انسدل اليل وأرخ جناحه و ساد الصمت والظلام أرجاء المدينه الغارقه في الضجيج الا من أصوات الضفادع في مجاري الصرف الصحي لا سيما في موسم الخريف حيث تكتسي الارض بحله جديده زاهيه بعد فقر دام اربعه اشهر و يشهد هذا الفصل ايضا تكاثر الحيوانات بمختلف أنواعها.
انتصف اليل وزادت عتمته وبدأ صوت الرعد يهز السماء هزا عنيفا تكاد السماء ان يحدث فيها شرخ من شدته ، و البرق يكاد يخطف الأبصار يضئ كل دقيقه ليكشف قبح المدينه ثم لا يلبس حتى يتراجع تاركا خلفه مستنقع من القزاره و الرائحة النتنه الناتجه من التبول و البراز في المجاري و رمي الاوساخ بها .
في هذه الأثناء صدرت صرخه كادت تمزق سكون الليل محاكيا صوت الرعد ، لو لا أنها تداركت الموقف سريعا و وضعت يدها على فمها لتكتم على ما تبقى من اهات داخل صدرها الي الأبد ، جال بخاطرها كل الإغراء الذي استخدمه عشيقها و وعده لها بالزواج ، بعد ما أشبع غريزته الحيوانيه ترك فريسته وذهب يبحث عن آخرى .
جاءها المخاض والألم يشتعل في جسدها و روحها كشتعال النار في الهشيم ، تقف في منتصف الليل و منتصف الطريق و انتصاف الرأي بين الانتحار و البقاء كادت الانصاف ان تقتلها ، بالقرب من محل مكب النفايات بعد معاناه شديده تخلصت من عبء تسعه شهور ، فالقت صاحبتها التى اوضعتها هذه الكلمات في اذنها لقد انجبتي بنت زي القمر عندما سمعت هذه الجمله وهي شبه عاريه ملطخه بالدماء والعار سألت من عينها دمعه حارقه كادت ان تشعل الليل وتعلن مجئ الصبح في غير موعده ، نصحتها صديقتها الا تنظر الي طفلتها معلل ذالك بانها سوف يتعلق قلبك بها ولن تتركيها هنا وانت تعلمي جيدا لو اخزتيها ماذا يفعل بك .
تهشمت بالبكاء ودعت على نفسها وتمنت الموت حتى ترتاح من هذا العار لا يمهما الطفله التعيسه التي أضيفت اليوم في قائمه التعساء الطويله التي تعج بها البلاد .
اقترب الصبح و بدأت الأمطار بالنزول تدريجيا لتمسح دم العار الذي سأل أثناء الولاده متناسيه الصغيره التي لفت في قماش ابيض بعنايه تامه و وضع معها مبلغ من المال و خاتم من ذهب مكافئة للذي يجدها ويذهب بها الي دار الايتام (المايقوما ).
وبدأت القطط السمان تحوم حول المكان لعلها تجد شي يسد رمقها قبل ان تنزل الأمطار و تذهب كل الفضلات الي قاع النهر ، فبدأ قط عجوز ارهقته السنين في التقدم نحو اللفافه البيضاء التى توجد بداخلها الطفله ، نهايه حقبه تقترب من بدايه ملاك جاء للدنيا لحظه خطيئه ...........
علي صلاح ود جهينه
السعوديه - جده
الجمعه الموافق 19- 12- 20
انتصف اليل وزادت عتمته وبدأ صوت الرعد يهز السماء هزا عنيفا تكاد السماء ان يحدث فيها شرخ من شدته ، و البرق يكاد يخطف الأبصار يضئ كل دقيقه ليكشف قبح المدينه ثم لا يلبس حتى يتراجع تاركا خلفه مستنقع من القزاره و الرائحة النتنه الناتجه من التبول و البراز في المجاري و رمي الاوساخ بها .
في هذه الأثناء صدرت صرخه كادت تمزق سكون الليل محاكيا صوت الرعد ، لو لا أنها تداركت الموقف سريعا و وضعت يدها على فمها لتكتم على ما تبقى من اهات داخل صدرها الي الأبد ، جال بخاطرها كل الإغراء الذي استخدمه عشيقها و وعده لها بالزواج ، بعد ما أشبع غريزته الحيوانيه ترك فريسته وذهب يبحث عن آخرى .
جاءها المخاض والألم يشتعل في جسدها و روحها كشتعال النار في الهشيم ، تقف في منتصف الليل و منتصف الطريق و انتصاف الرأي بين الانتحار و البقاء كادت الانصاف ان تقتلها ، بالقرب من محل مكب النفايات بعد معاناه شديده تخلصت من عبء تسعه شهور ، فالقت صاحبتها التى اوضعتها هذه الكلمات في اذنها لقد انجبتي بنت زي القمر عندما سمعت هذه الجمله وهي شبه عاريه ملطخه بالدماء والعار سألت من عينها دمعه حارقه كادت ان تشعل الليل وتعلن مجئ الصبح في غير موعده ، نصحتها صديقتها الا تنظر الي طفلتها معلل ذالك بانها سوف يتعلق قلبك بها ولن تتركيها هنا وانت تعلمي جيدا لو اخزتيها ماذا يفعل بك .
تهشمت بالبكاء ودعت على نفسها وتمنت الموت حتى ترتاح من هذا العار لا يمهما الطفله التعيسه التي أضيفت اليوم في قائمه التعساء الطويله التي تعج بها البلاد .
اقترب الصبح و بدأت الأمطار بالنزول تدريجيا لتمسح دم العار الذي سأل أثناء الولاده متناسيه الصغيره التي لفت في قماش ابيض بعنايه تامه و وضع معها مبلغ من المال و خاتم من ذهب مكافئة للذي يجدها ويذهب بها الي دار الايتام (المايقوما ).
وبدأت القطط السمان تحوم حول المكان لعلها تجد شي يسد رمقها قبل ان تنزل الأمطار و تذهب كل الفضلات الي قاع النهر ، فبدأ قط عجوز ارهقته السنين في التقدم نحو اللفافه البيضاء التى توجد بداخلها الطفله ، نهايه حقبه تقترب من بدايه ملاك جاء للدنيا لحظه خطيئه ...........
علي صلاح ود جهينه
السعوديه - جده
الجمعه الموافق 19- 12- 20