تُرى، هل فكَّر أحدكم في مؤخرته، خارج وظيفتها التخديمية للجسم، أكثر من كونها " بروليتاري " الجسد المهمشة والمطاردة والمغيَّبة بحقيقة واقعها، والداخلة في " البازار " الإغرائي، أو التسويقي للجسد هذا؟ ما موقع المؤخرة بين كل من الرأس والرجْلين ؟
ربما تلمَّس أحدُكم، لحظة قراءة المثار، مؤخرتَه، ولو في خياله، وتساءل عن صفة الحقيقة الرمزية لها، وانزياحاتها ثقافياً. لكن " سردية المقال المتشعب، تدفع بنا إلى المضي صوب ما لا يعايَن في المؤخرة، وطرحها في الواجهة ممن نحن فيه .
إن ما يمكن التشديد عليه، هو أن ما تمثّله المؤخرة جسدياً، لهو أكثر من مفهوم برزخي، نظراً لانعدام التكافؤ بين الحدّين. إن ما أبسط ما يمكن قوله، هو أنه في وسع الجسد الاستغناء عن الرجْلين " مؤخرة دون رجلين " دون أن يموت صاحبها، كما هو معلوم. سوى أنه من المستحيل بمكان، النظر إلى رجْلين دون وجود ما يمنحهما حياة، وعبر المؤخرة .
أما بالنسبة لصلة الوصل بين كل من المؤخرة والرأس، وكما هي بداهة الطرح، من السهل هنا، بالمقابل، تخيل أي منهما دون الآخر، خلاف العلاقة القائمة بين المؤخرة والرجلين .
سوى أن الذي تعلِمنا به المؤخرة هو في بعدها المركزي لعموم الجسد، إنها مانحة الحياة للرجلين. إنها الهرم الرأسي المفلَّق للرجلين، ولكنها القاعدة للرأس. وإذا كان للرجلين أن تعبِران عن موقع اعتباري لهما بالنسبة للمؤخرة، فلا يقارَن بحقيقة موقع المؤخرة. الرجلان تحملان الجسم، وهو إيعاز عصبي، وليس لأنهما منفصلتان عن الجسم هذا.
من جهة أخرى، فإنه بالنسبة للرجلين، لا يمكن لنا أن نتأكد من طبيعة الحاجة إليها إلا في الحركة الانتقالية للجسم، إذا كان هذا سليماً، دون ذلك تغدوان في حكم الموات، طي المجهول الذي لا يُسأل عنه.
إزاء الرأس، تتعدد الأدوار، أو تتنوع العلاقات بين الرأس والمؤخرة. فهما متقابلان. يعبّر الرأس عن سوية ذات، عن حياة قائمة، وتمايز، بما أن المرة يعرَف بوجهه الذي ينتمي إلى الرأس ذاك. إنما المؤخرة تشد المرأة إلى ما هو قاعدي، حيث تكون الترجمان الدقيق لطبيعة حياة الجسم، والوعي الجسدي للمرأة نفسه ، وعلينا التعمق في النقطة هذه لمكاشفتها.
في وسع المؤخرة أن تكون شاهدة عيان على كامل الجسم في حالتي الصحة والمرض، على نوعيته جهة القوة والضعف، وعلى إبرازه مناقبياً، أو وهو في انحلاله. يعني ذلك أننا إزاء وظيفة مركَّبة وأكثر منها تسمّيها .
إنها أكثر من كونها الوجه الخلفي للجسد، فلها وجه آخر، وإن كان أقل نظراً فيه، تخيلياً، مقارنة بالوجه الرئيس .
تقودنا المؤخرة باستمرار إلى معرفة المعني بها أو " صاحبها " وهو في موقع معين. إنها أبعد ما تكون جهة كتم سر الجسد. بالعكس، هي فضاحة سر، والسريعة في تعرية حقيقة ما تتميز به جسدياً بالذات .
إن تعابيرنا المتداولة " ولّوا الأدبار – مؤخرته ثقيلة- مؤجّر المؤجرة، أو مؤجرتها- مؤخرة عصية...الخ " ذات تماس مباشر بمدونة الجسد الكبرى، وما فيه من داخل وخارج .
إن امرئاً متماسكاً، متزناً، منضبطاً، دقيقاً في التعامل مع نفسه، لا يحتاج أي منا إلى مفاتحته حول ذلك، فالجواب هو في النظر إلى حركة المؤخرة:
هل لاحظ أحدكم، كيف يكون جلوس، من له سلطة معينة، أو في مرتبة مرهوبة الجانب، والدبلوماسي، وجلوس المعتبَر عصامياً، وصاحب الفكر؟ تلك هي مناقبية المؤخرة.
إن قليل الحركة، ومن يلفت نظر الآخر إيجابياً، وفي بنيته الثقافية أو الفكرية، يتعزز بتلك القاعدة الموصولة بالأرض.
نحن هنا إزاء مؤخرة " تفكّر " أو " تصدر أوامر " أو " متنسكة " أو " حكيمة " أو نقيضها " منفلتة " !
إن رأساً حكيماً، ومحل تقدير، كما هو ملاحَظ هنا وهنا، سريعاً ما يوجّه النظر الاجتماعي في محيطنا التاريخي، إلى أساسه المكين الذي يتولى دعماً لما هو في " الأعلى " .
أن يفكر أحدنا، أن يتنشط بذهنه، هو أن يتخذ وضعية معينة، في ملازمة جلوس دال. كما لو أنه يفكر بمؤخرته، كما لو أنه يترجم سلوكه مؤخراتياً. ومن لا يمكن التغلب عليه، هو من يكون الواثق من مؤخرته، من تكون مؤخرته ضابطة له .
نستعين بالرجلين عندما نتنقل من مكان إلى آخر، لكن ذلك لا يتم دون إرفاق محكم من المؤخراتية. لتكون المؤخرة هذه علامة التوازن للجسد عينه، وهو ما يسهل الكشف عنه، لدى الرياضي أكثر من غيره، حين نتحدث عن رشاقة الجسم، سوى أن امتشاق الجسم قاعدياً، يتحقق انطلاقاً من الوسط الجسمي الهيدروليكي. فقول أحدهم عن أن لرياضي ما، قوة وثب، أو قفز لافتة، نسيان للحامل الرئيس في ذلك، حيث ارتقاؤه منسوب إلى عقدة المؤخرة بتعدد وظائفها.
ولو أوردنا نماذج نسائية لجاز لنا الاسترسال في القول عما تقدَّم، وتحديداً في مجتمعاتنا التي يعرَّف بها ذكورياً، وإلى هذه اللحظة، أكثر من أي جانب آخر، أي كما لو أن المجتمع بتراتبيته التي يُعايَن قضيبياً من " الأعلى " حتى في أكثر سلوكياته غيبياً " دينياً " أو تميُّزاً بالتجريد، لتكون القاعدة الموجَّهة أنوثية، وبالتالي، ما أبلغ الحديث عن المرأة وقد أجيَز لها وفق الفاعل الذكوري الذي يصل سلطانه ما بين السماء والأرض، وهي موصوفة بالمؤخرة، ففي المقدمة، يكون موضع لذته وعلامة فحولته إنسالياً، وفي المؤخرة، يكون موضع متعته المحوَّلة، أو حيث تكون المؤخرة، جرّاء الدونية التاريخية التي دفِعت بها المرأة، وأُلزِمت، جامعة بين الحسنيين والقبحيين: وفي الحالة الأولى: متعة الرجل ولذته المحققتان، وساحة " نزاله " بالمقابل، لحظة الرغبة المفعَّلة والمستنهَضة بعلامة الفحولة الاستعراضية حتى على مستوى الجانب البلاغي في لغته، هذه المميّزة بالذكورة الضاربة من ألفها إلى يائها، ديناً ودنيا. وفي الحالة الثانية، حين تتحول مؤخرتها إلى سلعة اكتراء، أي " بيع المتعة "، ومؤتاها الأخلاقي الملاصق في الحال .
بشكل آخر، ما أكثر ما تشاهد المرأة " مركولة في قفاها: مؤخرتها " أو مطروحة على قفاها استجابة لـ" الوطء " البهيمي تحديداً، كما لو أن علامة الذكورة توجز جسد المرأة التاريخي في فتحتين متجاورتين، لا تسلم من طغيان متعة الرجل، حتى المؤخرة، وهي عتبة لذة استثارية للرجل، أو في حالة اللواط " الأصغر ".
ربما بالطريقة هذه، يمكننا الحديث عن سلسلة من التحويرات الترويضية التي قادت الرجل بالمؤخرة، وقد تأنثت كثيراً، من خاصيتها الطبيعية : البرّية، إلى الخاصية الثقافية، عند اختزال الجسد الأنثوي في المعبرين، وحيازتهما ذكورياً.
وكأني بالرقص الذي يشار إلى المرأة أكثر " شرقياً " شاهد عيان على هذا الإذلال التاريخي المستدام، كأن الحركة التي رسمت خريطتها الحيوية لتحمل إحداثيات جسدها المرسومة ذكورياً، الدليل الذكوري الحي على هذا التشويه المؤبد، وما في ذلك من " إعدام " للرأس، ما في ذلك من توقيف العمل بكامل القوى النفسية الفعالة للجسد وطاقته الإبداعية، مثلما يعرَّف بالمؤخرة إطراحياً، هكذا يتم التوازن أو التقابل، بين المهمة الإطراحية للجسم بوصفه قوة هاضمة، إلى قوة طارحة، وبصصد علاقة المرأة بالرجل، تكون " هضمية " فرجياً، وطارحة آثار هذه " الهضم " إنسالاً وإعمالاً به.
في مشهدية السلطة من البيت إلى العرش السياسي، بتنوع أسمائه وألقابه، يكون الثبات أو الاستقامة قضيبية، على أكثر من صعيد، كما لو جلاء أمر المتنفذ، وهو في كرسي سلطته، نموذج القضيب المرئي: هامته " منطقة الحشفة " بعريها، هي صلعة الآمر الناهي، أو رأسه المتزيزب : الزب، موصوف هكذا، لأنها متوتر " هوذا عالم الرأس المرتقى به عالياً، وفي المؤخرة الملاصقة للمكان، للعرش، للمجلس، ما يمد بالنظر، ويشدد به على رأس مستعار بجلاء .
المتنفذ هنا، ومن هو في موقع سيادي، يصدر الأوامر والتعليمات، أو يدخل في حرب، كما هو مفهوم النزال الإيروتيكي، لتتقاسم المفردات المتداولة على صعيد الأب المسيطر، أو الناطق بالقوة، جملة علامات تنتسب إلى هيئة مئخراتية.
في حالة واحدة، تلزم مؤخرة المرأة الأرض، أو الفراش أو المخدع، عندما تستقبل، في ميقات معلوم، " ذكرها " كي يفصح لها عن نزال أفقي- عمودي، لتكون المؤخرة المتحركة ذكورية، إنما خادمة فحولة الرجل بامتياز .
أكتفي بهذه الكلمة في مقاربة ما حاولت إظهاره " مؤخراتياً " وقد تعرضت لذلك، كما يعلم بذلك من صل اهتمام بهذا الموضوع، سواء في " الجسد المخلوع بين هز البطن وهز البدن " أو " جنازة المؤخرة " وغيرها من كتبي المنشورة، حول موضوع شائك وحائك منذ سنوات.
ربما تلمَّس أحدُكم، لحظة قراءة المثار، مؤخرتَه، ولو في خياله، وتساءل عن صفة الحقيقة الرمزية لها، وانزياحاتها ثقافياً. لكن " سردية المقال المتشعب، تدفع بنا إلى المضي صوب ما لا يعايَن في المؤخرة، وطرحها في الواجهة ممن نحن فيه .
إن ما يمكن التشديد عليه، هو أن ما تمثّله المؤخرة جسدياً، لهو أكثر من مفهوم برزخي، نظراً لانعدام التكافؤ بين الحدّين. إن ما أبسط ما يمكن قوله، هو أنه في وسع الجسد الاستغناء عن الرجْلين " مؤخرة دون رجلين " دون أن يموت صاحبها، كما هو معلوم. سوى أنه من المستحيل بمكان، النظر إلى رجْلين دون وجود ما يمنحهما حياة، وعبر المؤخرة .
أما بالنسبة لصلة الوصل بين كل من المؤخرة والرأس، وكما هي بداهة الطرح، من السهل هنا، بالمقابل، تخيل أي منهما دون الآخر، خلاف العلاقة القائمة بين المؤخرة والرجلين .
سوى أن الذي تعلِمنا به المؤخرة هو في بعدها المركزي لعموم الجسد، إنها مانحة الحياة للرجلين. إنها الهرم الرأسي المفلَّق للرجلين، ولكنها القاعدة للرأس. وإذا كان للرجلين أن تعبِران عن موقع اعتباري لهما بالنسبة للمؤخرة، فلا يقارَن بحقيقة موقع المؤخرة. الرجلان تحملان الجسم، وهو إيعاز عصبي، وليس لأنهما منفصلتان عن الجسم هذا.
من جهة أخرى، فإنه بالنسبة للرجلين، لا يمكن لنا أن نتأكد من طبيعة الحاجة إليها إلا في الحركة الانتقالية للجسم، إذا كان هذا سليماً، دون ذلك تغدوان في حكم الموات، طي المجهول الذي لا يُسأل عنه.
إزاء الرأس، تتعدد الأدوار، أو تتنوع العلاقات بين الرأس والمؤخرة. فهما متقابلان. يعبّر الرأس عن سوية ذات، عن حياة قائمة، وتمايز، بما أن المرة يعرَف بوجهه الذي ينتمي إلى الرأس ذاك. إنما المؤخرة تشد المرأة إلى ما هو قاعدي، حيث تكون الترجمان الدقيق لطبيعة حياة الجسم، والوعي الجسدي للمرأة نفسه ، وعلينا التعمق في النقطة هذه لمكاشفتها.
في وسع المؤخرة أن تكون شاهدة عيان على كامل الجسم في حالتي الصحة والمرض، على نوعيته جهة القوة والضعف، وعلى إبرازه مناقبياً، أو وهو في انحلاله. يعني ذلك أننا إزاء وظيفة مركَّبة وأكثر منها تسمّيها .
إنها أكثر من كونها الوجه الخلفي للجسد، فلها وجه آخر، وإن كان أقل نظراً فيه، تخيلياً، مقارنة بالوجه الرئيس .
تقودنا المؤخرة باستمرار إلى معرفة المعني بها أو " صاحبها " وهو في موقع معين. إنها أبعد ما تكون جهة كتم سر الجسد. بالعكس، هي فضاحة سر، والسريعة في تعرية حقيقة ما تتميز به جسدياً بالذات .
إن تعابيرنا المتداولة " ولّوا الأدبار – مؤخرته ثقيلة- مؤجّر المؤجرة، أو مؤجرتها- مؤخرة عصية...الخ " ذات تماس مباشر بمدونة الجسد الكبرى، وما فيه من داخل وخارج .
إن امرئاً متماسكاً، متزناً، منضبطاً، دقيقاً في التعامل مع نفسه، لا يحتاج أي منا إلى مفاتحته حول ذلك، فالجواب هو في النظر إلى حركة المؤخرة:
هل لاحظ أحدكم، كيف يكون جلوس، من له سلطة معينة، أو في مرتبة مرهوبة الجانب، والدبلوماسي، وجلوس المعتبَر عصامياً، وصاحب الفكر؟ تلك هي مناقبية المؤخرة.
إن قليل الحركة، ومن يلفت نظر الآخر إيجابياً، وفي بنيته الثقافية أو الفكرية، يتعزز بتلك القاعدة الموصولة بالأرض.
نحن هنا إزاء مؤخرة " تفكّر " أو " تصدر أوامر " أو " متنسكة " أو " حكيمة " أو نقيضها " منفلتة " !
إن رأساً حكيماً، ومحل تقدير، كما هو ملاحَظ هنا وهنا، سريعاً ما يوجّه النظر الاجتماعي في محيطنا التاريخي، إلى أساسه المكين الذي يتولى دعماً لما هو في " الأعلى " .
أن يفكر أحدنا، أن يتنشط بذهنه، هو أن يتخذ وضعية معينة، في ملازمة جلوس دال. كما لو أنه يفكر بمؤخرته، كما لو أنه يترجم سلوكه مؤخراتياً. ومن لا يمكن التغلب عليه، هو من يكون الواثق من مؤخرته، من تكون مؤخرته ضابطة له .
نستعين بالرجلين عندما نتنقل من مكان إلى آخر، لكن ذلك لا يتم دون إرفاق محكم من المؤخراتية. لتكون المؤخرة هذه علامة التوازن للجسد عينه، وهو ما يسهل الكشف عنه، لدى الرياضي أكثر من غيره، حين نتحدث عن رشاقة الجسم، سوى أن امتشاق الجسم قاعدياً، يتحقق انطلاقاً من الوسط الجسمي الهيدروليكي. فقول أحدهم عن أن لرياضي ما، قوة وثب، أو قفز لافتة، نسيان للحامل الرئيس في ذلك، حيث ارتقاؤه منسوب إلى عقدة المؤخرة بتعدد وظائفها.
ولو أوردنا نماذج نسائية لجاز لنا الاسترسال في القول عما تقدَّم، وتحديداً في مجتمعاتنا التي يعرَّف بها ذكورياً، وإلى هذه اللحظة، أكثر من أي جانب آخر، أي كما لو أن المجتمع بتراتبيته التي يُعايَن قضيبياً من " الأعلى " حتى في أكثر سلوكياته غيبياً " دينياً " أو تميُّزاً بالتجريد، لتكون القاعدة الموجَّهة أنوثية، وبالتالي، ما أبلغ الحديث عن المرأة وقد أجيَز لها وفق الفاعل الذكوري الذي يصل سلطانه ما بين السماء والأرض، وهي موصوفة بالمؤخرة، ففي المقدمة، يكون موضع لذته وعلامة فحولته إنسالياً، وفي المؤخرة، يكون موضع متعته المحوَّلة، أو حيث تكون المؤخرة، جرّاء الدونية التاريخية التي دفِعت بها المرأة، وأُلزِمت، جامعة بين الحسنيين والقبحيين: وفي الحالة الأولى: متعة الرجل ولذته المحققتان، وساحة " نزاله " بالمقابل، لحظة الرغبة المفعَّلة والمستنهَضة بعلامة الفحولة الاستعراضية حتى على مستوى الجانب البلاغي في لغته، هذه المميّزة بالذكورة الضاربة من ألفها إلى يائها، ديناً ودنيا. وفي الحالة الثانية، حين تتحول مؤخرتها إلى سلعة اكتراء، أي " بيع المتعة "، ومؤتاها الأخلاقي الملاصق في الحال .
بشكل آخر، ما أكثر ما تشاهد المرأة " مركولة في قفاها: مؤخرتها " أو مطروحة على قفاها استجابة لـ" الوطء " البهيمي تحديداً، كما لو أن علامة الذكورة توجز جسد المرأة التاريخي في فتحتين متجاورتين، لا تسلم من طغيان متعة الرجل، حتى المؤخرة، وهي عتبة لذة استثارية للرجل، أو في حالة اللواط " الأصغر ".
ربما بالطريقة هذه، يمكننا الحديث عن سلسلة من التحويرات الترويضية التي قادت الرجل بالمؤخرة، وقد تأنثت كثيراً، من خاصيتها الطبيعية : البرّية، إلى الخاصية الثقافية، عند اختزال الجسد الأنثوي في المعبرين، وحيازتهما ذكورياً.
وكأني بالرقص الذي يشار إلى المرأة أكثر " شرقياً " شاهد عيان على هذا الإذلال التاريخي المستدام، كأن الحركة التي رسمت خريطتها الحيوية لتحمل إحداثيات جسدها المرسومة ذكورياً، الدليل الذكوري الحي على هذا التشويه المؤبد، وما في ذلك من " إعدام " للرأس، ما في ذلك من توقيف العمل بكامل القوى النفسية الفعالة للجسد وطاقته الإبداعية، مثلما يعرَّف بالمؤخرة إطراحياً، هكذا يتم التوازن أو التقابل، بين المهمة الإطراحية للجسم بوصفه قوة هاضمة، إلى قوة طارحة، وبصصد علاقة المرأة بالرجل، تكون " هضمية " فرجياً، وطارحة آثار هذه " الهضم " إنسالاً وإعمالاً به.
في مشهدية السلطة من البيت إلى العرش السياسي، بتنوع أسمائه وألقابه، يكون الثبات أو الاستقامة قضيبية، على أكثر من صعيد، كما لو جلاء أمر المتنفذ، وهو في كرسي سلطته، نموذج القضيب المرئي: هامته " منطقة الحشفة " بعريها، هي صلعة الآمر الناهي، أو رأسه المتزيزب : الزب، موصوف هكذا، لأنها متوتر " هوذا عالم الرأس المرتقى به عالياً، وفي المؤخرة الملاصقة للمكان، للعرش، للمجلس، ما يمد بالنظر، ويشدد به على رأس مستعار بجلاء .
المتنفذ هنا، ومن هو في موقع سيادي، يصدر الأوامر والتعليمات، أو يدخل في حرب، كما هو مفهوم النزال الإيروتيكي، لتتقاسم المفردات المتداولة على صعيد الأب المسيطر، أو الناطق بالقوة، جملة علامات تنتسب إلى هيئة مئخراتية.
في حالة واحدة، تلزم مؤخرة المرأة الأرض، أو الفراش أو المخدع، عندما تستقبل، في ميقات معلوم، " ذكرها " كي يفصح لها عن نزال أفقي- عمودي، لتكون المؤخرة المتحركة ذكورية، إنما خادمة فحولة الرجل بامتياز .
أكتفي بهذه الكلمة في مقاربة ما حاولت إظهاره " مؤخراتياً " وقد تعرضت لذلك، كما يعلم بذلك من صل اهتمام بهذا الموضوع، سواء في " الجسد المخلوع بين هز البطن وهز البدن " أو " جنازة المؤخرة " وغيرها من كتبي المنشورة، حول موضوع شائك وحائك منذ سنوات.