُواةَ أخبثِ ما أفاعي الأبجديَّةِ كيف شاؤوا رقَّصوها رغبةً أو رهبةً، وشِعابُ مكَّةَ تحتـرِقْ
إي وربي رقَّصوهـا
والجماهيرُ التي فغرتْ إلى أقصى الخَوا أفواهَها مسحورةً لم تختنِـقْ
كلا، ولا شمَّتْ هَسيسًا من دُخـانْ!
حتى توغَّل خِنجرُ الخبرِ الأخيرِ بنشرةِ الليلِ المُـروَّعِ
في كُبودِ النائمينَ اليابسَـهْ:
"وصَل الحريقُ إلى العـراقِ
وفي الطريـقْ
أكلَ الشـآمَ
ولا يزالُ يُهيلُ أشباحَ الرَّمـادِ
على اخضرارِ الباقياتِ الصالحاتِ من الخليجِ إلى المحيـطْ"!
***
الطَّيِّبون قصائد تمشي على قدميْـنِ
تنشُر أينما حلّـَتْ
تراويحَ العبيـرْ
تُحيي حدائقَ مكـةٍ
منها شـذتْ
وتفوحُ بِشرًا واخضرارًا في الجهاتِ الخَمـسِ
اِن عامُ الرَّمـادَهْ
حَلفَ اليَمينَ ليَنزِعنَّ من الثَّرى سِرَّ الـوِلادهْ.




https://www.facebook.com/photo.php?...-nUp38uLqOnnsR2yCxOgmeag8YtibYvxLRnLiB5RrKebi
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...