-- ما الذي دفعك إلى الكتابة بلغتك المحلية؟
كتابتي باللغة المحلية كانت جزءاً من المقاومة للسلطة. عندما كنت نزيلاً في أكبر سجن للأمن في كينيا في الفترة ما بين 1977-1978.
أما لماذا؟ لأني إنضممتُ إلى مجموعة تعمل في المسرح الشعبي بلغة مفهومة بالنسبة إلى الفلاحين. وقدمنا مسرحية أطلقنا عليها "سأتزوج عندما أريد" فأوقفت السلطات ، المسرحية وأودعتني في السجن.
عندها بدأتُ أفكر لماذا لم تعتقلني السلطات عندما كتبتُ باللغة الانجليزية؟ - لذا اتخذتُ قراراً بهجر اللغة الإنجليزية والكتابة بلغة الكيكيو، التي هي السبب الرئيس في إيداعي السجن.
وهي طريقة لمقاومة السجن أيضاً، وغير أني لم أك أدري أن تكون لها نتائج أكبر مما أتصور.
-- ما هي النتائج التي لم تك تتصورها؟
كان بالنسبة إلي أن أسجن، لأني كتبت بلغة #أفريقية تلك طريقة أخرى للقول:
"وحتى وأنا في السجن سأواصل #الكتابة باللغة التي جعلتهم يزجون بي في السجن"
وحدث شيئان:
الأول أنني خرجتُ من السجن وبيدي #راوية:
"الشيطان على الصليب" والتي كتبتها على ورق الحمام لأنه كان الورق الوحيد المتاح بالنسبة إلينا.
كتبتها بلغة الكيكيو ليفهمها كل من يتحدث بها وفي ذات الوقت متواجدة باللغة الانجليزية و ستصل إلى نفس القراء والمشاهدين الذين كتبت من أجلهم من قبل، وعلى سبيل الممارسة كان ذلك إكتشافاً بالنسبة إليّ؛
بأنه يمكنك أن تكتب بلغة محلية وفي ذات الوقت تصل إلى قراء أبعد عبر الترجمة.
لقد كسرنا من خلال الترجمة كل السجون اللسانية ووصلنا إلى أمم كثيرة.
شكلت ممارستي إلى الكتابة باللغة الأفريقية حافزاً للكثير من الكتّاب، وأضحت الكتابة باللغات الأفريقية المختلفة موضوعاً للنقاش في مؤتمرات #ثقافية كثيرة وفي المدارس والجامعات وما عادت ثرثرة في غرف مغلقة يتجاذبها الصفوة واصبحنا جزءاً من النقاش الدائر حول مستقبل الأدب الأفريقي.
نفس السؤال يدور الان حول الكتابة باللغات الوطنية مثل الكندية والأمريكية الوطنية وأيضا تلك #اللغات الأوروبية المهمشة كالايرلندية، وغيرها.
وعليه إن الأمر الذي إعتقدته مجرد شعلة أفريقية هو فعلاً ظاهرة كونية حول العلاقات ما بين السلطة و اللغات و #الثقافات.
كما إن #الترجمة تؤثر في حياة كل فرد في المجتمع، كيف؟ لأنها من الممكن أن تكون حقيقية جداً، وغير مرئية. مثلاً الإنجيل يؤثر في حياة كل فرد من الطبقة الوسطى في أوربا إلى الفلاحين في إدغال أفريقيا وآسيا، إنه يؤثر فيهم عبر الترجمة طالما لايستطيعون قراءته بلغته الأصلية اليونانية أو العبرية، خاصة أن كثير من الناس لايعرفون بأن السيد المسيح نفسه لم يك يتكلم باللغة اللاتينية أو الانجليزية أو العبرية - بل باللغة الآرامية، ولا أحد يعرف هذه #اللغة.
وقد أثر الأنجيل في تاريخهم وذهب الناس بإسمه إلى الحرب، ويقرأ الان ترجمته كل يوم أحد ملايين من الناس في كل من آسيا وأفريقيا واصبح جزءاً من حياتهم اليومية وطريقة أداءهم ونظرتهم إلى العالم.
-- أما كيف أري الترجمة كفعل سياسي؟
إننا نفكر في السياسة بمعنى السلطة ومن يمتلك السلطة، والسياسة هي نتاج ما وضعت فيه السلطة، فمن يمتلك السلطة و أي الجماعات؟ بمعني اللغة، فاللغة الانجليزية لغة مسيطرة جداً في مواجهة اللغة الأفريقية.
وذلك في حد ذاته علاقة سلطة بين اللغات والمجتمعات، لأن اللغة الانجليزية لغة حاسمة وهي التي تحدد السلم إلى الإنجاز، والذي يعرف اللغة الإنجليزية لديه مدخل إلى كل ما تجعله اللغة ممكناً.
إذا أخذنا مثلاً شخصاً يتعامل باللغة الأفريقية وحدها، نجده مستثنى من كل الأشياء الجميلة التي تأتي مع اللغة الإنجليزية في كل نواحي الحياة، حتى فيما يختص بالعدالة، نجد مواد القانون والنظام القضائي جميعها مكتوبة باللغة الانجليزية، والشخص الذي لا يعرف اللغة الإنجليزية في #أفريقيا، هو مستثني من النظام لأنه يتعامل فقط عبر أعمال الترجمة وعليه؛ يعتبر ما ترجم من الانجليزية وإليها و بأي قدر مسألة، سلطة.
نغوجي #واثينغو
كتابتي باللغة المحلية كانت جزءاً من المقاومة للسلطة. عندما كنت نزيلاً في أكبر سجن للأمن في كينيا في الفترة ما بين 1977-1978.
أما لماذا؟ لأني إنضممتُ إلى مجموعة تعمل في المسرح الشعبي بلغة مفهومة بالنسبة إلى الفلاحين. وقدمنا مسرحية أطلقنا عليها "سأتزوج عندما أريد" فأوقفت السلطات ، المسرحية وأودعتني في السجن.
عندها بدأتُ أفكر لماذا لم تعتقلني السلطات عندما كتبتُ باللغة الانجليزية؟ - لذا اتخذتُ قراراً بهجر اللغة الإنجليزية والكتابة بلغة الكيكيو، التي هي السبب الرئيس في إيداعي السجن.
وهي طريقة لمقاومة السجن أيضاً، وغير أني لم أك أدري أن تكون لها نتائج أكبر مما أتصور.
-- ما هي النتائج التي لم تك تتصورها؟
كان بالنسبة إلي أن أسجن، لأني كتبت بلغة #أفريقية تلك طريقة أخرى للقول:
"وحتى وأنا في السجن سأواصل #الكتابة باللغة التي جعلتهم يزجون بي في السجن"
وحدث شيئان:
الأول أنني خرجتُ من السجن وبيدي #راوية:
"الشيطان على الصليب" والتي كتبتها على ورق الحمام لأنه كان الورق الوحيد المتاح بالنسبة إلينا.
كتبتها بلغة الكيكيو ليفهمها كل من يتحدث بها وفي ذات الوقت متواجدة باللغة الانجليزية و ستصل إلى نفس القراء والمشاهدين الذين كتبت من أجلهم من قبل، وعلى سبيل الممارسة كان ذلك إكتشافاً بالنسبة إليّ؛
بأنه يمكنك أن تكتب بلغة محلية وفي ذات الوقت تصل إلى قراء أبعد عبر الترجمة.
لقد كسرنا من خلال الترجمة كل السجون اللسانية ووصلنا إلى أمم كثيرة.
شكلت ممارستي إلى الكتابة باللغة الأفريقية حافزاً للكثير من الكتّاب، وأضحت الكتابة باللغات الأفريقية المختلفة موضوعاً للنقاش في مؤتمرات #ثقافية كثيرة وفي المدارس والجامعات وما عادت ثرثرة في غرف مغلقة يتجاذبها الصفوة واصبحنا جزءاً من النقاش الدائر حول مستقبل الأدب الأفريقي.
نفس السؤال يدور الان حول الكتابة باللغات الوطنية مثل الكندية والأمريكية الوطنية وأيضا تلك #اللغات الأوروبية المهمشة كالايرلندية، وغيرها.
وعليه إن الأمر الذي إعتقدته مجرد شعلة أفريقية هو فعلاً ظاهرة كونية حول العلاقات ما بين السلطة و اللغات و #الثقافات.
كما إن #الترجمة تؤثر في حياة كل فرد في المجتمع، كيف؟ لأنها من الممكن أن تكون حقيقية جداً، وغير مرئية. مثلاً الإنجيل يؤثر في حياة كل فرد من الطبقة الوسطى في أوربا إلى الفلاحين في إدغال أفريقيا وآسيا، إنه يؤثر فيهم عبر الترجمة طالما لايستطيعون قراءته بلغته الأصلية اليونانية أو العبرية، خاصة أن كثير من الناس لايعرفون بأن السيد المسيح نفسه لم يك يتكلم باللغة اللاتينية أو الانجليزية أو العبرية - بل باللغة الآرامية، ولا أحد يعرف هذه #اللغة.
وقد أثر الأنجيل في تاريخهم وذهب الناس بإسمه إلى الحرب، ويقرأ الان ترجمته كل يوم أحد ملايين من الناس في كل من آسيا وأفريقيا واصبح جزءاً من حياتهم اليومية وطريقة أداءهم ونظرتهم إلى العالم.
-- أما كيف أري الترجمة كفعل سياسي؟
إننا نفكر في السياسة بمعنى السلطة ومن يمتلك السلطة، والسياسة هي نتاج ما وضعت فيه السلطة، فمن يمتلك السلطة و أي الجماعات؟ بمعني اللغة، فاللغة الانجليزية لغة مسيطرة جداً في مواجهة اللغة الأفريقية.
وذلك في حد ذاته علاقة سلطة بين اللغات والمجتمعات، لأن اللغة الانجليزية لغة حاسمة وهي التي تحدد السلم إلى الإنجاز، والذي يعرف اللغة الإنجليزية لديه مدخل إلى كل ما تجعله اللغة ممكناً.
إذا أخذنا مثلاً شخصاً يتعامل باللغة الأفريقية وحدها، نجده مستثنى من كل الأشياء الجميلة التي تأتي مع اللغة الإنجليزية في كل نواحي الحياة، حتى فيما يختص بالعدالة، نجد مواد القانون والنظام القضائي جميعها مكتوبة باللغة الانجليزية، والشخص الذي لا يعرف اللغة الإنجليزية في #أفريقيا، هو مستثني من النظام لأنه يتعامل فقط عبر أعمال الترجمة وعليه؛ يعتبر ما ترجم من الانجليزية وإليها و بأي قدر مسألة، سلطة.
نغوجي #واثينغو