عبدالجبار العلمي - وداع.. شعر

أَسَلْنَا غِزَارَ الدُّمُوعِ
حَبيبي بِلَيْلِ الفِرَاقْ
وَحُزْناً دَفِينَا
تَرَعْرَعَ فينَا
لِوَقْتِ العِنَاقْ
لِيَغْمُرَ لَيْلَ الْودَاعِ كَآبَهْ
حَبيبي وَداعَا
فَفي الأُفْقِ كَفٌّ الظَّلامِ تَلُمٌّ الشُّعَاعَا
وَبَحَّارَتي يَرْفَعُونَ لِرِيحٍ الشَّقَاءِ الشِّرَاعَا
يُنَادُونَني لِلرَّحيلْ
نَجُوبُ الْبِحَارَا
بِغَيْرِ دَليلْ
نَزُورُ جَزائِرَ حُلْمٍ بَعِيدَهْ
سَأَدْفِنُ يَأْسِي بِأَنْ لا أَرَاكَ ـ مَدَى الدَّهْرِ ـ فيهَا
وَأَحْلُمُ فِيها بِأنِّي أَعُود ْ
بِأَلْفِ هَدَايَا وَألْفِ وُعُود ْ
حَبيبي وَدَاعَا
أَسيرُ ألٌفٌّ السِّنينَ .. أَطُوفُ البِحَارَا
بِدُونِ ابْتِسامَهْ
إِذَا ما ابْتَسَمْتَ
تَطيرُ حَمَامَهْ
تُصَيـِّرُ لَيْلَ الْعَذَابِ نَهَارَا
فَكَيْفَ أَعِيشُ بِبَحْرِ الشَّقَاء ْ
بِدونِ ابْتِسَامَهْ ؟
وَكَيْفَ تَمُرُّ سِنِينٌ طَوِيلَة
بِدُونِ لِقَاء ْ؟
وَكَيْفَ تَمُرُّ سِنِينٌ ثَقِيلَة
بِغَيْرِ ضَيَاعِ لِكَفِّي بِبَحْرٍ الْحَرير ْ
بِغَيْرٍ ارْتِشَافِ الْعَبِيرْ ؟
بِغَيْرِ ارْتِعَاشِ يَدِي في يَدَيْـكَ وُقَيْتَ اللِّقَاءْ ؟
كَفَى ياحَبيبي بُكَاء ْ
وَكَفْكِفْ دُمُوعَك ْ
وَفَتِّقْ زُهُورَ ابْتِسَامَهْ
عَلى شَفَتَيكِ
رِفَاقِي يُنادُونَنِي في السَّفِينَة
يُنَادُونَنِي لِلرَّحِيل ْ
وَلا زَادَ لي غَيْرُ طَيْفِ ابْتِسَامَهْ
عَلى شَفَتَيْكِ
تَطِيرُ حَمَامَهْ
تُرَافِقُنِي في السفار ْ
تُبَدِّدُ حُزْنِي
تُنِيرُ طَرِيقِي بِعُرْضِ الْبِحَارْ


* من ديوان " قصائد محلقة في زمن الصخب والعنف " ( القسم الأول )


تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...