عبدالهادي زيدان - شاطيء من وصال

كنت علي شفا شاطيء من وصال--- مواويل الحنين تصب جام احتراقها في حناياي--اربكني ما تبعثر من فوضوية هندامي—استعدت ما تناثر من ذكريات مضت—هانذا اعود اليها من جديد—مازلت اذكر كم كانت فاتنة-- دافئة—حانية—ساحرة—براحها ارتياح—هدؤها تجلي—صخبها احتواء- --مرسومة هي في المرايا---كل ما فيها شاهد علي ما مر بي من جموح الامنيات وانكسار الاغتراب –رقة الاحلام وخشونة الواقع—تقاطع تمردي المباغت بلا انتهاء وحالة الرضا المستكين بلا مقدمات—تسبقني اليها نظراتي—-تقدفني نحوها لهفتي—تشدني اليها آيات شغفي—اقف امامها—انكر عيني—اكذبهما—يصيبني الدوار--تحولت مندرة عائلتي الي مجموعة اكشاك تتوسطها ورش للسيارات بعدما قطعوا ما بها من أشجار—هدموا ما بها جدران—ازالوا ما عليها من رسومات—اضاعوا ما تبقي منها من ورق عتيق-- وردموا ما امامها من ترعة ظل النهر فيها متدفقا قبلما رحلت من قريتي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...